بعد موسم صعب للنسيان فشل فيه الفريق في تخطي مرحلة التتويج من البطولة الوطنية وانسحب منذ ثمن نهائي سباق الكأس وخسر كل مواجهات الكلاسيكو والدربي على حد السواء كما خسر أكثر من مباراة امام منافسيه الذين كان في السابق يفوز أمامهم بفارق عريض، المؤشرات الايجابية الحاصلة الى حد الان تفيد بأن الافريقي سيسعى الى رد الاعتبار والعودة الى منصة التتويج سيما بعد الانتدابات القيمة التي قام بها سواء على مستوى الاطار الفني أو بخصوص اللاعبين.
تعاقد النادي الافريقي في الفترة الماضية مع مدربه السابق حافظ الزوابي في اطار فني يضم أيضا مساعده عادل حيحي الذي سبق له أن أشرف على المقاليد الفنية للفريق ووضع لاعبه السابق حمدي الميساوي مدربا للحراس في خطوى تبقى ايجابية بما ان الثلاثي سابق الذكر عارف بكل كبيرة وصغيرة عن المجموعة ويدرك جيدا حجم المسؤولية التي تنتظره ومستعد بتقديم المساعدة والتضحية من اجل أن يستعيد فريق باب الجديد مكانته المعهودة ومستواه الذي تراجع بشكل لا يليق به بسبب سوء الادارة وتواجد زادوا الطين بلة.
عزز الافريقي صفوفه بأكثر من لاعب بعد ان تعاقد مع ثنائي حراسة المرمى مروان مقايز وأمين البدوي وسيعوضان ماجد حمزة الذي لم تكن تجربته موفقة الى حد ما والفريق تمكن أيضا من استعادة خدمات لاعبه زبير السايس ووقع لعقد مع صاحب الخبرة الظهير الأيسر للمنتخب مصباح الصانعي ثم ضم الى صفوفه الثنائي الشاب أشرف بالحاج سالم لاعب الدائرة لسبورتينغ المكنين والجزائري أشرف الوردي الذي ينشط في المركز ذاته وجدد لموسم اخر للجناح الأيمن محمد علي بحر وحافظ في المقابل على بقية المجموعة التي غادرها عنصر وحيد وهو فراس الجليدي الذي خير خوض تجربة مع الجار الترجي الرياضي بسبب الوضع الصعب الذي كان موجودا في الافريقي.
عرف الافريقي ورغم تأخره كيف يضم الى صفوفه عناصر ذات قيمة وكيف يستعيد ثقة مجموعته الشابة وكل المحيطين به قبل فوات الأوان والأكيد انه بوجود حافظ الزوابي على رأس الاطار الفني وبابتعاد كل العناصر التي حاولت في السابق العرقلة من أجل مصلحة خاصة دون سواها فان حال الفريق سيكون أفضل مع ضربة البداية للموسم الجديد الذي سيسعى فيه الى تحقيق الأفضل.
الاضافة ستكون حاصلة
ستكون الاضافة حاصلة في الافريقي سواء من حافظ الزوابي الذي سبق له ان تسلم الفريق بوضعية مشابهة وانتشله وقاده الى تحقيق نتائج طيبة والأهم من ذلك أنه تمكن من تكوين مجموعة حصدت لاحقا أكثر من لقب وبرزت وتألقت سواء في البطولة والمنتخب على حد السواء أو من العناصر التي تم التعاقد معها فكلها صاحبة خبرة فزبير السايس خاض تجربة ناجحة منذ خروجه مع نادي ساقية الزيت مكنته من الخروج الى الخليج وخوض اكثر من تجربة هناك وأمين البدوي من أفضل حارسي المرمى الشبان في الوقت الحالي والثنائي مصباح الصانعي ومروان مقايز غنيان عن كل تعريف ووجودها في الفريق سيعطي اضافة على أكثر من مستوى سواء داخل الملعب أو خارجه من خلال تأطير اللاعبين الشبان الذين سيكونون نجوم الفريق والمنتخب في المستقبل القريب باعتبار الامكانات الفنية التي يتمتعون بها في مقدمتهم ياسين بوتفاحة النجم القادم على مهل.
