تهافتت على انتدابهم من الفرق الصغرى ثم رمتهم في تيار المجهول: لاعبون تحطمت مسيراتهم على أعتاب الأندية الكبرى في تونس

الانتماء إلى الأندية الكبرى حلم راود ويراود جل اللاعبين الناشطين في فرق متوسطة او محدودة الإمكانيات حتى لو اظهروا وفاء وإخلاصا

لفرقهم الأصلية وتحدثوا لجمهورها عن تمديد إقاماتهم فيها، فإن صدى العروض من الفرق الكبرى يثير في نفوسهم الكثير من النشوة والأمل في طرق باب تجربة جديدة يراهنون خلالها على الالقاب المحلية والقارية وتنفتح أمامهم أبواب المنتخب الوطني وأبواب الاحتراف الأوروبي.
لكن ليست الأحلام دائما قريبة من الواقع ،فأحلام الشهرة وإغراءات النجومية قد تصطدم بواقع مرير،وحسابات الثروة قد يسقطها التهور والتسرع في اختيار العرض المناسب للطموحات الرياضية قبل المادية فيجد اللاعب نفسه في دوامة المجهول وامام مسيرة رياضية على وشك ان تتحطم إذا لم ينقذها في اخر اللحظات قبل الانهيار...
فيما يلي سنعيد الى الذاكرة بعض الصفقات في الكرة التونسية ابطالها لاعبون من فرق مغمورة أو متوسطة الإمكانيات بنوا أحلاما عريضة على انتقالهم للفرق الكبرى لكن واجهوا خيبة أمل كبيرة....
الترجي وعقدة لاعبي النادي البنزرتي
لا ندري هل كان الأمر من قبيل الصدفة أو بات يرسخ لظاهرة تتطلب الدرس، فجل انتدابات الترجي من النادي البنزرتي يكون مآلها الفشل الذريع ويمكن أن نذكر في السابق الحارس معز بن ثابت واللاعب محمد الضوافي ومنصور اللواتي ...أما في الماضي القريب فيمكن أن نذكر الظهير الأيمن السابق للنادي البنزرتي سهيل بالراضية الذي تألق في الأصناف الشابة لفريق عاصمة الجلاء الى حين بلوغ الأكابر وانتمى إلى المنتخب الوطني مما جعل الترجي يدخل بقوة للظفر بخدماته وهو ما حصل ليبدأ معه في حصد الألقاب وأبرزها ثنائي موسم 2005 - 2006 وكأس موسم 2006 لكن في الوقت الذي كان فيه ابن عاصمة القنال يطمح لمزيد تذوق التتويجات مع فريق باب سويقة بدأت لعنة الاصابات تلقي بظلالها على مسيرته فأصبح لا يشارك بانتظام وحتى انتقاله -فيما بعد- للنجم الساحلي فلم يكن موفقا بحكم تجدد الاصابة التي أجبرته على الاعتزال...
حمزة الباغولي لم يكن حظه افضل،فاللاعب الذي تألق بزي السي آبي اسال لعاب مسؤولي الترجي ليعزز صفوف الاحمر والاصفر لكن في الفترة التي بدأ يفجر فيها امكانياته تورط في قضية مخدرات قلبت مسيرته رأسا على عقب. بعد الازمة المذكورة انتقل اللاعب الى الملعب القابسي حيث استعاد شيئا من امكانياته واعاده المدرب السابق للترجي نبيل معلول غير انه لم يتمكن من فرض نفسه من جديد.
ولا يمكن المرور دون الاشارة الى تجربة ادم الرجايبي الذي رافقت قدومه للترجي هالة اعلامية بعد تألقه مع فريق عاصمة القنال لكن شتان بين ما كان يقدمه مع السي آبي وعجزه عن ضمان مكان في الحسابات الفنية لفريق باب سويقة.
