من ذاكرة الملاكمة التونسية: جيل التسعينات الجيل الذهبي للملاكمة التونسية ... جيل الفنيات والقوة والتتويجات

لا يختلف اثنان في أن كل عشرية أو فترة من تاريخ الملاكمة التونسية كان لها جيل متميز سيُخلد في الذاكرة الرياضية و بعد جيل «السواعد المدمرة»

مع البوغانمي والرفاعي والبلبولي وبلخير والحربي في فترة الثمانينات جاء جيل يُعد من أفضل ما أنجبت الملاكمة التونسية وهو جيل أبطال سنوات التسعينات.
ويعتبر هذا الجيل أحسن خلف لخير سلف كما يقال على اعتبار و أن التسعينات أعادت المجد الأولمبي للرياضة التونسية عموما وللملاكمة بوجه أخص بميدالية فتحي الميساوي بأولمبياد أطلنطا 1996 بعد 32 سنة من الغياب ببرونزية المرحوم الحبيب قلحية في الألعاب الأولمبية طوكيو اليابان عام 1964 إضافة إلى أن هذا الجيل سيطر عربيا وافريقيا و متوسطيا و نافس أبطالنا افضل الملاكمين في العالم مما جعل الحلبات تهابهم و المنافسين يهربون من أوزانهم.

جيل الفنيات و التتويجات
أبطال سنوات التسعينات من الملاكمين سيطروا في أوزانهم لعشرية كاملة بعد أن صالوا و جالوا على الحلبات و أمتعوا أجيالا بمستوى رفيع وفنيات عالية جمعت بين القوة و الجمال و هذا التميز صقلته المدرسة الكوبية مع بوريس روقوف الذي يعتبر من أفضل المدربين الذين مروا بالملاكمة التونسية إضافة إلى البصمة التونسية مع المدرب محمد الماجري.
لسائل أن يسأل .. من منا لم يحفظ أسماء هذا الجيل الذهبي و من منا لم يأخذه العشق ليشاهد نزالات نهائيات الكأس و البطولة بقبة المنزه التي اكتظت مدارجها بعشاق الفن النبيل.

ذاكرة سنوات التسعينات خلدت عديد الأسماء و يكفي أن نذكر على سبيل الذكر البعض ممن حفظتهم الذاكرة على غرار محمد صالح المرموري، محمد علي بالناصر، فتحي الميساوي، كمال شاطر، علي الطرابلسي، المرحوم معز الزمزمي، محمد لسود، رياض القلاعي، لطفي الميساوي، مراد الوحيشي، حسن الجلاصي، مراد الماكني، أحمد الرياحي، محمد بوناب، أحمد مدلي، خالد بن علي، مختار بن سليمان، سامي الخليفي، نوفل بالرابح و غيرهم من الأبطال.

القائمة تطول من أبطال هذا الجيل الذي صنع ربيع الملاكمة والرياضة التونسية في سنوات التسعينات و أعاد المجد برفع ميدالية أولمبية بعد سنوات من الغياب عن البوديوم الأولمبي سواء للملاكمة أو للرياضة التونسية، فميدالية فتحي الميساوي جاءت لتشفي الغليل بعد غياب 32 سنة من ميدالية المرحوم الحبيب قلحية في طوكيو 64 و بعد 24 سنة من ميدالية البطل القمودي عام 1972 بأولمبياد مونيخ ولولا انحياز الحكام والقضاة لصاحب الأرض و الجمهور بأولمبياد أطلنطا لكان التتويج مضاعفا مع محمد صالح المرموري ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقال.

هذا الجيل لم يتنقل لبطولة أو لدورة ألا وجلب التتويجات و الميداليات بداية من الألعاب المتوسطية وصولا للألعاب الأفريقية و البطولات العربية ومرورا بالبطولات العالمية العسكرية، افتك أبطالنا المراتب الأولى و حازوا الذهب تلو الذهب و التتويج تلو الآخر ففي الألعاب الأفريقية بهراري الزمبابوي عام 1995 سيطرت عناصرنا الوطنية و حاز منتخبنا المركز الأول في الجدول العام للدول المشاركة بعد أن حققوا ثلاثة ذهبيات عن طريق كل من رياض القلاعي، محمد صالح المرموري و كمال شاطر، ثم جاء التتويج الأولمبي في أولمبياد أطلنطا 96 مع برونزية فتحي الميساوي في وزن 63,5 كغ، لتأتي الألعاب المتوسطية باري 97 ويتوج محمد صالح المرموري بالذهبية وتتمركز تونس في المرتبة الرابعة بتحقيق 5 ميداليات منها فضية حسن الجلاصي و محمد علي بالناصر، وصولا إلى البطولات الإفريقية و منها بطولة أفريقيا بالجزائر عام 1988 و التي كانت من أنجح المشاركات التونسية بعد أن توجت تونس بذهبيتين عن طريق كل من البطل المرحوم معز الزمزمي و كمال شاطر و فضية محمد علي بالناصر.

والتحق بهذا الجيل أبطال صنعوا ذاكرة أواخر سنوات التسعينات أبطال خلدوا أسماءهم بأحرف من ذهب على غرار البطل العالم العسكري سنة 1997 بألمانيا سامي الخليفي الذي قارع أكبر الأبطال ورفع عديد الألقاب والبطولات على غرار ذهبية البطولة الإفريقية الترشيحية بمصر عام 1999 والتي تأهل بها لأولمبياد سيدني و برونزية الألعاب العالمية بالتكساس كما رفع لقب الحزام الذهبي في بطولة رومانيا للملاكمة أقوى البطولات في العالم، الذاكرة تحملنا أيضا لبطل آخر وهو ادريس المالكي صاحب لقب سيظل في الذاكرة الرياضية بتحقيقه ذهبية الأولمبياد العسكري وصولا للبطل العالمي نوفل بالرابح الذي حقق فضية الألعاب الإفريقية سنة 1999 الذهبية البطولة الإفريقية الترشيحية لأولمبياد سيدني والتي دارت بمصر ليصبح بعدها من أفضل الملاكمين في الهواة واحد أقوى الملاكمين في الملاكمة المحترفة بعد أن خير الاستقرار بأستراليا أين رفع عديد الألقاب ومنها بطولة استراليا الاحتراف وحقق مراتب متقدمة على لائحة الIBF وخاض نزالا على لقب بطولة العالم وكان الوحيد الذي لعب مباراة على حلبة MGM Las Vegas الشهيرة بالولايات المتحدة الأمريكية.

تاريخ رياضة الملاكمة التونسية المنسي ...
تاريخ مشرف و يرفع الرأس وقد كان الملاكمون التونسيين السفراء الحقيقيين للرياضة التونسية و من يتناساهم أو يتعمد تناسيهم عليه مراجعة التاريخ جيدًا لعله سيدرك جيدا ما قدمته هاته الرياضة العريقة بتاريخها الحافل بالتتويجات.
لا يجب أن ننسى المدربين الذين صقلوا هذا الجيل كالمدرب الروسي الكبير العملاق بوريس و العملاق محمد الماجري والمساعدين ذوي الخبرة كخميس العرفاوي و حمادي الشرقي.
ولا ننسى عديد الأسماء و الأبطال الآخرين الذين حققوا عديد الإنجازات سواء في البطولة الوطنية أو من خلال انتمائهم للمنتخب و تونس من شمالها لجنوبها لساحلها لوسطها تملك عديد الأبطال من الملاكمين الذين كتبوا تاريخ الملاكمة التونسية بسواعدهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115