موسم 5102 في البال
سيدخل فريق باب الجديد في الموسم الجديد بمعنويات مرتفعة وسيسعى الى اعادة سيناريو 2015 الذي فاز فيه بالبطولة والكأس وبطولة افريقيا للأندية البطلة وخاض «السوبر» الذي مكنه من التواجد في مونديال الأندية وهذه الخطوة تبقى ممكنة جدا في ظل الانتدابات التي قام بها للموسم الحالي والأكيد أنه وفي حال كانت هناك نتائج في مستوى التطلعات فان أكثر من لاعب متألق سنجده مع الفريق، راهن الافريقي سابقا على سواعده الشابة وكسب تلك الخطوة وبات رقما صعبا واليوم بإمكانه اعادة السيناريو ذاته سيما بعد الاهتمام الكبير الذي بات يحظى به من قبل الهيئة المديرة بتوفر السيولة المادية.
خرج الافريقي بحصيلة هي الأسوأ في تاريخه في الموسم الحالي ولكنه يظل قادرا على تجاوز ذلك مع ضربة البداية للبطولة الجديدة التي ستكون فيها الحظوظ متساوية بين جميع الفريق التي عرفت بدورها تغييرات على مستوى الرصيد البشري ان وظف جهود عناصره كما يجب وحافظ على شبانه والأهم ان ابتعد عن التجاذبات والصراعات الموجودة التي هي سببا مباشرا في وصل اليه من وضع في الفترة الماضية فكل ممهدات النجاح باتت متوفرة في انتظار التأكيد من كل الاطراف.
أكثر من صفقة سابقة فاشلة
كان بإمكان الافريقي تجاوز وضع مثل ذاك الذي مر به في الفترة السابقة وأجبره على خسارة ثلاثي بارز في صفوفه وهو رمزي المجدوب وفراس الجليدي والأهم اسكندر زايد الذي أجبر على المغادرة، فريق باب الجديد استنجد في الموسم الماضي بلاعبه ومدربه السابق رياض الصانع ولكنه سرعان ما تخلى عنه في الوقت الذي كان يجب أن يواصل والهيئة تعاقدت مع أنور عياد الذي زاد تعقيد الوضع على الرغم من انها تدرك انه غير قادر على قيادة فريق في حجم الافريقي الى منصة التتويج ثم وضعت يسري بن غالي مساعدا له وتعاقدت مع ابراهيم لاغة ورامي الستي وماجد حمزة وكل هذه العناصر كان همها الوحيد التواجد في الفريق حتى لو لم تحصل الاضافة وحتى ان لم يقدر على التتويج.
سيجبر الافريقي مستقبلا على الاتعاظ من كل الخطوات الفاشلة سابقا والبناء للمستقبل وفقا لأسس صحيحة الفرضية التي تظل قائمة جدا مع حافظ الزوابي وعودة قيس البدوي لرئاسة الفرع الذي يستحق ان يتوج في كل موسم بأكثر من لقب في الأكابر كما الحال في فرع الكبريات الذي يبقى النقطة المضيئة الى حد الان بفوزه بالبطولة 27 في تاريخه منذ أيام ومازال سيراهن أيضا على الكأس، الافريقي قادر على العودة والأكيد ان الأجواء الايجابية الموجودة ستساعد المجموعة على الاعداد كما يجب للموسم الجديد الذي لا بد ان تتوج فيه الجهود المبذولة كما يجب وتكون هناك حصيلة مثل تلك التي جناها الفريق في 2015 ان عرف كيف يزيل كل «الطفيليات» المحيطة به ويشيد سورا من الثقة بين كافة الأطراف.