كرة اليد: توقف نشاطه بعد آخر «كان»: رد الإعتبار لمنتخب الكبريات ضروري قبل فوات الأوان

ستحصل انتخابات خاصة بالجامعة خلال العام المقبل وقد يأتي رئيس جديد لها وقد يواصل المكتب الجامعي الحالي المهام على بعد مدة نيابية لم يف فيها بمجمل

الوعود التي قطعها فلا أنجز دار الحكم ولا غير مقر الجامعة ولا قدم دعمه لكرة اليد النسائية كما أكد ذلك في شعاراته التي كان الهدف الوحيد منها جمع أكبر عدد ممكن من أصوات الفرق للفوز بالمركز الأول أمام القائمة الثانية المنافسة التي ترأسها كريم الهلالي، مكتب جامعي حالي معه خسر منتخب الأكابر أبرز رهان «كان» 2020 والتأهل المباشر الى الأولمبياد ولقبين قاريين في الأصاغر والأواسط وفي زمنه جمد نشاط منتخب الكبريات بعد أن دخل طي النسيان بعد مشاركته في 2018 في نهائيات أمم إفريقيا.

لم يقدر المنتخب الوطني للكبريات على العودة الى النشاط وآخر ظهور له كان في «كان» 2018 التي عجز فيها عن تجاوز الدور ربع النهائي وعن المراهنة على مقعد في المونديال بسبب المشاكل التي عاشها قبل تلك المشاركة وأجبرته على تغيير في الاطار الفني بعد تعيين عصام اللحياني خلفا لرياض الصانع والاكتفاء بتحضيرات داخلية دون خوض أية مباراة ودية دولية تمكنه من الوقوف على مجمل الأخطاء بما أن الجامعة قالت بأنها لا تملك الامكانات المادية لإجراء التربصات الخارجية التي تظل ممكنة فقط عند الحديث عن منتخب الأكابر وكأن منتخب السيدات أمرا ثانويا لا يعنيها، منتخب الكبريات أجبر على الدخول في سبات طويل يظل غير لائق به وبمكانته بين منتخبات القارة.

لم يتمكن المنتخب من بلوغ نهائي النسخة الأخيرة من «الكان» ومن التأهل الى المونديال والكل كان يظن أنه سيكون هناك تقييم لتلك المشاركة وكل طرف سيتحمل مسؤولياته في الحصيلة التي خرج بها من تلك المشاركة لكن ما حصل هو العكس وكل طرف غض النظر وكان المتضرر في ذلك اللاعبات اللاتي لن تكون مجموعة حاضرة منهن سيما من البطولة الوطنية في «الكان» المقبلة بما أن الأولوية ستعطى بدرجة أولى الى الجيل الذي قاد منتخب الصغريات الى المرور الى الدور الثاني من البطولة العالمية الأخيرة لأول مرة في تاريخه وتاريخ كرة اليد النسائية وأيضا للعناصر الموجودة في منتخب الوسطيات والمحترفات بدرجة أولى.

العمل لا بد أن ينطلق قريبا
تتحجج الجامعة في الفترة الحالية بتركيز اهتمامها على تحضيرات منتخب الأكابر استعدادا لمونديال مصر ولكن ذلك يظل غير مقنع ففيها يوجد ادارة فنية لم يعد أمامها أي مبرر وهي مطالبة ومنذ الان في الشروع ووضع برنامج واضح لمنتخب الكبريات من خلال اختيار المدرب الخاص به وبقية اطاره الفني الذي لا بد أن تكون فيه نجماته اللاتي سبق أن قدنه نحو نتائج ممتازة قبل فوات الأوان أكثر وتعقد الأمور ففي الفترة المقبلة ستكون هناك «كان» مؤهلة الى المونديال وعناصرنا الوطنية لا بد أن تكون جاهزة كما يجب للدفاع عن حظوظها والتدارك قدر الامكان.

يوجد أكثر من مدرب قادر على قيادة المنتخب خلال الفترة المقبلة من بين الذين كانت لهم تجربة مع عناصرنا الوطنية ومن الذين قادوا الاطار الفني لمختلف فرق البطولة وهذه الكفاءات لا بد أن تمنح لها الفرصة والأهم الوقت الكافي لإعداد مجموعة تكون قادرة على تحقيق ما هو مطلوب منها في الفترة المقبلة حتى لا تكون هناك خطوة أخرى الى الوراء تزيد من تعقيد الأمور في المنتخب الذي بات الوضع الموجود فيه لا يبشر بخير.

