تكريم من رفعوا الراية الوطنية واجب: أسطورة التحكيم التونسي والإفريقي و العالمي نور الدين عدالة يقبع على كرسي متحرك و يحتاج إلى ساق اصطناعية

ذاكرة البعض قصيرة والبعض الآخر يجهل التاريخ، والبعض الآخر يدّعي النسيان ... الكثير لا يعرفون من هو الشخص الموجود في الصور باستثناء البعض..

لأن الذاكرة الرياضية في تونس لا تحفظ سوى أسماء لاعبي كرة القدم أو أبطال الورق ..

هذا التونسي بِالشارب الأسود والذي يضع ال papillon السوداء هو الحكم والقاضي الدولي التونسي في رياضة الملاكمة الشهير في الخارج ‘النكرة» في بلاده «نور الدين عدالة».. هذا الحكم الذي يعتبر استثناء في التحكيم العربي والإفريقي بعد أن قام بإدارة عدد لا يحصى ولا يعدّ من النزالات و صال و جال على الحلبات الأولمبية والعالمية و كان أشهرها اختياره كقاض رئيسي في نزال القرن الشهير الذي سمي بـ«نزال الأدغال» و الذي جمع بين الأسطورتين محمد علي كلاي وجورج فورمان سنة 1974 للمراهنة على لقب بطولة العالم للوزن الثقيل والذي احتضنته كنشاسا عاصمة الزائير سابقا والكونغو الديمقراطية حاليا في لحظة رياضية فارقة في إفريقيا والعالم خاصة وأن هذا الحدث تم تصنيفه كواحد من أعظم اللحظات الرياضية في التاريخ.

نور الدين عدالة الذي تم اختياره من طرف رابطة الملاكمة العالمية WBA والمجلس العالمي للملاكمة WBC كقاض رئيسي في نزال القرن لأنه يعتبر وقتها واحدا من أفضل الحكام العرب والأفارقة والعالميين ( مع العلم وأن هذا استثناء لأن عدالة كان ينتمي للإتحاد الدولي للملاكمة الهواة AIBA وكان يدير نزالات في الإحتراف ).
نور الدين عدالة سيبقى في الذاكرة رغم أن أهل الرياضة والملاكمة في تونس تجاهلوه وتناسوه، إلا أنه لم يأخذ حظه كعلامة من العلامات الفارقة في تاريخ الرياضة و التحكيم التونسي وحتى اللجنة الأولمبية التونسية لم تذكره في سجلاتها رغم اختياره كتونسي لتحكيم نزال في قيمة مباراة كلاي وفورمان والقيمة التاريخية والموضوعية التي دونها هذا الحدث الرياضي الهام .

أسطورة التحكيم التونسية نور الدين عدالة يقبع اليوم على كرسي و يحتاج ساق اصطناعية وتحتاج إلى ردّ الإعتبار لما قدمه طيلة عقود وقد كان خير سفير للرياضة التونسية.

إذا نسيت جامعة الملاكمة و اللجنة الأولمبية ووزارة الرياضة ما قدمه ... فالشارع الرياضي وعشاق الفن النبيل لن ينسوه , والأمر يحتاج تحرك عاجل لرد الجميل لهذا الحكم الكبير وبعث رسالة طمأنة للأجيال الحالية التي اختار عدد كبير منها في ظل غياب الإحاطة و الدعم ركوب قوارب الموت نحو الأراضي الأوروبية من اجل نحت مسيرة رياضية موفقة و خاصة ضمان مستقبل مضيء كما كان الحال منذ أسابيع مع البطلة والملاكمة التونسية أمل عبد السلام ابنة النادي الرياضي الصفاقسي التي رفعت الراية الوطنية في عديد المحافل الدولية على غرار تتويجها وصيفة لبطلة العالم في الملاكمة الفرنسية في العام الفارط, كما توجت بلقب بطلة تونس في الملاكمة عديد المرات و قبلها العديد من الأسماء التي لم تجد الدعم و التاطير و العناية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115