الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في عهد أحمد أحمد: شبهات فساد ... وتخبط في القرارات

في منتصف شهر مارس 2017، ظن عشاق الساحرة المستديرة في القارة الافريقية أنهم سيفتحون صفحة جديدة من الحياد والمصداقية بعد ان سقطت ‘إمبراطورية’

الكاميروني عيسى حياتو التي سيطرت على دواليب الكرة في القارة السمراء لفترة ناهزت 3 عقود من الزمن وارتبط وجودها بالرشاوى والفساد...

صفحة الملغاشي احمد أحمد لم تكن ناصعة البياض كما توقعها الملاحظون والرجل الاول في الهيكل المشرف على كرة القدم في القارة السمراء لم ينتظر كثيرا ليسير على خطى سلفه عيسى حياتو بما ان قضايا شبهات الفساد باتت تلاحق رئيس’الكاف’ في اكثر من مناسبة والاكثر من ذلك ان’الكاف’ عرف في عهده تخبطا وعدم استقرار في القرارات...

شبهات فساد تلاحق احمد احمد
منذ شهر ماي 2019 ،بدأت المتاعب تلاحق الملغاشي احمد احمد وهي سبب خلافه مع المرحوم عمرو فهمي الكاتب العام السابق ل’الكاف’ الذي اتهم رئيس ‘الكاف’باستغلال منصبه لعدة اغراض، منها دفع رشاوى بقيمة 20 ألف دولار لبعض رؤساء الاتحادات الافريقية، الى جانب قبوله بعرض من شركة ‘تاكتيكال ستيل’ الفرنسية، لتوريد أدوات رياضية بمقابل أقل بـ830 ألف دولار من عروض أخرى، علاوة على ذلك فإنه كبد خزينة كاف 400 ألف دولار لشراء سيارات في مصر ومدغشقر.واضيفت الى ذلك اتهامات بالتحرش ببعض العاملات في الاتحاد الافريقي.ليس ذلك فحسب فقد واجه الرجل اتهامات بالتلاعب بيع حقوق بث المباريات، فرغم أنه وعد بمراجعة العقود التي وقعها سابقه عيسى حياتو مع شركة ‘لاغاردير سبورتس’، ، إلا أن الملغاشي لم يصدق وعده الذي قطعه على نفسه وقت الانتخابات، رغم أنه قال إنه سيلغي التعاقد مع الشركة لو لزم الأمر، حيث دفعت شركة ‘لاغاردير’ نفس المبلغ الذي دفعته لبطولة كأس أمم أفريقيا 2017 للبطولة نفسها بمصر 2019،رغم زيادة عدد المنتخبات إلى 24.
في بداية الحالية،تجدد السيناريو حيث اكدت مصادر اعلامية وجود قضايا فساد واختلاس اموال في ‘الكاف’ تصل الى 245 مليون دولار وتم اكتشاف الامر اثر عملية تدقيق اجرتها ‘الفيفا’ ممثلة في الكاتبة العامة فاطمة سامورا على حسابات الهيكل الافريقي.وأضاف نفس التقرير وجود فجوة في حسابات ‘الكاف’تقدر ب24 مليون دولار في ظل عدم وجود اية وثائق تفيد فيما تم صرف هذا المبلغ الكبير.