خروج اللاعبات نحو الاحتراف نقطة أخرى ايجابية
يتواصل الى الان توقف نشاط المنتخب بينما توجد في المقابل بوادر ايجابية ان تم استغلالها كما يجب فان النتائج حتما ستكون أفضل وهي خروج اللاعبات الى الاحتراف في المواسم الأخيرة وهذه الخطوة تعد ايجابية للمستقبل، لاعباتنا توجهن الى أهم البطولات الأوروبية منها فرنسا والنرويج ورومانيا على غرار أمل الحمروني وراقية الرزقي وسيرين الفرحاني وشيماء الجويني ومنى الجليزي ومؤكد هذه التجارب ستمكنهن من خبرة اضافية وتجربة كبير ستخدم مصلحة المنتخب الذي يظل المنتخب الأنغولي العائق الأول أمامه من أجل رفع اللقب القاري وبدرجة أقل الكوت ديفوار.
لن تحصل الاضافة المطلوبة للمنتخب إلا في حال تم استثمار جهود المحترفات كما يجب وتجميعهن في أكثر من تربص صحبة بقية المجموعة الموجودة في البطولة الوطنية والاستفادة من خبرات اللاعبات السابقات على غرار رجاء التومي ومنى شباح ووداد الكيلاني ورفيقة مرزوق والبقية وهذا سيتحقق فقط ان تم تعيين المدرب المناسب من قبل الجامعة التي تتحمل المسؤولية لوحدها في ما وصل اليه المنتخب الذي يعيش وضعا لم يسبق أن واجهه، الجامعة وبسبب سياستها الفاشلة وغياب التخطيط اللازم من اداراها الفنية قد تهدد أحلام ومستقبل جيل كامل في المنتخب ان تواصل الأمر على حاله وحتى توجه اللاعبات الى الاحتراف سيكون دون جدوى.

عودة «الغاوي» ستخدم أكثر مصلحة المنتخب
تم في الفترة التي سبقت النسخة الأخيرة من «الكان» ابعاد شيماء الجويني من المنتخب وعادت بعد ضغوط سلطت على الجامعة التي اتخذت في ما بعد خطوة كانت أخطر من خلال اقصاء أفضل لاعبة دائرة في أوروبا من المجموعة أسماء الغاوي بعد حصولها في 2016 على الجنسية المجرية لأسباب خاصة، الجامعة أدركت خطئها بعد التألق اللافت لأسماء الغاوي في الاونة الأخيرة وعادت تطلب ودها وقامت مؤخرا بتكريمها في خطوة جاءت متأخرة جدا ولكنها تبقى أفضل من عدمها بعد أن تأكدت من أن محترفة «فالسيا» الروماني لم تكن نيتها سيئة من الحصول على الجنسية المجرية وأن المنتخب المجري يلمك زاده الكافي من اللاعبات.
تعد أسماء الغاوي من أبرز اللاعبات حاليا في أوروبا وعودتها وان وافقت على ذلك ستخدم مصلحة المنتخب وستقوده الى تحقيق نتائج طيبة صحبة بقية العناصر المحترفة واللاعبات الموجودات في البطولة الوطنية مثل ما كان الشأن سابقا مع منى شباح ولكن المشكل الحقيقي يظل في الطريقة التي تتعامل بها الجامعة مع المنتخب بعد أن أجبرته على راحة مطولة في الوقت الذي تجتهد وتعد فيه منتخبات أخرى للمستقبل، الغاوي من الجيل الذي ساهم في حصول المنتخب على «كان» 2014 وعودتها تبقى مطلوبة بما أنها أن تعد قدوة على أكثر من مستوى للجيل الحالي الذي لا بد أن تحفظ أحلامه وتتحقق أهدافه وحتى لا تذهب كل الجهود التي بذلت لتكوينه أدراج الرياح في انتظار التأكيد مع عودة المجموعة الى النشاط وقرار ايجابي من الجامعة يخلصها من القليل من أخطائها وتتدارك به سياستها وقراراتها الخاطئة الحاصلة الى حد الان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115