أكثر اللاعبين وفاء لفرقهم في كرة القدم: توتي وغونزاليس يتصدران المشهد العالمي و«عتوقة» وطارق ثابت أبرز الأسماء المحلية

مع دخول كرة القدم في عالم الاحتراف، اصبح الحديث عن الوفاء والاخلاص عملة نادرة...فمنذ سنوات كسرت عديد الاسماء

قاعدة الوفاء وفتحت الباب امام انتقال اللاعبين من فريق الى اخر بما في ذلك الغريم التقليدي ورغم مرورالاعوام فإن الجمهور لازال يرفض هذه الانتقالات بل ظل يوجه الانتقادات والشتم للاعب المنتقل ولو كان الامر بيده لنصب المشانق.
لكن في خضم ذلك، هناك بعض اللاعبين سواء في العالم او في تونس لا يزالون يمثلون عنوانا للوفاء لفرقم بل اصبح يضرب بهم المثل في ذلك ويشيد بهم الملاحظون، اذ لم يتركوا فرقهم من اجل جني المال وبحثا عن شهرة اكبر...كانوا الى جانب انديتهم حتى في أحلك الظروف لذلك خلّد الجمهور ذكراهم وظلوا من الرموز والاساطير في ذاكرة نواديهم.
في الورقة التالية، سنحاول تسليط الضوء على ابرز اللاعبين رموز الوفاء لفرقهم في العالم وتونس.

غونزاليس وديل بييرو ومالديني والبقية....
في تاريخ الكرة الاوروبية والاسبانية على وجه الخصوص، يجسّد راؤول غونزاليس اللاعب السابق لريال مدريد الاسباني ابرز صور الوفاء. غونزاليس هو أحد أبرز الهدافين في تاريخ النادي الملكي (ثاني افضل هداف ب323 هدفا)، رغم إنه لعب عامين للغريم أتليتكو مدريد في طفولته، إلا إنه قضى 18 عاماً في قلعة سانتياغو بيرنابيو، كان فيها هو الفتى المدلل لجماهير الميرنغي.

وبدأ هذا اللاعب مسيرته مع ريال مدريد في بداية التسعينات وامضى اول عقد احترافي مع الفرق الرديف سنة 1994 قبل أن يرتقي بسرهة للفريق الاول. في 2003 اصبح قائدا للفريق الملكي وحافظ على شارة القيادة حتى رحيله سنة 2010.

على غرار غونزاليس، قضى النجم الإيطالي اليساندرو ديل بييرو 19 عاما في صفوف جوفنتوس حتى أصبح الهداف التاريخي للنادي برصيد 290 هدفا، كما إنه عميد لاعبي البيانكونيري برصيد 705 مباراة في مختلف المسابقات، ديل بيرو والذي يلقب بالملك لدى انصار السيدة العجوز رفض أن يترك فريق جوفنتوس في محنته عندما هبط إلى دوري الدرجة الثانية أثر فضيحة الكالتشيو بولي الشهيرة عام 2006.

وتحتفظ الكرة الايطالية بعديد اللاعبين ‘الاوفياء’ على غرار باولو مالديني الذي بدأ مسيرته مع نادي ميلان صفوف الناشئين في عام 1978 ان يلتحق بالفريق الاول سنة 1985 وهو لم يتجاوز بعد السابعة عشرة من عمره، ليحقق مالديني مسيرة أسطورية استمرت قرابة الربع قرن في قلعة سان سيرو توج فيها بالعديد من الأقاب أبرزها دوري أبطال أوروبا 5 مرات، حتى أن إدارة ميلان جمدت رقم 3 وهو رقم القميص الذي كان يحمله مالديني حتى اعتزاله، ولن يتم اعطائه لأي لاعب سوى أحد أبنائه إذا حصل على فرصة اللعب مع الفريق الأول يوما ما.

