بعد 15 عاما من منع انتداب الحراس الأجانب في البطولة التونسية: أزمة حراسة المرمى في تونس...كابوس لا ينتهي

يمثل حراس المرمى 50 بالمائة من قيمة الفريق ويستمدون هذه الاهمية اذا كانوا يقدمون اداء طيبا ويتمتعون بامكانيات فنية وبدنية عالية،

اما في صورة العكس واذا كان حارس المرمى ذو امكانيات محدودة فإنه مرشح دائما لارتكاب اخطاء كارثية قد تعود بالوبال على الفريق وتساهم في هزيمته ومروره بجانب الحدث في اغلب المباريات...

خلال مشاركاته الاخيرة عالميا وقاريا، يتذكر الشارع الرياضي ان المنتخب الوطني دفع ضريبة الاخطاء الكارثية لحراس مرماه سواء في كأس العالم بروسيا 2018 او في نهائيات كاس امم افريقيا بمصر في صائفة 2019 ...

في ‹كان› مصر تحولت اخطاء حراس مرمى منتخب نسور قرطاج الى مادة للسخرية في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة بعد ان استقبلت الشباك اهدافا سهلة وبطريقة غريبة جعلت الجمهور يتحسر على حراس افذاذ حرسوا عرين المنتخب على غرار الصادق ساسي ‹عتوقة› والمختار النايلي واحمد بورشادة وشكري الواعر....وكشفت النهائيات الافريقية وجود ازمة تعانيها حراسة المرمى في تونس رغم بعض مظاهر التألق الخاطفة الا ان الوضع يتطلب المعالجة خاصة ان هذه الازمة كانت من تداعيات بعض القرارات التي اتخذتها سابقا الجامعة التونسية لكرة القدم في وقت سابق وهي منح الضوء الاخضر للفرق للاستفادة من الحراس الاجانب مما اثر على العمل القاعدي في انتاج حراس مرمى جدد...

امكانيات محدودة ومسؤولية كبيرة للنوادي
في الفترة الحالية يمكن القول إن الحراس المميزين في المشهد الكروي في تونس يعدون على اصابع اليد وبعضهم تقدم في العمر وبات يقترب من عتبة الاعتزال على غرار خميس الثامري ورامي الجريدي. ومن بين الاسماء المميزة نجد معز بن شريفية حارس الترجي وفاروق بن مصطفى حارس الشباب السعودي لكن مقارنة بما هو موجود في الساحة القارية والعالمية فإنهم قد لا يتجاوزون درجة المتوسط...

ولا يخفى ان الاندية تتحمل النصيب الاوفر من المسؤولية في الوضع الذي الت اليه خطة حراسة المرمى خاصة في المواعيد الكبرى، فجل الاندية تخلت عن التعويل على التكوين القاعدي بل باتت تبحث عن ايسر السبل من خلال انتداب حراس مرمى خريجي مدارس اخرى فقط لانهم تألقوا في بعض المباريات مع فرقهم لكن عندما تسنح الفرصة لهم ليبرهنوا عن جدارتهم تخونهم الامكانيات ويفشلون في افتكاك مكان في الحسابات الفنية لأن تكوينهم لم يكن في الغالب على اسس صحيحة دون ان ننسى أن مدربي الحراس الاكفاء يمثلون بدورهم عملة نادرة حتى ان انديتنا استعانت بمدربين اجانب فأشرف المصري طارق عبد العليم على تدريب حراس كل من الترجي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي وفي فترة ما استعان فريق باب سويقة بالايفواري جون جاك تيزي للاشراف على تدريب حراسه.

في مواسم مضت، يتذكر المتابعون ان بعض الاندية التي لا تعوزها المادة توجهت الى انتداب حراس اجانب لتدعيم خطوطها الخلفية قبل ان يتم التخلي عن هذا القرار ومنع انتداب الحراس الاجانب في موسم 2005 - 2006 لما تفطنت الجامعة بصفة متأخرة الى أن فتح الباب امام الاسماء المستوردة من الحراس كانت عواقبه وخيمة على الاندية والمنتخب على حد السواء.

9 اجانب مروا بالبطولة التونسية
شهدت البطولة التونسية منذ بدء تطبيق قانون انتداب الحراس الاجانب مرور عدة حراس انطلق الامر في اواخر الستينات عندما انتدب الترجي الحارس السنغالي ماتسيما قبل ان يتحول الى نادي حمام الانف في السبعينات. واغرت الفكرة شيخ الاندية الذي تعاقد مع سينغالي جديد وهو الشيخ ساك في التسعينات والذي مر ايضا بالملعب التونسي. وفي سنة 2005، استقدم الاحمر والاصفر الايفواري جون جاك تيزي الذي قدم اداء طيبا قبل ان ينفذ قانون منع انتداب الحراس الاجانب بتونس في موسم 2005 - 2006 بنهاية تجربته مع الفريق كحارس عاد بعدها ليترجم خبرته في تدريب حراس فريق باب سويقة...
واستفاد الاتحاد المنستيري في 1990 من انتداب الحارس الروسي غازيكوف ثم اميلتون من الرأس الاخضر اما النادي الافريقي فانتدب الغاني ادجي سامي في 2004 وطرق النجم الساحلي باب المدرسة النيجيرية من خلال انتداب أوستين.
واحترف الايفواري لمين قاروا بنادي حمام الانف في 1992 دون ان ننسى السنغالي حسين انديور الذي مر باجواء مستقبل قابس.

حراس عمالقة سجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب عالميا
تاريخ اللعبة الاولى في العالم يقف شاهدا على انجازات عديد الحرّاس الذين خطّوا اسماءهم باحرف من ذهب في سجل الكرة العالمية وقادوا فرقهم ومنتخباتهم الى تحقيق افضل النتائج. التاريخ لايزال يحتفظ الى اليوم بفصول من ابداعات حرّاس مرمى افذاذ على غرار البرازيليين «كلاوديو تافاريل» الحائز على كأس العالم مع منتخب السامبا سنة 1994 و«نيلسون ديدا» الذي برز مع منتخب بلاده في أولمبياد اطلنطا 1996وكان شاهدا كذلك على العصر الذهبي للكرة الايطالية بفضل الحارس «دينو دزوف» و«باليوكا» وارتبط العصر المجيد للكرة الالمانية بوجود «سيب ماير» و«اوليفار كان» افضل حارس في دوري الابطال سنوات 1999 - 2000 - 2001 و2002 وافضل حارس في العالم 1999 و2001 و2002 فضلا عن افضل لاعب في كأس العالم دورة 2002 .

وشكل الحارس الروسي «ليف ياشين» الحائز على الكرة الذهبية سنة 1963 احد اساطير الكرة في العالم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115