الذي تمت اقالته في فيفري الماضي بعد خيبة الأمل الكبرى في «الكان» الأخيرة التي أقيمت في بلادنا وعجزه عن قيادة عناصرنا الوطنية الى الحفاظ على اللقب القاري والتأهل مباشرة الى الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، «السعيدي» سيكون معه ضمن الاطار الفني للمنتخب عمر خذيرة وسيضطلع بمهمة مدرب مساعد ومعد بدني فيدرالي وسيتم إمضاء العقد رسميا في الأيام القادمة خلال ندوة صحفية ستخصص للغرض بعد قدوم الناخب الوطني الجديد من الامارات وإنهاء كافة الاجراءات مع نادي «شباب العين» وخضوعه للحجر الصحي.
قررت الجامعة بعد فشل مفاوضاتها طيلة الفترة الماضية مع أكثر من مدرب من خارج حدود الوطن العودة الى المدرسة الوطنية وتجديد الموعد معها بعد غياب تواصل لإحدى عشرة سنة بما أن اخر تجربة كانت مع سيد العياري في 2009 العام الذي تم فيه التعاقد مع الفرنسي «الان بورت» وأبعدت فيه الكفاءات الوطنية الى حد العام الحالي، المنتخب بحوزته عشرة ألقاب قارية خمسة منها كانت مع مدربين اجانب وخمسة مع الثنائي المرحوم سعيد عمارة وسيد العياري الذي تم تعيينه مستشارا فنيا مكلف بالنخبة صلب الادارة الفنية الوطنية بعد غياب لسنوات كان بالإمكان الاستفادة فيها قدر الامكان من خبرته وتجربته الكبيرتين.
يبقى قرار الجامعة تعيين سامي السعيدي ناخبا وطنيا خطوة ايجابية جدا أعادت الاعتبار الى الكفاءات الوطنية وأكدت مجددا مكانتها الهامة سواء داخل البطولة أو خارجها فجل المدربين استطاعوا في الفترة الأخيرة أن يكون على رأس الاطار الفني لمختلف الفرق العربية رغم المنافسة الكبيرة ورغم قيمة الأسماء الأجنبية المحترفة التي تضمها في صفوفها خاصة في البطولة القطرية، الكفاءات الوطنية تستحق الأفضل والقرار الأخير اعتراف ضمني من الجامعة أنها كانت المقصر في حقها طيلة الفترة الماضية التي كان بالإمكان فيها تعيين مدرب شاب للمنتخب في مقدمتهم سامي السعيدي الذي كان مقررا التعاقد معه بعد مونديال قطر وأن يعوض «حسن أفنديتش» ولكن بعض الأيادي حالت دون ذلك ووقفت ضده لا لشيء إلا لأن الأمر لا يخدم مصلحتها والحصيلة كانت خسارة لقب قاري في عقر الدار وإضاعة التأهل المباشر الى الأولمبياد اول أهداف المدة النيابية للمكتب الجامعي الحالي.
مهمة جسيمة في الانتظار
ستكون في انتظار سامي السعيدي مهمة جسيمة باعتبار الاستحقاقات التي سيخوضها المنتخب مستقبلا، أول اختبار للناخب الوطني الجديد ستكون بطولة العالم مصر 2021 المطالبة فيها عناصرنا الوطنية بالتدارك وطي صفحة النهائيات القارية الأخيرة وتقديم مردود أفضل من ما ظهرت به في بطولة العالم الماضية التي تجاوزت دورها الأول بصعوبة على الرغم من أن أكثر من مباراة كانت في المتناول.
سيكون المونديال اختبارا أول للسعيدي وان نجح فيه وحقق ما هو مطلوب منه فان الأفضل سيكون في انتظاره وسيكسب ثقة أكبر في الذات وفي المجموعة قبل الأهم الملحق الأولمبي المقرر في جوان المقبل الذي سيلاقي فيه المنتخب منتخبات كل من فرنسا وكرواتيا والبرتغال وستكون فيه المهمة صعبة أمام هذا الثلاثي الذي يفوق عناصرنا الوطنية على كل المستويات، الجامعة قررت وعينت السعيدي مدربا وطنيا والأكيد أنها ستتحمل تبعات القرار في الفترة المقبلة التي ستواصل فيها مهامها الى ما بعد الأولمبياد في حال لم تكن هناك نتائج في مستوى التطلعات في المونديال وفي حال فشل المنتخب في التأهل الى ألعاب طوكيو.
