من انجازات من ينبش في الذاكرة للاعتراف بجميلها على غرار « قلحية ويونغ بيراز و نوردين عدالة و المرموري ... ليكون لـ«المغرب» اليوم موعد جديد مع احد أبطال الماضي الجميل في رياضة الفن النبيل.
من عاش فترة أوج عطاء الملاكمة التونسية خاصة في ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، حتما ستحمل ذاكرته أسماء ستظل محفورة في مخيلته لارتباطها بنجاحات الأبطال التونسيين من الملاكمين الذين شرفوا الراية الوطنية وجعلوا من الملاكمة رياضة تتمتع بشعبية جارفة في تونس و أحد هؤلاء ... الطاهر بلحسن.
بداية أسطورية
ولد الطاهر بلحسن في 14 جويلية 1941 وهو تاريخ ازدهار رياضة الملاكمة في تونس وانتشارها خاصة في الأوساط الشعبية، حيث تدرب وهو في سن 17 سنة تحت أنظار المدرب الكبير «جو غايز» وتعلم منه أصول رياضة الفن النبيل وقواعدها.
بدايات الطاهر بلحسن كان عنوانها النجاح حيث تحصل في على لقب الهواة ليصبح بعدها بسنة فقط بطل وزن الذبابة دون منازع، ثم بطلا في وزن الديك ثم بطل تونس في وزن الريشة، هذا التألق فتح له أبواب المنتخب وأحرز على فضية أول بطولة أفريقية في الملاكمة والتي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة سنة 1962، كما حصل على الذهب في دورة الصداقة التي احتضنتها العاصمة السنيغالية داكار سنة 1963، ثم أحرز فضية أول نسخة من الألعاب الإفريقية والتي احتضنتها الكونغو عام 1965، كما شارك في الألعاب الأولمبية مرتين وذلك بروما عام 1960 و طوكيو عام 1964، ثم خيّر بعد ذلك الدخول لعالم الاحتراف.
الطاهر بلحسن و الاحتراف .. ولادة بطل كبير أسقط كل عمالقة وزنه
دخل الطاهر بلحسن عالم الاحتراف من أوسع أبوابه حاملا تاريخا مشرفا من البطولات و التتويجات في الهواة، وبعد هجرته إلى باريس تمكن من الانتصار بالضربة القاضية على منافسه الفرنسي ميشال جاميت في 14 أفريل 1966، لتتالي الانتصارات أبرزها على غيدو كانتاماس في ماي 1966 و جوسي بيسبال ولوثار أباند وإرنستو ميراندا وغيرهم ... ولكن المفاجأة الكبيرة جاءت تحديدا يوم 21 ماي 1962 في برشلونة عندما أطاح البطل التونسي وبالضربة القاضية ببطل أوروبا والعالم الإسباني من أصل كوبي «خوزي ليغرا» ليصبح حديث الصحافة العالمية، ويصبح بهذا الإنجاز ضمن أفضل الملاكمين في العالم لوزن الريشة و هو ما مكنه من بلوغ نصف نهائي بطولة العالم بالمكيسك بعد سنة لكنه انهزم امام صاحب الأرض كليمونتي سانشيز و هي هزيمة لا يتحملها الملاكم التونسي بما أن الأجواء قبل و خلال المواجهة لم تكن على أحسن ما يرام مما رجح كفة الميكسيكي كليمونتي .
نهاية درامية لبطل سيظل في الذاكرة
لم تكن نهاية مشوار الطاهر بلحسن في عالم الملاكمة كما أرادها عشاقه و محبوه، و في بعض الأحيان قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقول المثل ففي 2 فيفري من سنة 1974 احتضنت القاعة المغطاة بالمنزه نزال نهائي بطولة أفريقيا بين البطل التونسي الطاهر بلحسن و الغاني دافيد كوتيي حيث غصّت بالجماهير من جميع الولايات التونسية وكان الحدث منقولا تلفزيا على المباشر و حضرت فيه عديد الشخصيات، ولكن في تلك تلقى الطاهر بلحسن ضربة قاضية من منافسه في الدقائق الأولى للمنازلة أسقطته أرضا لينتهي النزال بهزيمة غير متوقعة, نهاية كانت درامية و لكن لا يمكن أن تحجب التتويجات و البطولات التي حققها الطاهر بلحسن سواء في عالم الهواة أو في الإحتراف، ليظل « عم الطاهر » ملكا لوزن الريشة دون منازع.
عالم التدريب
هزيمة دفعت الطاهر بلحسن لإنهاء مسيرته مع الحلبة لكن بصفة غير نهائية حيث ضرب موعدا مع عالم التدريب من بوابة أكثر من جمعية ليهدي الملاكمة التونسية التي تعيش منذ سنوات أسوء حالتها بعد أن كانت سباقة في إهداء تونس أول ميدالية اولمبية سنة 1964 باليابان و غيرها من التتويجات على الصعيدين العربي و القاري و العالمي.
من ذاكرة الرياضة التونسية: الطاهر بلحسن ... نجم الستينات الذي رسم تاريخا مشرفا للملاكمة التونسية
- بقلم سلاف الحمروني
- 11:17 23/11/2020
- 1544 عدد المشاهدات
عديدة هي الأسماء التي كتبت أسماءها بأحرف من ذهب في تاريخ الرياضة التونسية إلا أنها لم تجد رغم ما حققته