وهي في أشد أزماتها- ظلت وستظل تعيش على وقع عدم الاستقرار الإداري الذي تسبب بصفة مباشرة في تراجع نتائج الملاكمين التونسيين، أضف إلى ذلك ضعف الميزانية و غياب الإمكانيات.
ورغم ما حققه منتخب السيدات من انجازات مكنت تونس من حصد بطاقتي تأهل للألعاب الأولمبية طوكيو اليابان 2021 عن طريق كل من خلود الحليمي في وزن 57 كغ و مريم الزياني في وزن 60 كغ مقابل إخفاق منتخب الذكور في سابقة تاريخية تعكس الوضع المتردي الذي تعيشه الملاكمة، إلا أن ذلك لم يغير الكثير بل على العكس زادات الأمور تعقيدا بعد أن كشفت البطلة خلود الحليمي في فيديو مباشر نشرته على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك قبل أن تقوم بسحبه، حجم ما يعانيه الأبطال من تردي الأوضاع في فترة تتطلب من الجميع رفع المعنويات وتوفير الإمكانيات وليس العكس.
لم أتحصل على منحة التأهل والمدرب أضطر إلى الاستقالة
قالت البطلة خلود الحليمي خلال الفيديو الذي بثته بنبرة فيها الكثير من الألم « رغم ما حققته من انجازات كان هدفها بدرجة أولى تشريف الراية الوطنية و الترّشح لتمثيل الملاكمة النسائية التونسية في أولمبياد طوكيو، وبعد أن تحصلت على ذهبية الألعاب الإفريقية و ذهبية البطولة الإفريقية الترشيحية، إلا أننا لم ألق غير الوعود و لم أتحصل على مستحقاتي المالية».
وتابعت قائلة: « حاولت الاتصال بالجامعة والوزارة ولكنني في كل مرة لا أجد إلا التبريرات الواهية، رغم علمهم بظروفي المادية الصعبة، حاولت الأتصال بالوزير نفسه الذي كان يترأس الجامعة وعلى علم و إلمام تام بالموضوع و لكنني لم أجد أذانا صاغية».
وواصلت قائلة: « هناك من أراد إحالتي على مجلس التأديب، هل يعقل أن من يطلب حقوقه المشروعة تقع عقوبته».
في خصوص المدرب قالت البطلة خلود الحليمي» ... المدرب الوطني السيد فتحي الميساوي ورغم قدومه من الكويت للإشراف علينا و بعد أن انطلقنا في العمل الجدي و التحضيرات وجد نفسه مجبرا على الاستقالة بسبب المماطلة وعدم الحصول على مستحقاته المالية ... وأنا أطالب اليوم بعودته وتراجعه عن استقالته وإلا سأغادر دون رجعة للخارج».
خلود الحليمي بعد أن بثت هذا الفيديو، قامت بسحبه ونعتقد في حصول ضغوطات من عديد الأطراف، وهذا يؤكد الأزمة التسيرية التي تعيشها الملاكمة من عدم استقرار فني و إداري انطلاقا من فراغ كرسي الرئاسة وتعويضه بعد تقلدّ الرئيس السابق لجامعة الملاكمة كمال دقيش منصب وزير شؤون الشباب والرياضة و الإدماج المهني، وكذلك عدم وجود مدير فني وطني و آخرها تقديم البطل الأولمبي و المدرب الوطني لأستقالته و إذا أضفنا إلى هذا كله الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها الجامعة وعدم قدرتها على خلاص الحكام وجزء من مستحقات المدربين، كلها أسباب تجعل الحمل ثقيلا على المكتب الجامعي القادم الذي لم يتبق إلا القليل من الأسابيع لفك رموز تركيبته.
المهمة الآن تقع على عاتق وزارة الشباب والرياضة والجامعة التونسية للملاكمة واللجنة الأولمبية، لتضافر جهود الجميع لترميم البيت وتوفير الظروف الملائمة من تربصات وتحضيرات وإحاطة نفسية ومساندة وتشجيع للأبطال من أجل تشريف الراية الوطنية ورفعها عاليا في سماء طوكيو وتحقيق لما لا ميدالية أولمبية للملاكمة غابت أكثر من 24 سنة منذ برونزية البطل السابق والمدرب الوطني الحالي فتحي الميساوي في أولمبياد أطلنطا 1996.
بطلة تونسية تستغيث: غياب الدعم و سياسة المماطلة تدفع خلود الحليمي إلى التهديد بمغادرة تونس دون رجعة
- بقلم سلاف الحمروني
- 09:20 19/10/2020
- 814 عدد المشاهدات
لا يختلف اثنان في أنّ الملاكمة التونسية أو رياضة «الفن النبيل» كما يحلو للبعض تسميتها أنها رغم ما تحققه من نجاحات -