من بينهم بالوتيلي ورونالدينهو في العالم وخالد القربي في تونس: لاعبون جنوا على موهبتهم وأنهوا مسيرتهم الرياضية بسبب عدم انضباطهم

يعد الانضباط عاملا أساسيا لنحت مسيرة ناجحة في كرة القدم بغض النظر عن امتلاك الموهبة والمهارات، لأنه مهما كان اللاعب متميزا على مستوى

الإمكانيات الفنية والبدنية لا يمكنه أن يقطف ثمار النجاح والتألق اذا اقترن ذلك باستهتاره وخروجه عن طريق الرصانة والهدوء ومحاولة افتعال المشاكل سواء مع الخصم او مع زملائه او حتى مع الجمهور...

تحتفظ الذاكرة بعديد الحالات والعينات التي قضى التهور وغياب الانضباط على مستقبلها وحرمها من نحت مسيرة كروية ناجحة ليس في تونس بفحسب بل في العالم، والمؤسف أن بعض الاسماء كانت تملك موهبة كبيرة تخول لها الذهاب بعيدا لكنها اختارت الانحراف عن المسار الصحيح لتجد نفسها بعد ذلك تضرب كفا بكف على اهدار فرصتها في بناء مستقبلها.
في الورقة التالية سنتناول بعض الاسماء في العالم وتونس التي دفعت ضريبة عدم انضباطها بضياع مستقبلها الكروي.

ماريو بالوتيلي من طفل مشاغب الى لاعب غير منضبط
«لا أحتفل بتسجيل الأهداف، فهي مهمتي وعملي الذي يجب أن أقوم به.. هل رأيتم ساعي بريد يحتفل بعد أن يسلمك طردا.» هذا واحد من التصريحات الشهيرة للاعب الايطالي الجنسية والغاني الاصل ماريو بالوتيلي وهومن مواليد 1990 عندما سئل ذات مرة عن سر عدم احتفاله عند تسجيل بعض الاهداف.قرر والداه بعد أن أصبح في الثالثة من عمره أن التخلي عنه وإرساله إلى عائلة إيطالية هو الحل الوحيد لهما من اجل التخلص من الإجهاد الذي يسببه طفلهما المشاغب. وكانت العائلة الإيطالية كريمة مع ماريو، فأمنت له سبل العيش الكريم منذ ذلك الوقت حتى اليوم.. لكنه لم ينس أن والديه تخليا عنه فقرر تغيير اسمه إلى ماريو بالوتيلي نسبة إلى والده بالتبني سيلفا بالوتيلي.

بدأ هذا المهاجم مسيرته الكروية مع فريق ليميزاني. ولعب لأول مرة في سن 15 ضد فريق بادوفا في الدوري الإيطالي الدرجة الأولى ومنه انضم إلى نادي انتر ميلان حيث كانت الانطلاقة مع الاكابر موسم 2008 - 2009 وتألق لينضم إلى مانشستر سيتي ثم إلى ميلان الايطالي قبل ان يلتحق بليفربول في 2014 ثم العودة إلى الميلان على سبيل الاعارة في 2015 ،وفي صائفة 2016 التحق بنيس الفرنسي .وتقمص زي المنتخب الايطالي في كأس الأمم الأوروبية 2012 ليصبح أول لاعب اسمر يعزز صفوف المنتخب «الآزوري»
يشتهر بالوتيلي بسوء انضباطه داخل الملعب وخارجه، فغالبا ما يدخل في صراعات مع زملائه ومدربيه وحتى مع الصحفيين. كما أن اسمه ارتبط أيضا بعدة فضائح جنسية وشجارات في نواد ليلية، وهو ما يجعل الكثير من الأندية يفضل عدم المغامرة بالتعاقد معه لذلك لم يستطع الصمود في تجاربه الاحترافية ووجد وكيا اعماله صعوبة في ضمان عروض جيدة له...