النجاح صعب في النجم
لم يقتصر الأمر على الترجي،فعديد اللاعبين مروا من فرق صغرى ومتوسطة إلى النجم الساحلي لكنهم فشلوا في ضمان مقعد ضمن الحسابات الفنية للاطارات الفنية على غرار فاروق الطرابلسي اللاعب السابق لسكك الحديد الصفاقسي الذي انتدبه النجم الساحلي بربع مليار لكن لم يكتب له النجاح.وينطبق نفس الامر على كل من المهاجم لمجد الشهودي الذي برز في النادي البنزرتي لكنه عجز عن اظهار امكانياته الفنية في النجم الساحلي وحتى عندما كان يأمل في بداية صفحة جديدة عنوانها التألق مع الترجي الرياضي فلم يتسن له ذلك وبات بعد فترة وجيزة من انتدابه من الاسماء الزائدة عن النصاب في حديقة حسان بلخوجة.
ويتذكر ايضا انصار فريق جوهرة الساحل صفقة انتداب متوسط ميدان نادي حمام الانف عمر زكري خاصة وقد رافقتها هالة اعلامية كبيرة حيث انتظروا ان يواصل اللاعب تقديم العروض الايجابية التي اظهرها مع فريق بوقرنين لكن لم يتمكن اللاعب من فرض نفسه في الفريق ليتحول الى السعودية على سبيل الاعارة لنجران السعودي وانضم بعدها الى اتحاد بن قردان.
صفقات فاشلة بالجملة في النادي الافريقي
النجاح في الفرق الكبرى وخاصة في الترجي والنادي الافريقي من الصعوبة بمكان نظرا لحرارة الاجواء فيهما وعدم صبر الجمهور على اللاعبين.فكم من اسم ادار الرقاب في فريقه لكن تحطمت موهبته على اعتاب حديقة بلخوجة او القبايلي.
ففي سنوات مضت، جلب النادي الافريقي نجيب كاهنة مدافع الاتحاد المنستيري لمنح مزيد من التوازن للخط الخلفي غير انه فشل ونفس الامر ينطبق على نجم الملعب السوسي احمد الطرابلسي الذي لم تطل اقامته في اسوار فريق باب الجديد. ولازال انصار الاحمر والابيض يتذكرون الهالة الاعلامية التي رافقت انتداب نجم محيط قرقنة محمد الطرابلسي الملقب بـ«بكاو» لكنه في النهاية اخفق وانقلبت مسيرته الكروية 180 درجة. ورغم القيمة الثابتة لنجم الاولمبي الباجي وصانع العابه الهادي المقراني إلا أنه لم يصمد طويلا بباب الجديد.
اما في الماضي القريب فهناك عناصر عديدة على غرار هتان البراطلي الذي انتدبه الافارقة من النادي البنزرتي لمدة 5 مواسم غير انه عاد الى السي آبي سنة 2014 على سبيل الاعارة قبل ان يفسخ عقده بالتراضي مع هيئة الافريقي سنة 2015 اي قبل سنتين من نهاية العقد وهو نفس المصير الذي عرفه زميله السابق في فريق عاصمة الجلاء وجدي الجباري .
غابت الاضافة فكان الخروج من السي آس آس
عديدة هي الاسماء التي مرت باركان النادي الصفاقسي غير انها لم تنجح في تقديم الاضافة المرجوة على غرار المنذر المساكني ابن الاولمبي للنقل ثم الملعب التونسي وكذلك صبري جاب الله ونبيل بالشاوش والياس السماعلي. اما في السنوات القليلة الماضية فيمكن أن نذكر هيثم بن سالم لاعب النادي البنزرتي الذي انتقل الى النادي الصفاقسي في الميركاتو الشتوي لـ2012 غير ان مسيرته مع فريق عاصمة الجنوب لم يكتب لها النجاح المنتظر.كما لم يتمكن اللاعب السابق لنادي حمام الانف زياد الزياد من تمديد اقامته في عاصمة الجنوب لاكثر من 8 اشهر فالفريق انتدبه في الميركاتو الشتوي لسنة 2015 وفي شهر سبتمبر من السنة نفسها تم فسخ العقد بين الطرفين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115