سيكون هناك عمل كبير ينتظر سامي السعيدي بالنسبة للاختيارات الفنية وفي اعادة أكثر من لاعب أبعد في وقت سابق لدواعي رفضت الجامعة الخوض فيها رغم معرفتها للأسباب الكامنة وراء ذلك والأهم فرض الانضباط الذي افتقدته المجموعة في الاونة الأخيرة بعد أن باتت عناصر عديدة تتحكم في ما يجري في المنتخب وتقرر بشأن أكثر من لاعب سيما من الشبان.
«الصانعي» وجاب الله» اولوية
ستكون أول مهام سامي السعيدي عند توليه لمهامه رسميا على رأس المنتخب اقناع الثنائي مصباح الصانعي وجهاد جاب اللذين أعلنا مؤخرا الاعتزال دوليا بالتراجع عن هذا القرار وإعادتهما الى المنتخب بما انهما من الثوابت فيه وخروجهما سيكون له تأثير كبير على البقية سيما أن المجموعة شابة وتحتاج الى خبرة اضافية في المرحلة القادمة المقبلة فيها على أكثر من تحد، الجامعة لم تكلف نفسها سابقا بالحديث مع الصانعي وجاب الله وهذا ما يتوجب على السعيدي فعله ان أراد أن تكون على ذمته مجموعة تمكنه من تحقيق الأهداف التي سيرسمها مع المنتخب ونتائج تضاف الى مسيرته الشابة الناجحة في تجربة ستكون محط أنظار الكل والخطأ فيها سيكلفه غاليا.
الجامعة مطالبة بتوفير الأرضية الملائمة
وفقت الجامعة في قرار السعيدي والعودة الى المدرسة الوطنية ولكنها ستجبر في المقابل على توفير الأرضية الملائمة التي تمكنه من العمل وتحقيق الأهداف التي سيتم رسمها في مقدمتها ابعاد كل الأطراف التي قد تعرقل المهمة وتقف حاجزا بينه وبين ذلك فالكل على بينة تامة من أنه هناك أياد خفية من مصلحتها رؤية المنتخب منهزما في كل مرة من اجل ان تجد هي مكانا فيه وتحقق مصالحها الشخصية وهذا حصل في أكثر من مناسبة، الجامعة مطالبة بقرارات شجاعة تجاه كل لاعب يحاول تعكير الأجواء داخل المنتخب ويعتمد سياسة لي الذراع مهما كانت الأسماء ان ارادت للسعيدي النجاح في مهامه المنتظرة وتتويج هذه الخطوة التي تحسب لها بأكثر من نتيجة ايجابية.. تنقية الأجواء داخل المنتخب أولوية والمكان فيه يجب أن يكون للأجدر دون سواه مهما كانت الأسماء والاختيارات الفنية لا بد أن تتم بكل حياد حتى يتمكن كل لاعب يستحق الفرصة من أن يحظى بها ويقدم الاضافة المطلوبة وإلا فان حال المنتخب لن يصلح مهما كان اسم المدرب الذي سيقود اطاره الفني.
«العياري» الرجل المناسب في المكان المناسب
عينت الجامعة سيد العياري مستشارا فنيا مكلف بالنخبة صلب الادارة الفنية الوطنية ليكون بذلك «الرجل المناسب في المكان المناسب» والأكيد أن تواجده في هذا الموقع سيقدم الكثير لكرة اليد التونسية ومنتخباتها التي تحتاج كفاءات في قيمة العياري، وجود العياري في الادارة الفنية سيكون سند للسعيدي وسيسهل من مهامه على رأس المنتخب بما أن الاضافة ستكون حاصلة وسيكون هناك دائما القرار الصائب والمناسب كلما احتاج المشورة في انتظار عمل أكبر من الجامعة وقرارات تبعد بها كل الذين ساهموا في وصول كرة اليد التونسية الى الوضع الذي تعاني منه اليوم وفسح المجال أمام أهل الاختصاص للاستفادة من كل ما هو ايجابي يمكن أن يقدموه.