تعيش بعض النوادي سيلا كبيرا من المتاعب والمصاعب التي تحاصرها من كل حدب وصوب تجعلها توشك أحيانا على رفع الراية البيضاء لولا بصيص من الأمل في تدخل الغيورين عليها سواء من الميسورين أو من الأنصار.
في الكرة التونسية ورغم أن المشرفين عليها لا يتوانون في كل مرة على الإشارة إلى أنها الافضل افريقيا وعربيا ورغم تباهي الجامعة التونسية لكرة القدم بما تحققه من فوائض مالية في جلساتها العامة فإن ما يكشفه الواقع من مشاكل وخور يجعلنا نتساءل وربما نتعجب من كون بعض الفرق لا تزال اركانها صامدة تحت كومة من المتاعب بأنواعها الإدارية والمالية والبشرية دون ان ننسى مشكل البنية التحتية الذي يضيف لونا آخر من المعاناة لأندية وجدت نفسها مجبرة على توفير مصاريف التنقل وكراء ملاعب تحتضن مبارياتها مع وجود ملاعبها خارج نطاق الخدمة.
في الورقة التالية سنشير إلى غيض من فيض المتاعب التي تعانيها الفرق التونسية منذ فترة ولا تزال بعضها تلقي بظلالها إلى اليوم قبل شهر من استئناف النشاط الكروي.
النادي الإفريقي أزمة مستمرة منذ سنوات...
لازال النادي الإفريقي يصارع مشاكله المالية والإدارية المتراكمة منذ سنوات عديدة،وفي كل موسم يمني عشاق فريق باب الجديد النفس أن يقطعوا مع المصاعب ولكن رياحها تعصف في كل مرة بقوة اكبر تنحبس معها أنفاس عشاق الأحمر والأبيض إلى حين انقشاع الغيوم.
ويعيش الفريق على وقع مشاكل بالجملة منذ سنوات لتأخره في سداد المستحقات المالية لعدد من اللاعبين والمدربين السابقين وقد تسببت في تعرضه إلى عقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم ‘فيفا’ من بينها المنع من الانتداب لعدة فترات انتقالات وخصم نقاط من حسابه في البطولة...ووفق تصريح وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة للقدم في الموقع الرسمي للمكتب الجامعي على فايسبوك بتقنية الفيديو فإن الأفارقة توصلوا الى تسوية 19 مليارا من النزاعات المالية المتعلقة به والتي ترجع الى فترة رئاسة الرئيس السابق للنادي سليم الرياحي وصولا إلى اليوم بمساهمة كبيرة من جمهور النادي الذي لم يبخل عن ناديه بالدعم المالي ممكنا اياه من حل مالا يقل عن 11 نزاعا. وحسب الجريء فإن الفريق لازال مطالبا بتسوية 42 نزاعا ماليا بقيمة 16.6 مليون دينار من بينها 2.7 مليار كمستحقات للجامعة التونسية لكرة القدم.
وانضاف الى هذه المتاعب إشكال الإضرابات حيث رفع لاعبو الفريق شعار مقاطعة التمارين في اكثر من مناسبة اخرها في شهر جوان المنقضي بسبب تأخر مستحقاتهم وإخلاف الهيئة المنحلة بقيادة عبد السلام اليونسي بوعودها بعدما وعدتهم بتوفير مستحقات شهرين لكن تنصلت فيما بعد من الاتفاق المبرم ولم يجد تدخل المدرب لسعد الدريدي ومحاولاته تقريب وجهات النظر نفعا...كما لا ننسى المشاكل الإدارية للفريق بعد سقوط هيئة عبد السلام اليونسي على اثر استقالة ما لايقل عن 7 أعضاء وبات رحيل الهيئة الحالية مطلبا جماهيريا من أنصار النادي وفي هذا السياق تم تحديد 19 جويلية موعدا للجلسة العامة الانتخابية للنادي...
