في ظل ندرة صانع الألعاب في بطولتنا: الكرة التونسية حافلة بأسماء تألقت وتراجع رهيب منذ مواسم

سيطر صانع اللعب على منظومة الساحرة المستديرة لعقود حيث كان يعتبر الأهم في الفريق خاصة أن مردود المجموعة يرتبط بفورمته في المباراة فهو صاحب اللمسة الحاسمة

في الأهداف وقد تعددت أسماء صناع اللعب في الكرة بين «المايسترو» و«العقل المدبر» ليصل إلى حدود الوصف إلى عناوين «الساحر» و«الرسام» سيما أن صناع اللعب الذين قدمتهم الساحرة المستديرة أثبتوا علو كعبهم ومؤهلاتهم الفنية العريضة.
توجد هنا مفارقة ارتبطت بصناع اللعب في كرة القدم أن أغلبهم كانوا يحملون الرقم «10» والذي كان رمزا لصانع اللعب في الفريق والمنتخب حتى أن عدة مقالات تطرقت لسؤال من أفضل رقم «10» في تاريخ الساحرة المستديرة؟
الكرة التونسية على مر تاريخها قدمت عدة صناع لعب تألقوا بشكل كبير وكانوا مصدر إلهام فرقهم وصناع الفرجة والمتعة في الملاعب التونسية حتى أن الجماهير مازالت تتذكر صولاتهم وجولاتهم في ملاعبنا وعلى غرار حراس المرمى عبر تاريخ الكرة التونسية فإن الإجابة على أفضل صانع ألعاب في تاريخ الكرة التونسية يبدو صعبا ومعقدا في ظل الأسماء التي أنجبتها الكرة التونسية على مر تاريخها.

مفارقة غريبة
فرض تطور عالم الساحرة المستديرة أن يكون دور صانع الألعاب محدودا بما أن الجميع بات مطالبا بصناعة اللعب والمساهمة هجوما ودفاعا وهذا ما جعل مكانة اللاعب رقم»10» تتراجع بصفة غريبة بل أكثر من ذلك بما أن لاعبي وسط الميدان بخصالهم الدفاعية أصبحوا مطالبين بصناعة اللعب والمساهمة في الأهداف المسجلة.
الكرة التونسية بدورها تعاني من غياب صانع اللعب المميز حيث يبحث المنتخب الوطني إلى حد اليوم عن صانع ألعاب قادر على تقديم الفرجة والأهم صناعة الفارق والملاحظ في أندية الرابطة المحترفة الأولى يدرك شح الأسماء في هذا المركز حيث يقتصر حضورهم على بعض الأسماء التي تعد على أصابع اليد الواحدة أن لم نقل أقل من ذلك. أسئلة عديدة تطرح في هذا الموضوع وهي هل أن تطور كرة القدم فرض ندرة تواجد صناع اللعب عالميا وفي الكرة التونسية أم أن التكوين القاعدي أصبح لا يعتني بهذا المركز أو أن الموهبة الفطرية انقرضت لتكون الحصيلة غياب صانع الألعاب؟

ثنائي في الذاكرة دائما
أن تطلق عليك الجماهير الرياضية في تونس أسم «الأمبراطور» وهي كنية طارق ذياب صانع ألعاب الترجي الرياضي فهذا دليل على القيمة الفنية التي كان يمثلها طارق ذياب في فريقه والمنتخب الوطني حيث يعتبر البعض أن صانع ألعاب الترجي الرياضي هو الأبرز في مركزه واحد أفضل ما أنجبت الكرة التونسية وهو ما أكده طيلة سنوات مع الترجي والمنتخب حيث ساهم في أول مشاركة لنسور قرطاج في كأس العالم الأرجنتين 1978 بالإضافة للألقاب التي حققها مع فريقه.
ولم يكن طارق الوحيد الذي تألق في تلك الحقبة بما أن الجميع أطلق أسم «ساحر الأجيال» على المرحوم حمادي العقربي الذي كان بشهادة الجميع افضل من داعب الكرة قدميه في تونس بفضل مخزونه الكروي الكبير ومهاراته العريضة التي جعلته أحد أهم أسباب المتعة في كرة القدم التونسية بما أن العديد يؤكد أن أي لقاء كان فيه المرحوم العقربي تكون فيه الفرجة مضمونة وعلى غرار طارق ذياب ساهم متوسط ميدان النادي الصفاقسي في مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم الأرجنتين 1978 وتحقيق فريق عاصمة الجنوب عدة ألقاب في تلك السنوات.

