عدة أسماء لقيت حتفها ولاعبون آخرون حكم عليهم بتوديع الميادين: عندما تنهي حوادث الطرقات مسيرة لاعبي كرة القدم...

اختلفت الاسباب التي تعصف بمصير لاعبي كرة القدم والنهاية تنحصر بين اثنين إما الموت أو الاعتزال المفاجئ والمبكر لظرف قاهر،

ليكذّب التكهنات القائلة بأن حياة لاعبي كرة القدم مفروشة بالورود وان من يمارس رياضة الساحرة المستديرة يعيش في رغد من العيش.
لا يخفى على احد تأثير حوادث الطرقات وعدد الأرواح التي تقصفها ومن بين ضحاياها لاعبون كرة قدم في عمر الزهور منهم من ودعوا الحياة في ربيع العمر مخلفين لوعة في قلوب أحبائهم ومنهم من كُتبت له حياة جديدة لكن بأي ثمن فقد حُكم عليه أن يترك المستطيل الأخضر لان الحادث حرمه من مواصلة نشاطه أو فرض عليه إنهاء حياته على كرسي متحرك.

في الورقة التالية سنسلط الضوء على ابرز ضحايا حوادث الطرقات من لاعبي كرة القدم في العالم وتونس.

القصة انطلقت منذ الثمانينات
تحتفظ الذاكرة بعديد نجوم الملاعب الذين لقوا حتفهم في حوادث سير لعل ابرزهم غايتانو شيريا، الذي توفي في الثالث من سبتمبر 1989عن عمر يناهز الـ36 عاما، في حادث سير في بولندا عندما كان في طريقه لمتابعة مباراة فريقه جوفنتوس أمام فريق جيورنيك زابرز ضمن منافسات كأس الاتحاد الأوروبي.
وكان شيريا واحدا من أهم نجوم الدفاع في إيطاليا وقائد المنتخب الإيطالي عندما فاز في بكأس العالم في إسبانيا عام 1982. وإلى جانب اللقب العالمي حصل شيريا على العديد من الألقاب مع ناديه جوفنتوس، منها لقب رابطة أبطال أوروبا كما حصل على كأس الكؤوس الأوروبية و على بطولة كأس الاتحاد الأوروبي.
ويبقى قائد المنتخب البولندي الأسبق ولاعب خط الوسط كازيميرس دينا، بين نجوم الكرة الذين لقوا حتفهم في حادث سير أيضا، وقع في مدينة سان دييغو في الولايات المتحدة الأمريكية في أول سبتمبر 1989. بدأ كازيميرس دينا مسيرته الاحترافية في نادي ليغا وارسو البولندي، إذ لعب في صفوفه لمدة 12 عاما، بين عامي 1966 و1978. لينتقل فيما بعد إلى فريق مانشستر سيتي. وخلال مسيرته الكروية شارك في 436 مباراة، سجل خلالها 149 هدفا، من بينها 93 هدفا لفريق ليغا وراسو.

في موسم 2015 - 2016، ودع أحباء هانوفر الألماني احد المواهب الصاعدة في فريقهم وهو نيكلاس فايرآبند يوم الأحد غرة ماي 2016 تحديدا بسبب حادث سيارة مريع عندما كان عائدا مع اصدقائه. وفقد فايرآبند السيطرة على السيارة لتنقلب عدة مرات، حيث كان يسير بسرعة عالية،رغم ضيق الطريق.
وقبل الحادث أنهى اللاعب الشاب تأهيله كما وقّع عقدا مع نادي هانوفر للعب ضمن فريق المحترفين، بعد مروره بجميع الأصناف الشابة بالفريق. ولكن شاءت الأقدار ان تنتهي مسيرته الكروية في وقت مبكر جدا، بعد ثلاثة أيام من احتفاله بعيد ميلاده الـتاسع عشر.

في مصر أيضا...
تذوقت الكرة المصرية مرارة فقدان لاعبي كرة القدم في حوادث سير على غرار لاعب الاسماعيلي رضا الذي تعرض الى حادث سير في 28 سبتمبر 1965 وضع حدا لحياته عندما كان في طريق العودة من مباراة خاضها في الإسكندرية مع فريق الاسماعيلي ضد الزمالك في احتفال اعتزال لاعب الزمالك رأفت عطية، وأحرز رضا هدف التعادل في المباراة التي انتهت بهدف لهدف.

رأفت عطية هو أيضا من بين نجوم الكرة المصرية، ضحايا حوادث الطرقات في 21 جوان 1978. وبدأ رأفت مشواره الكروي في نادي الاتحاد لينتقل بعدها إلى الزمالك. ولمع نجمه في عالم الكرة في خمسينات وستينات القرن الماضي. تمكن نجم الدفاع المصري من حصد عدة ألقاب مع فريقه الزمالك بينها لقب بطولة الدوري المصري ثلاث مرات وكأس مصر ست مرات.كما لا ننسى محمد حازم هداف نادي الإسماعيلي في ثمانينات القرن الماضي الذي توفي في 11 نوفمبر 1986 في حادث سير أثناء عودته من المباراة التي جمعت فريقه بفريق غزل المحلة، لتنتهي حياته في سن السادسة والعشرين.

وفاة الورتاني وبرينيص حبيس كرسي متحرك
في تونس، اكتوت الرياضة عامة وكرة القدم خاصة بضحايا حوادث الطرقات ومن منا ينسى تاريخ 4 جانفي 2013، حيث أنهى حادث سير حياة لاعب النادي الإفريقي والملعب التونسي سابقا عن عمر يناهز 33 سنة في ساعة مبكرة من صباح ذلك اليوم. وقد نجم الحادث عن إنزلاق مفاجئ لسيارة الضحية الذي كان قادما من حي النصر ومتجها إلى الطريق السيارة بالمرسى. وقد تسبب الإنزلاق في إنقلاب السيارة وتعرض الورتاني إلى إصابات خطيرة تسببت في وفاته قبل وصوله إلى المستشفى. كما حكمت حوادث السير على الياس برينيص اللاعب السابق لنادي حمام الانف والنادي الصفاقسي بوضع حد لمسيرته الكروية وإكمال حياته على كرسي متحرك. ففي يوم 7 جويلية 2007 ،تعرض اللاعب المذكور إلى حادث سير عندما كان يقود سيارته وحاول تجاوز سيارة اخرى لتنحرف سيارته عن مسارها وتصطدم بشجرة على يمين الطريق. ونجا برينيص بأعجوبة من الحادثة لكن كان عليه أن يدفع الفاتورة باهظة فقد تحتم عليه ان يخضع الى عملية جراحية ستنقذ حياته لكنها ستجبره على وضع حد لمسيرته الكروية وهو في اوج العطاء وهو في سن السادسة والعشرين

ومواصلة حياته على كرسي متحرك. والياس برينيص من مواليد 1981 بتازركة من ولاية نابل بدأ مسيرته في النادي الافريقي قبل أن ينتقل إلى نادي حمام الأنف ثم في 2007 أمضى لفائدة النادي الصفاقسي لكن لم يكتب له تقديم الإضافة للاسود والأبيض بما ان ذلك تزامن مع حادث المرور الذي قلب حياته رأسا على عقب وحرمه من ممارسة كرة القدم التي هي في النهاية مصدر رزقه الوحيد ولولا بعض المساعدات الظرفية من مسؤولي الجامعة التونسية لكرة القدم والنادي الصفاقسي لكان اللاعب السابق يعيش الخصاصة...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115