انتشار فيروس كورونا وما افرزه من توقف النشاط الكروي، فاجأت الجامعة التونسية لكرة القدم الجميع في الساعات الماضية بقرارات تتعلق بتعديل فترة الانتقالات للموسم 2020 - 2021.
وقد اصدر المكتب الجامعي بلاغا اكد فيه انه استنادا الى القرارات الصادرة عن الجامعة بتاريخ 11 ماي 2020 في جانبها المتعلق بتحديد فترات تنقلات اللاعبين للموسم الرياضي 2020 - 2021، وبعد استشارة اللجنة المنبثقة عن المكتب الجامعي في الغرض، تقرر تعديل فترات تنقلات اللاعبين للموسم الرياضي 2020 - 2021 حتى تتماشى مع فترات تسجيل اللاعبين المعتمدة من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم للفرق والنوادي المشاركة في مختلف المسابقات الافريقية .
ميركاتو صيفي مطول و52 جانفي موعد لبدء الانتقالات الشتوية
فرضت ازمة جائحة كورونا لخبطة كبيرة على المواعيد الرياضية في العالم وفي تونس، وأدى الأمر إلى تأجيل عودة النشاط الكروي الى بداية شهر اوت القادم لاستكمال ما تلقى من الموسم الحالي ذلك انه قبل إيقاف النشاط في شهر مارس الماضي بلغت البطولة جولتها السادسة عشرة ولازال في عمر السباق 10 جولات تنطلق ضربة بدايتها يوم 2 اوت لتكون الجولة الختامية يوم 20 سبتمبر مما سيفرز 70 مباراة في 50 يوما. أما فيما يتعلق بمسابقة الكأس، فستستأنف بلقاءات الدور ربع النهائي يوم 6 سبتمبر القادم، ثم نصف النهائي في التاسع من الشهر نفسه، على أن يتم تحديد موعد المباراة النهائية في موعد لاحق، اما مباراة السوبر فسيكون موعدها يوم 27 سبتمبر القادم. وينطلق الموسم الجديد 2020 - 2021 يوم 24 أكتوبر القادم بمباريات الرابطة الأولى فيما ستكون ضربة بداية بقية الأقسام في31 من الشهر الحالي. ومع تعديل نهاية الموسم الحالي فإن الأمر تطلب تماشيا مع توصيات الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، تمديد عقود اللاعبين بصفة آلية بما ان جلها كانت تنتهي مع نهاية شهر جوان الذي لفظ أمس أنفاسه الأخيرة. وفي هذا الاطار أعلن أمس المكتب الجامعي لكرة القدم عن تعديل فترة الانتقالات وستفتح فترة الانتقالات الأولى (الميركاتو الصيفي) بداية من 15 سبتمبر 2020 وستتواصل إلى غاية 7 ديسمبر 2020 اي انها تستمر لمدة 4 اشهر تقريبا.
وسيتم غلق باب الانتقالات للفترة الأولى إثرها لمدة ستة اسابيع وبضعة ايام بما ان الفترة الثانية من الانتقالات أي فترة الانتقالات الشتوية سيكون موعدها بين 25 جانفي 2021 و21 فيفري .
متاعب بالجملة فأين الأندية من ملف الانتدابات؟
لا يختلف الملاحظون أن جل الأندية التونسية تعيش ازمة مالية خانقة زادت تفاقما مع توقف النشاط الكروي في منتصف شهر مارس الماضي وحُرمت الأندية بذلك من ابرز الوسائل التي تمكنها من جمع الموارد المالية على غرار الحضور الجماهيري الذي يوفر عائدات من بيع التذاكر والاشتراكات وكذلك معاليم البث التلفزي. وفي الوقت الذي كانت فيه جل الفرق تنتظر من المكتب الجامعي قرارات تخرجها من عنق الزجاجة مع استعدادها لعودة نشاط البطولة وبعضها اتحدت عليه المصاعب من كل حدب وصوب ووجد صعوبة حتى في العودة إلى التمارين بما ان اللاعبين رفعوا راية الإضرابات احتجاجا على عدم تسلم مستحقاتهم، جاء قرار تعديل فترة الانتقالات الذي يبقى سابقا لأوانه ما لم تجد الأندية بوادر أمل تخرجها من دوامة المجهول التي تعيشها.
ومن المعلوم ان بعض الفرق لا تستطيع توفير الأجور شهريا ولا شك ان توقف النشاط سيزيد الطين بلة خاصة ان المدعمين يعيش جلهم صعوبات عدة في ظل الأزمة الاقتصادية. الثابت ان وضع النوادي ما بعد الكورونا يتطلب إيجاد حلول من المكتب الجامعي وقد تحرك في بداية الازمة بصرفه مليارا كتسبقة لمختلف النوادي من ضمنها 20 ألف دينار لكل ناد بالرابطة الأولى و10 الاف دينار لكل فريق بالرابطة الثانية و5 الاف دينار لكل ناد من رابطة الهواة مستوى اول مقابل ألفين و500 دينار لكل ناد من رابطة الهواة القسم الثاني فضلا عن 180 الف دينار كمبلغ جملي لاندية الرابطات الجهوية وكرة القدم النسائية كما اعلنت وزارة شؤون الشباب والرياضة رصد منحة خاصة للنوادي ويمكن القول إن هذه التحركات حلّت قطرة من بحر المشاكل المالية الذي تسبح فيه الأندية والذي بلغ إلى حد وجد البعض منها نفسه أمام عقوبة المنع من الانتدابات من الاتحاد الدولي لكرة القدم مع تراكم خطايا متعلقة بمستحقات لاعبيه السابقين على غرار النادي الافريقي والنادي البنزرتي والنادي الصفاقسي، فكيف السبيل بالنسبة إلى مسؤولي الأندية لتحدي المتاعب المالية التي يعيشونها حاليا قبل طرق باب الانتدابات قبل انطلاقة الموسم القادم حيث سيرفع اغلبهم شعار «العين بصيرة واليد قصيرة» خاصة مع المنافسة الكبيرة التي قد يجدونها من فرق من دول اخرى.؟
كما تمثل البنية التحتية وحالة الملاعب الكارثية وهي احدى الازمات التي ترافق الكرة التونسية منذ عدة مواسم ولكن زادت حدتها خلال الموسم الحالي أبرز الاشكاليات جعل الاتحاد الافريقي لكرة القدم يدخل على الخط ويضع الجامعة في موقف محرج.ويمكن القول إننا نعيش ازمة ملاعب جعلت عديد الفرق تبحث عن ميادين تحتضن مبارياتها بعد غلق ملاعبها للصيانة وإعادة التهيئة. وتعمق الإشكال مع المراسلة التي وجهها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم للجامعة التونسية لكرة القدم من ان كل الملاعب التونسية لا تستجيب لمواصفات «الكاف» بما في ذلك ملعب رادس الذي يحتاج الى تحسينات مهددا بمنع المنتخب والاندية في منافساتها القارية من اللعب في تونس وخوض مبارياتها في ملاعب محايدة. ورغم ذلك فخوض مبارياتها في ملاعب محايدة...ورغم ذلك فإن الجامعة لم تفتح هذه الملفات العاجلة ومنشغلة بمواضيع اخرى يمكن ان تؤجل الى فترة لاحقة.