ولا يمكن المرور دون ان نذكر فرانشيسكو توتي احد رموز نادي روما الايطالي والفتى المدلل لأنصاره. وأكد توتوي في تصريحات اعلامية انه رفض عروضا مغرية طوال مسيرته للرحيل عن قلعة الأوليمبيكو، أهمها عرض من فريق ريال مدريد، حتى إنه أعلن اعتزاله اللعب دوليا مع منتخب إيطاليا حتى يتفرغ للتركيز مع فريقه الذي قضى معه قرابة ربع قرن.
يوم 28 ماي 2017، ودّع توتي عشاقه في لحظات مؤثرة لم تغب فيها الدموع بعد لقاء جمع ناديه مع جنوة. وسجل النجم الإيطالي بقميص روما 307 أهداف، منها 250 هدفا في 619 مباراة بالدوري، وتوج مع الفريق بلقب الدوري الإيطالي عام 2001 إلى جانب لقبين في كأس إيطاليا، وكان ضمن المنتخب الإيطالي المتوج بلقب كأس العالم 2006 في ألمانيا

الامثلة عديدة في تونس
في سياق حديثنا عن الوفاء كعملة بدأ يقل وجودها في كرة القدم التونسية يتبادر الى الذاكرة اسم حارس النادي الافريقي الصادق ساسي او «عتوقة» كما يلقبونه ،هذا الاخير قضى بفريق باب الجديد 21 سنة حيث انتمى اليه من 1958 الى1979. التحق بالافريقي ولم يتجاوز 13 من العمر ومر بكل الاصناف في الاحمر والابيض حتى اصبح الحارس الاول للفريق. وتجاوزت شهرة «عتوقة» الحدود ليبلغ صداها الوطن العربي.

كما نذكر اللاعب الدولي السابق للترجي والمدرب الحالي طارق ثابت. بدأ هذا اللاعب الذي يشغل خطة ظهير ايمن ممارسة الساحرة المستديرة مع شبيبة وذرف قبل أن يلتحق بالترجي سنة 1990 اي وهو في سن التاسعة عشرة حيث فرض نفسه رغم فيلق النجوم وضغط النتائج. عرف ذروة تألقه في موسم 1993 - 1994 اذ فاز بجائزة افضل لاعب عربي في البطولة العربية للاندية كما كان ضمن الفريق الذي اهدى للجماهير الترجية اول نسخة من امجد الكؤوس القارية، كأس افريقيا للأندية البطلة سنة 1994. بعد 14 سنة قضاها في حديقة حسان بلخوجة اعتزل طارق ثابت في بداية موسم 2004 - 2005 اثر هزيمة الترجي امام اينيمبا النيجيري في نصف نهائي دوري ابطال افريقيا.

اما على مستوى الاسماء التي لا تزال ناشطة الى حد كتابة هذه الاسطر فيمكن ان نسوق عدة اسماء على غرار بلال العيفة مدافع النادي الافريقي الذي قضى بالاحمر والابيض 12 سنة وحارس الترجي الحالي معز بن شريفية الذي قضى بحديقة الرياضة ‘ب’ 10 سنوات و11 شهرا.
وبدأ بلال العيفة وهو من مواليد 1990، مسيرته مع الافارقة سنة 2007 ،التي تزامنت مع بروزه في منتخب الاصاغر في مونديال الناشئين بكوريا.اما بن شريفية فقد كانت اول اطلالة له في اكابر الترجي سنة 2010 في مسيرة تخللتها تتويجات عديدة محليا وقاريا واقليميا...

ومن بين لاعبي الفترة الحالية، نجد ايضا علية البريقي الذي قضى في النجم الساحلي اكثر من 9 سنوات بعد مسيرة انطلقت سنة 2011 ورغم الحديث عن عروض عديدة محلية وخارجية تلقاها اللاعب فإنه خيّر البقاء في ناديه رغم مرور علاقته بالانصار ببعض الفتور في الفترة الاخيرة بسبب تراجع مستواه...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115