النادي البنزرتي في حاجة الى التفاف مسؤوليه
عقد امس وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم اجتماعا مع أعضاء الهيئة المديرة للنادي البنزرتي ومع ثلّة من المسؤولين السابقين ورجال النادي بأحد نزل مدينة بنزرت.
ووفق بلاغ الجامعة فإن هذا الاجتماع يأتي «من أجل الوقوف على المشاكل التي يعيشها الفريق خلال الفترة الأخيرة وبحث سبل الوصول إلى حلول تمكّن النادي من مواصلة نشاطه في أفضل الظروف إيمانا من الجامعة بقيمة هذا الفريق ووزنه الكبير على الصعيد الوطني ودوره الفعّال على مرّ التاريخ في تأطير شبّان الجهة».
ويستعد فريق النادي الرياضي البنزرتي على غرار بقية فرق الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم لاستئناف البطولة يوم 2 أوت المقبل في موسم عانى فيه من نتائجه المخيبة التي جعلته يحتل المركز الثالث عشر في السباق وقبل الاخير.
وكان رئيس النادي البنزرتي عبد السلام السعيداني قد غادر إلى فرنسا الأربعاء الماضي اثر صدور حكم بسجنه على خلفية قضية صكوك دون رصيد كان قد استعملها في مسائل تتعلق بتسيير شؤون الفريق وهو ما زاد في تعميق الازمة التي تعصف بفريق من اعرق الفرق التونسية وهو أول من أهدى تونس لقبا قاريا قبل 32 سنة.
ومع عقوبات ‘الفيفا’ التي تلقي بظلالها في كل مرة، يعيش الفريق أزمة مالية خانقة عجزت معها هيئة النادي عن توفير المستحقات المالية لمدة لا تقل عن 4 أشهر الأمر الذي دفع لاعبي قرش الشمال إلى الإضراب عن التمارين في منتصف الشهر الماضي وادى الامر الى مسيرة احتجاجية نفذها أحباء الأصفر والأسود مطالبين الجامعة بالتدخل لمساعدة الفريق على الايفاء بالتزاماته المادية. وتجدر الإشارة إلى أن عبد السلام السعيداني رئيس النادي أكد في تصريحات إعلامية سابقة أن مؤسسات الدولة هي المسؤولة عن الوضع الذي آل اليه وضع السي آبي بسبب عدم تقديم التمويل الضروري والكافي للنادي.
وتجدر الاشارة إلى أن الأيام الماضية شهدت إحالة 3 لاعبين على مجلس التأديب وهم فهمي المعواني وشمس الدين الصامتي وعبد الحليم الدراجي وذلك لعدم احترام دعوة الفريق في العودة التمارين.
وللنجم الساحلي ونجم المتلوي نصيب
اذا كان النادي الافريقي والنادي البنزرتي من أكثر الفرق معاناة في قسم الاضواء فإن ذلك لا يحجب ما تمر به عدة فرق أخرى من مشاكل على غرار النجم الساحلي الذي يعيش ازمة مالية وقضايا متشعبة آخرها تتعلق بلاعبه الحالي سليمان كوليبالي حيث يطالب الاهلي المصري الفريق السابق للاعب هيئة «ليتوال» بدفع ما لايقل عن مليون و400 الف دولار. كما لا يزال الفريق يبحث عن مدرب جديد للإشراف على دواليب النادي رغم الحديث عن روجي لومارحيث يمسك حاليا بمقاليده الفنية نوفل شبيل وعماد بن يونس.
ويعاني نجم المتلوي أيضا من مشاكل مالية متراكمة منذ سنوات لا تزال تلقي بظلالها في الموسم الحالي الامر الذي جعل الفريق يقبع في قاع الترتيب، ولعل ما زاد الطين بلة ان فريق المناجم وجد نفسه مجبرا على التنقل للمظيلة وقفصة لاحتضان مبارياته في ظل حرمانه من ملعبه....