عثرات وتخبط في القرارات
كشفت عديد المستجدات غياب الخبرة والتخطيط الجيد لدى القائمين على الهيكل الافريقي المشرف على الكرة في القارة السمراء ورغم ان وجوده في المسؤولية بلغ قرابة 3 سنوات فإنه لا يزال يتخبط في العشوائية والقرارات غير المدروسة دون ان يستخلص العبر على العكس من ذلك ولذلك بدأ يفقد ثقة متابعي الرياضة في القارة الافريقية.
ابرز الصور التي تثبت تخبط الاتحاد الافريقي لكرة القدم في العشوائية خلال فترة الرئيس الحالي احمد احمد ملف نهائي رابطة ابطال افريقيا 2019 بين الترجي الرياضي والوداد المغربي وما شابه من تطورات توقفت خلالها المباراة التي احتضنها ملعب رادس قبل نهايتها وقرر مسؤولو ‘الكاف’ حينها اقرار تتويج الترجي باللقب وهو الذي كان متقدما حينها بهدف لصفر اثر انسحاب الفريق المغربي من اللقاء احتجاجا على عدم وجود تقنية ‘الفار’.بعد فترة وجيزة عارض مسؤولو الاتحاد الإفريقي أنفسهم حيث قرر المكتب التنفيذي اعادة اللقاء وبالتالي سحب اللقب من فريق باب سويقة مشيرا الى وجود نقائص من الناحية الأمنية وهو ما جعل ممثل تونس يعترض ويشتكي الى المحكمة الرياضية الدولية التي أقرت الغاء قرار ‘الكاف’ وإلزامه باعادة الملف الى لجانه المختصة للبت في القضية ولتعلن فوز الترجي باللقب وفرض عقوبات تأديبية على الفريقين في قرار مخالف لما تم اصداره سابقا...

ولا يمكن أن ننسى ايضا اللخبطة الحاصلة على مستوى برمجة نهائيات كاس افريقيا ففي 2019 جرت النسخة التي احتضنتها مصر في شهري جوان وجويلية وكان في الحسبان ان تصبح المسابقة صيفا لكن مع اسناد الدورة القادمة التي تم تأجيلها الى 2022 بسبب فيروس كورونا الى الكاميرون تقرر ان تعود إلى توقيتها السابق في الشتاء وقد تتم برمجتها مجددا في الصيف خلال نسخة الكوت ديفوار 2023.بقي ان نشير الى ان نسخة 2019 كان من المزمع اقامتها بالكاميرون لكن القرار غير المنتظر الذي اتخذ من مسؤولي ‘الكاف’ بزيادة عدد المنتخبات من 16 الى 24 منتخبا مشاركا جعل التجهيزات الكاميرونية غير قادرة على الاستجابة من ناحية البنية التحتية للقرارات الجديدة فتم سحب التنظيم منها ومنحها تنظيم النسخة القادمة.

في سياق متصل انتظر المسؤولون في الهيكل الافريقي الى نهاية شهر جوان المنقضي للاعلان عن تأجيل نهائيات كأس افريقيا للامم من شتاء 2021 الى شتاء 2022 بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد في وقت حسمت فيه بقيت الاتحادات الدولية امر مسابقاتها بشكل مبكر.ولا يزال موعد المراحل المتبقية من التصفيات في علم الغيب في انتظار تحديد المواعيد النهائية في وقت لاحق.كما لا يزال موعد تصفيات افريقيا المؤهلة الى مونديال قطر 2022 مجهولا.

كما تجلى تخبط الاتحاد الافريقي في تأخره في حسم موعد ونظام المباريات المتبقية في مسابقتي رابطة الأبطال الإفريقية وكأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم.

وقرر ‘الكاف’استكمال المواجهات المتبقية من دوري الأبطال والكنفدرالية، بنظام الدورة المجمعة، في بلد واحد.وأسند تنظيم كأس ‘الكاف’ إلى المغرب، فيما لم يحسم في الدولة المستضيفة لأمجد الكؤوس القارية بعد اعتذار الكاميرون.لكن جاء قرار اللجنة الطبية بالاتحاد الإفريقي مخالفا حيث أوصت هذه الأخيرة بعدم إقامة المباريات بنظام الذهاب والإياب خلافا لما برمجه الهيكل القاري بمناسبة إعادة الحياة إلى المسابقتين القاريتين في شهر سبتمبر القادم حيث تجرى لقاءات ذهاب نصف نهائي رابطة الأبطال يومي 25 و26 سبتمبر ذهابا و2و3 أكتوبر إيابا أما المباراة النهائية فمبرمجة ليوم 10 اكتوبر.

وأكدت اللجنة الطبية في توصيتها لـلجنة المسابقات بالكاف ، على أن إقامة المباريات بنظام الذهاب و العودة سيعرض اللاعبين لخطر الإصابة بـفيروس كورونا ، نظرا لإختلاطهم في المطارات ،فضلا على أن فارق التوقيت بين المباراة الأولى و الثانية أسبوع واحد فقط.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115