رونالدينهو ...الاستهتار قَبَر أفضل المواهب العالمية
من مميزات عالم الساحرة المستديرة انه لا يغفر الزلات والأخطاء حتى لوكان المخطئ واحدا من أفضل المواهب التي عرفتها الميادين في العالم. والامر ينطبق على البرازيلي رونالدينهو، الفتى الأسمر الذي بدأ يظهر موهبته الكروية بصفة مبكرة. مع برشلونة عرف افضل النجاحات ففي خلال 5 سنوات قضاها بين جدران العملاق الكتالوني، حصل على لقب الدوري الإسباني والسوبر الإسباني مرتين ولقب دوري أبطال أوروبا، إلى جانب فوزه بالكرة الذهبية مرة واحدة وجائزة أفضل لاعب في العالم في مناسبتين، وجائزة أفضل لاعب في أوروبا في مناسبة واحدة. ورغم المستوى المرتفع مع برشلونة وضرورة المحافظة على الوجود في القمة يبدو أنها كانت جزئيات لا تهم اللاعب في ظل إدمانه على الحفلات والسهرات وبدأ في إهمال حضور التدريبات، الأمر الذي أثر بقوة على حالته البدنية ليقرر بيب غوارديولا في موسمه الأول مع البارسا الاستغناء عن النجم البرازيلي، حيث لم يعد قادرا على فرض نفسه، مع وجود الثلاثي ميسي وهنري وإيتو، ليرحل إلى ميلان رافضا عرضا من مانشستر سيتي...لكن لم تنته المتاعب فقد كانت مسيرته مضطربة مع فرقه الجديد وظل اشكال عدم الانضباط يلاحقه ليعود الى الدوري البرازيلي من بوابة فلامينغو ويفقد مكانه ضمن تشكيلة منتخب «السامبا». في فترة ليست بالبعيدة تورط رونالدينهو في قضية تزوير وثائق رسمية لدخول باراغواي حيث طلبت سلط هذا البلد إقرار النجم البرازيلي وشقيقه بالجريمة حتى لا تلاحقهما قضائيا.

انيلكا يتجاوز الحدود ويطرد من منتخب «الديوك»
في شهر جوان 2010، اتخذ الاتحاد الفرنسي قرارا بطرد المهاجم نيكولا انيلكا من المنتخب بسبب اعتدائه اللفظي على ريمون دومينيك مدرب المنتخب الفرنسي انذاك. ووجه انيلكا كلامات نابية بحق مدربه ريمون دومينيك بعد ان طلب منه الاخير ان يتموضع بشكل أفضل على ارض الملعب خلال إحدى المباريات أو إن يتم استبداله فلم يتمالك اللاعب نفسه ليشتمه...
وكانت لانيلكا سوابق في هذا الشأن فقد تم استبعاده من نهائيات كأس العالم في 1998 و2002 و2006 بسبب تطاوله على مدربيه وانتقاداته المستمرة لهم،وهذا الأمر عطل ظهوره الاول في المونديال الى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا وكان حينها في الحادية والثلاثين من العمر.

خالد القربي المثال الابرز في تونس
في حديثنا عن اللاعبين الذين اضاعوا مسيرتهم في تونس بسبب عدم الانضباط يتبادر الى الذهن اسم اللاعب السابق للملعب التونسي والترجي والنادي الإفريقي خالد القربي ففي شهر ماي 2016، قرر المكتب الجامعي لكرة القدم الشطب النهائي للقربي وقيس العمدوني وسيف بالعكرمي لاعبو الملعب التونسي بسبب اعتدائهم بالعنف على حارس مستقبل المرسى يوسف الطرابلسي قبل ان يتم العفو عليهم لاحقا..
وللقربي زلات عديدة فقبل حادثة الاعتداء على الطرابلسي تهجم على الحكم مراد بن حمزة في مباراة فريقه الملعب التونسي مع شبيبة القيروان، وهذا الاندفاع المفرط في الميدان والعصبية غير المبررة كانت سببا في عدم نحت اللاعب لمسيرة كروية واجبرته على الاعتزال...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115