العيادي الحمروني
فرض العيادي الحمروني نفسه نجما فوق العادة في البطولة التونسية في مركز صناعة اللعب حيث كان الأبرز رغم وجود عدة أسماء في مركزه لكنه نال لقب الأفضل مع المستويات الكبيرة التي قدمها مع الترجي الرياضي والمنتخب الوطني حيث تألق بشكل لافت رغم قصر المدة التي لعبها في البطولة المحلية.
موسمان تقريبا هما حصيلة الحمروني في مسيرته مع الساحرة المستديرة إلا أنه توج فيها بكافة الألقاب الممكنة وكانت مساهمته كبيرة في حصد الترجي الرياضي لتلك الألقاب ورغم الفترة القصيرة إلا أن العيادي الحمروني يعد من أبرز ما أنجبت الكرة التونسية حتى أن الجماهير أطلقت عليه لقب «الجوهرة السوداء».

منافسة كبيرة
أعلنت حقبة التسعينات في البطولة التونسية عن بروز عدة أسماء في مركز صناعة اللعب حيث تألق أكثر من اسم وجعل الاختيار صعبا لمن الأفضل خاصة أن المستوي كان متقاربا بينهم.
ففي النجم الساحلي برز أسم زبير بية الذي تألق بشكل لافت وقد وقع على تألق فريق جوهرة الساحل وتحقيق عدد من الألقاب سواء المحلية أو القارية لتعلن المعطيات أن مايسترو النجم الساحلي أحد أبرز لاعبي حقبة التسعينات وساهم تألق زبير بية في عودة المنتخب إلى المشاركة في كأس العالم 1998 مع تألق كبير في كأس أمم إفريقيا 1994 وتوج بية مسيرته بمحطة إحترافية في الدوري الألماني وصلت لحصوله على شارة القائد.
وفي صفاقس نال اسكندر السويح كافة العناوين خاصة أن الجميع بحث عن خليفة لحمادي العقربي وهو ما نجح السويح في افتكاكه بفضل مهاراته وخصاله الفنية الكبيرة التي جعلته معبود جماهير النادي الصفاقسي التي كانت تذهب إلى ملعب الطيب المهيري من أجل رؤية السويح وهو يلعب وحتى بعد رحيله إلى الترجي الرياضي واصل اسكندر السويح التأكيد أنه أحد أفضل ما أنجبت الكرة التونسية مساهما في عدة تتويجات للاحمر والأصفر ومقدما الفرجة والمتعة للجماهير.
ثالث الأسماء في تلك الحقبة من أبناء الملعب التونسي ماهر الكنزاري الذي خطف الأضواء وأعلن نفسه في صراع صناع اللعب في المرة التونسية ليقدم موسمين رائعين مع فريقه الأم ويؤكد مع الترجي الرياضي أنه أحد أفضل اللاعبين في مركزه بعد أن واصل التألق.

تراجع لافت
بعد حقبة التسعينات خفت بريق صناع اللعب في البطولة التونسية بشكل كبير إلا أن عدة أسماء نجحت في تدوين اسمها في قائمة الأبرز والحديث هنا عن أسامة السلامي الذي تألق في الملعب التونسي ثم النادي الإفريقي فيما رسم صانع ألعاب نادي حمام الأنف أنيس بن شويخة مسيرة كبيرة جعلته الأفضل في حقبة الألفية.
بعد ذلك برز أسماء صانع ألعاب الترجي الرياضي أسامة الدراجي الذي تألق بشكل لافت وكان من بين الأبرز معيدا إلى أذهان عشاق الترجي الرياضي الأسماء الرنانة التي مرت بصناعة اللعب في فريق باب سويقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115