أزمات مالية كبيرة تعصف بالنوادي التونسية: وقفة احتجاجية لأحباء البنزرتي،ديون الافريقي تتراكم والنجم الساحلي يسابق الزمن لحل إشكال كوليبالي

يمكن القول إن الموسم الحالي يعد الأصعب بالنسبة لكرة التونسية خاصة ان جل النوادي تعيش أزمات مالية خانقة زادها تعقيدا توقف النشاط الرياضي

منذ منتصف شهر مارس المنقضي في إطار التوقي من انتشار فيروس كورونا المستجد وما فرضه من توقف الموارد التي يوفرها البث التلفزي وحضور الجماهير في المباريات ووجدت بعض الفرق نفسها في عنق الزجاجة أمام مستحقات متراكمة للاعبين والإطار الفني منذ أشهر ومصاريف كبيرة وهي غير قادرة على تلبيتها.
رغم محاولات سلطة الإشراف والجامعة التونسية لكرة القدم في توفير بعض المساعدات الاستثنائية للنوادي لتسيير بعض شؤونها،فإنها كانت بمثابة الحبة المهدئة لفترة نسبية قبل أن تعود سحب المتاعب لتخيم على أجواء الأندية مرة أخرى وقبل أيام معدودة من استئناف نشاط البطولة المقرر في الثاني من اوت القادم لازال الغموض يلف وضعية جل الفرق مما اثر على استعداداتها لعودة سباق الرابطة المحترفة الاولى بغية استكمال ما تبقى من جولات...
النادي البنزرتي ...مشاكل بالجملة
ليست الأزمات المالية جديدة في النادي البنزرتي فقد تعوّد فريق عاصمة الجلاء على مجابهة المشاكل المستعصية وأبرزها في نهاية سنة 2016 حيث كشفت الأرقام حينها ان مصاريف الأصفر والأسود بلغت 3 مليارات في حين لم تتجاوز المداخيل700 ألف دينار.وفي الموسم الحالي زادت الازمة استفحالا مما اثر على مردود الفريق الذي وجد نفسه في ازمة نتائج جعلته يقبع في المركز قبل الاخير في الترتيب العام.وقبل ايام معدودة كان رئيسه عبد السلام السعيداني مهددا بالسجن تصل الى 15 سنة بسبب صكوك دون رصيد قدمها لتسيير شؤون ناديه مما جعله يسافر الى باريس قبل ان يتعهد رئيس الجامعة وديع الجريء بخلاص الصكوك وتخليص السعيداني من هذا الاشكال.
ومع عقوبات ‘الفيفا’ التي تلقي بظلالها في كل مرة، يعيش الفريق أزمة مالية خانقة عجزت معها هيئة النادي عن توفير المستحقات المالية لمدة لا تقل عن 4 أشهر الأمر الذي دفع لاعبي قرش الشمال إلى الإضراب عن التمارين في منتصف الشهر الماضي وادى الامر الى مسيرة احتجاجية نفذها أحباء الأصفر والأسود مطالبين الجامعة بالتدخل لمساعدة الفريق على الإيفاء بالتزاماته المادية. وتجدر الإشارة إلى أن عبد السلام السعيداني رئيس النادي أكد في تصريحات إعلامية سابقة أن مؤسسات الدولة هي المسؤولة عن الوضع الذي آل إليه وضع السي آبي بسبب عدم تقديم التمويل الضروري والكافي للنادي.
وتجدر الإشارة إلى أن الأيام الماضية شهدت إحالة 3 لاعبين على مجلس التأديب وهم فهمي المعواني وشمس الدين الصامتي وعبد الحليم الدراجي وذلك لعدم احترام دعوة الفريق في العودة التمارين.
وفي تطور جديد للأحداث،دعت الهيئة المديرة لقرش الشمال انصار فريقها الى القيام بوقفة احتجاجية يوم الجمعة القادم بسبب عدم حصول الفريق على منحة تقدر بـ250 ألف دينار من شركة تكرير النفط ‘ستير’،حيث تعتزم الهيئة استغلال المنحة المذكورة لخلاص جزء من مستحقات اللاعبين والإطار الفني قبل عيد الإضحى...
