لاعبون تونسيون حرمتهم الإصابات من مسيرة متميزة محليا وعالميا: من الحمروني إلى الطرابلسي وصولا إلى الشيخاوي والمويهبي...

تعتبر الإصابات في قاموس كرة القدم، لعنة غير مرغوب فيها من اللاعبين يسعون إلى تجنبها قدر الإمكان وحماية أرجلهم منها

وإذا حصلت فهي شر لابد منه تستنفر الإطارات الطبية للأندية لمعالجة اللاعب المصاب وتوفير سبل تجاوزه للمتاعب الصحية في أسرع وقت ممكن حتى يعود لتقديم الإضافة لفريقه.
و قد تكون الإصابة لكن في بعض المناسبات قوية إلى حد يمنع اللاعب من استئناف مسيرته في أفضل الظروف واذا كان محظوظا فقد يستغرق وقتا طويلا لاستعادة مستواه المعهود أما في صورة العكس فقد تأثر على عطائه وتحكم عليه بتوديع المستطيل الأخضر في أسرع وقت ممكن. وتحتفظ الذاكرة الكروية العالمية بأسماء عديدة دفعت ضريبة الإصابات كما هو الشأن بالنسبة الى المشهد الكروي التونسي إذ هناك لاعبون يمنون النفس بالتألق محليا وقاريا وعالميا لكن الإصابات كان لها رأي آخر ...في الورقة التالية سنحاول تسليط الضوء على لاعبين تونسيين حرمتهم الإصابات من كتابة اسطر مسيرة كروية متميزة محليا وعالميا.

العيادي الحمروني جوهرة كروية...اضرّت بها الاصابات
العيادي الحمروني رقم صعب في الكرة التونسية يلقب بالجوهرة السوداء وهو احد الفلتات الكروية التي من الصعب تكررها كانت بدايته في الثمانينات مع الملعب القابسي لكنه عرف التألق والشهرة مع انضمامه الى الترجي الرياضي في بداية التسعينات وبدأ الحصاد بصفة مبكرة ففي سنة 1991 تحصل مع فريق باب سويقة على كأس تونس ويذكر الجميع تألقه في دربي العاصمة سنة 1992 حيث سجل ثنائية في 3 دقائق في شباك النادي الافريقي بطل افريقيا حينها. كما كان من العناصر المساهمة في إحراز الترجي بدوري أبطال إفريقيا سنة 1994، وقد تألق بصفة خاصة في الدور ربع النهائي بتسجيله ثنائية أمام فريق إيوانيانيو النيجيري في لقاء الذهاب بتونس. لكن في النصف الثاني من التسعينات بدأ بريقه يخفت ومردوده يتراجع بسبب تتالي الإصابات التي تعرض لها والتي حرمته من مواصلة التألق وكتبت نهاية مخالفة لما سطّر لها عشاقه الذين منوا أنفسهم بمزيد التمتع بمهاراته لكروية والفنية حيث بدل طرق باب تجربة احترافية أوروبية احترف في نهاية التسعينات في الهلال السعودي قبل ان ينهي مسيرته الكروية في الاولمبي للنقل.

الشيخاوي موهبة متميزة كبّلتها الاصابات
كان ياسين الشيخاوي يأمل أن تكون سنة 2004 نقطة الانطلاق في نحت مسيرة كروية متميزة لكن جرت الرياح بما لم تشتهي سفنه...ولد الشيخاوي في رادس يوم 22 سبتمبر 1986، وبدأ خطواته الاولى في عالم الساحرة المستديرة مع النجم الرادسي سنة 1999 الى حدود 2004 عندما انتدبه النجم الساحلي ليبرهن على حجم إمكانياته الفنية والبدنية. لعب لشيخاوي مع النجم 93 مباراة منذ قدومه في 2004 حتى مغادرته إلى زيوريخ السويسري في 2007، سجل خلالها 14 هدفا ونال التتويج بلقب البطولة التونسية سنة 2007 وقبلها كأس الاتحاد الافريقي سنة 2006 والتي توّج خلالها بالكرة الذهبية. لعب الشيخاوي في صفوف النجم وفرض اسلوبه وبات قائد الفريق وكان ذلك في موسم 2006 - 2007 ليكون بذلك اصغر قائد للفريق في تاريخ النجم وعمره لم يتجاوز 19 سنة و11 شهرا.