النادي الافريقي ...المصائب لا تأتي فرادى
لا يزال النادي الإفريقي يعيش الى حد الان تداعيات تركة فترة رئاسة سليم الرياحي ،كلما تنفس أحباؤه الصعداء بحل احد الإشكالات المالية إلا وطفت على السطح متاعب أخرى حيث يدفع الفريق ضريبة نزاعاته المالية مع عدد من اللاعبين والفنيين السابقين الذين رفعوا الأمر إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم لنيل مستحقاتهم المالية.وتشير اخر الأرقام الى ان ديون فريق باب الجديد ناهزت 32 مليارا بالتمام والكمال وفي هذا السياق وفي إطار البحث عن حلول لتجاوز الأزمة المالية أكد عبد السلام اليونسي رئيس النادي الإفريقي في تصريحات إعلامية أن الفريق سيوقع عقد استشهار بقيمة 25 مليار.
ومادمنا في سياق الحديث عن رئيس النادي نشير الى انه صدر ضده حكم بالسجن لمدة 15 عاما بسبب إصدار شيكات دون رصيد سلمها لعدد من لاعبي الاحمر والابيض بعنوان مستحقاتهم وقد باشر اليونسي عملية خلاص شيكاته.
وتطورت المتاعب بعد أن قرر عدد من اللاعبين في وقت سابق على غرار ياسين الشماخي ومعتز الزمزمي وفخر الدين الجزيري مغادرة تحضيرات الفرق بسبب عدم نيل مستحقاتهم المالية وهي خطوة ليست بالجديدة بما أن اللاعبين رفعوا راية الاضراب سابقا بسبب اخلاف هيئة عبد السلام اليونسي بوعودها في توفير المستحقات.وزاد حجم المشاكل على المستوى الاداري حيث سيواصل اليونسي رئاسة الفريق الى سنة 2022 بعد ان تم إسقاط قائمة محمد علي البوغديري قبيل الجلسة العامة الانتخابية التي كانت مقررة في 19 من الشهر الحالي لكن في غياب الاسماء المرشحة لتحمل المسؤولية تقرر ان يواصل اليونسي قيادة السفينة الحمراء والبيضاء.
النجم الساحلي ...تسويق بعض اللاعبين من أجل الانقاذ
تلقت العائلة الموسعة للنجم الساحلي في الايام الماضية ضربة موجعة حيث وردت على الهيئة المديرة مراسلة من الاتحاد الدولي لكرة القدم ‘فيفا’ تلزم فريق جوهرة الساحل بدفع مبلغ 1.4 مليون دولار أي ما يعادل 4.2 مليارا من مليماتنا لفائدة الاهلي المصري بعنوان نصيبه من انتقال لاعبه السابق،الايفواري سليمان كوليبالي الى ‘ليتوال’ومنح الهيكل الدولي مسؤولي النجم 45 يوما لتوفير المبلغ كما تم منع الفريق من الانتدابات.
ودخلت الهيئة في حالة استنفار لتوفير المبلغ وتجنب ما قد ينجر عن التأخر في خلاص المبلغ المذكور وذلك من خلال تسويق بعض لاعبيها حيث تتجه النية الى التفريط في الثنائي كريم العريبي وعمر كوناتي نحو إحدى الوجهات الخليجية من أجل توفير سيولة مالية لخلاص الخطية المعلن عنها من ‘فيفا’.
وبسبب هذه الوضعية،قرر اهل القرار في النجم عدم تجديد عقود اللاعبين من أصحاب الرواتب المرتفعة، على غرار عمار الجمل ومحمد المثناني،فضلا عن ماهر الحناشي وعلية البريقي.
كما قررت الهيئة اعتماد استراتيجية جديدة في الموسم القادم تنص على الاستفادة من الاسماء الشابة للنادي خريجة مراكز التكوين وهي خطة ستمكن الفريق من الضغط على المصاريف و تجاوز الازمة المالية علاوة على منح الفرصة لأبناء النادي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115