وجلب تألق ابن الضاحية الجنوبية في 2007 انتباه اندية أوروبية بارزة عبرت عن رغبته في انتدابه على غرار اولمبيك ليون وبيارن ميونخ وجوفنتوس لكنه اختار الانتقال الى اف سي زيوريخ السويسري لمدة 5 سنوات. وفي الوقت الذي انتظر فيه الشارع الرياضي التونسي أن يفجّر مواهبه في ملاعب القارة العجوز ادار له الحظ ظهره إذ تعرّض إلى إصابة حرمته من المشاركة مع فريقه ولم يلعب سوة ربع ساعة فقط خلال موسم كامل وكان ذلك في اللقاء الاخير لفريقه والذي توج خلاله بالبطولة السويسرية. انتقل في عام 2015 إلى نادي الغرافة القطري وأعاره الغرافة إلى الأهلي في 2017.

حاتم الطرابلسي ...الاصابات تنهي مسيرته مع مانشستر سيتي
ولد اللاعب الدولي حاتم الطرابلسي في جانفي 1977 وقد بدأ ممارسة الكرة في النادي الصفاقسي في خط وسط ثم كمدافع أيمن بعد ان التحق بالفريق الاول سنة 1997. تقمص الطرابلسي زي السي آس آس في الفترة الممتدة بين 1997 و2000 وتوج بكأس الاتحاد الإفريقي عام 1998 والكأس العربية للأبطال عام 2000.
في سنة2001 انتقل الطرابلسي إلى نادي أجاكس أمستردام الهولندي في صفقة ناهزت الثلاثة ملايين دولار وكانت الأغلى في تاريخ الكرة التونسية في ذلك الوقت وقد تألق مع الفريق لكن في موسم 2005 - 2006 تعرض إلى إصابة جعلت إدارة الفريق الهولندي تتراجع عن تجديد عقده.في الميركاتو الصيفي لنفس الموسم التحق بمانشستر سيتي الانقليزي ويوم 11 سبتمبر من العام نفسه خاض أولى مبارياته ضمن الفريق عندما دخل بديلا في مباراة أمام ريدينغ وفي ديسمبر 2006 سجّل اول اهدافه في شباك الغريم مانشستر يونايتد. لكن الحظ واصل معاندته للظهير الأيمن التونسي فتعددت إصاباته الأمر الذي جعل إدارة فريقه الانقليزي تعلن عن رحيله في 2007 ليخوض إثرها تجربة احترافية خاطفة في الهلال السعودي لم تتجاوز 6 أشهر أعلن بعدها اعتزاله نهائيا كرة القدم.

المويهبي ومنعرج 2009
تنبأ الملاحظون بمستقبل واعد للمهاجم يوسف المويهبي ابن مستقبل المرسى الذي كانت انطلاقته في فريق الضاحية الشمالية ومنها انتقل إلى النادي الافريقي في موسم 2007 - 2008 وحصد معه لقب بطولة تونس وكان مساهما بارزا في اللقب بتسجيل 9 اهداف. غير ان متاعبه بدأت سنة 2009 عندما تعرّض إلى اصابة على مستوى الكاحل جعلت مردوده يتراجع وحتى بحثه عن إعادة تثبيت نفسه في المشهد الكروي مع التحاقه بالنجم الساحلي فإنه لم يوفق فيه قبل ان يخوض تجربة احترافية في العهد اللبناني. وتبيّن ان الإصابة كان لها الأثر الكبير في تغيير مسار مسيرته الكروية ب180 درجة...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115