له للمرحلة القادمة التي سيجد فيها منافسة كبيرة في كل مسابقة يكون فيها إذا لم يتغير الوضع ولم يتم فتح باب الاحتراف أمام لاعبيه لتطوير قدراتهم واللحاق بركب بقية المنتخبات بما فيها العربية والقارية والنسج على منوال المنتخب الكامروني الذي سيكون عقبة حقيقية في قادم المواسم.
بات من الضروري اليوم فتح ملف الاحتراف وإعطائه الأهمية التي يستحقها وأن يناقش بجدية بين الجامعة والفرق المنضوية تحتها، القوانين المتعلقة بانتقال اللاعبين وبملف الاحتراف لا بد أن تتغير وجلسة عامة خارقة للعادة لا بد أن يكون في صدارة مواضيعها حتى يتمكن لاعبونا من اللحاق بالركب مبكرا وتكون الفائدة حاصلة لهم من أجل مسيرة رياضية تكون في مستوى ما يطمحون إليه فالاحتراف حق مشروع لكل لاعب تخول له إمكاناته خوض تجربة خارج حدود الوطن.. الجلسة العامة الخارقة للعادة الأخيرة للجامعة التي تمت في الخفاء وبعيدا عن الإعلام كان من المفروض أن يتم فيها الحسم في هذا الملف بشكل قطعي ولكن حصل ما هو مختلف تماما وتم الرفع في العقوبة ضد اللاعب الذي يرفض اللعب مع فريقه من عامين إلى أربعة والوضع ظل حاله بما أن الفرق غلبت مصلحتها ووضعتا فوق كل اعتبار وأولا وأخيرا.
يتم في البطولة الوطنية إمضاء عقود لثماني وتسع سنوات بين الفرق واللاعبين وهذا يظل غير منطقي في زمن بات يوجد فيه الاحتراف ويحق للاعب أن يتقمص ألوان أكثر من فريق وهذا ما يجب إدراكه من الأندية التي تضع مصلحتها فوق كل اعتبار، في البطولة اللاعب لا يمكن له مغادرة فريقه إلا بعد سن الثلاثين بمعنى بعد أن تكون جهوده قد استنزفت لفائدة فريق واحد ويصبح غير قادرا على افتكاك مكان في البطولات الأجنبية فيجبر عندها إما على البقاء والمواصلة أو الانتقال إلى أحد الفرق المنافسة محليا أو الاكتفاء بتجربة يبقى منها الربح المادي في صدارة الاهتمام بما أنها لن تغير في مسيرته شيئا.
أكثر من لاعب خسر الفرصة
خسر أكثر من لاعب سواء من الجيل الحالي أو من الجيل السابق فرصة الاحتراف وتتويج جهوده بما تستحق بسبب القوانين البالية للفرق والجامعة على حد السواء وأكثر من لاعب فرط في مسيرة أفضل بسبب أنانية المسؤولين، أكثر من لاعب وجد نفسه مجبرا على البقاء في فريقه أو تحويل الوجهة نحو فريق منافس في البطولة الوطنية وهذا ما يحدث حاليا مع أكثرهم على غرار أنور الطاورغي ومروان المرابطي ومروان القارصي ونبيل بن حسين والأخوين قرامصلي وشكري الجويني والقائمة طويلة ولو لولا وجود تلك القوانين المجحفة لتمكنت الأسماء سالفة الذكر وغيرها من تجربة خارج البطولة بما في ذلك في صفوف الفرق العربية التي تعرف تطورا كبيرا وباتت غير قابل للمقارنة مع فرقنا بما يوجد فيها من عناصر محترفة وإمكانات كبيرة متوفرة للعمل. لا تفكر فرق البطولة إلا في ما هو ذاتي ومصلحة خاصة تمكنها من جني أكثر من لقب والجامعة كمسؤول أول لا بد أن يكون لها رأي وقرار في الموضوع إن أرادت الأفضل للمنتخب فالتغاضي عن الخوض في ملف الاحتراف لن يخدم مصلحة المنتخب مستقبلا سيما في ظل التطور الكبير الذي باتت تعيشه كافة المنتخبات دون استثناء فما هو موجود في البطولة من مستوى لن يقدم أية إضافة مطلوبة.
رباعي فقط
يحتل المنتخب الوطني صدارة المنتخبات الأكثر تتويجا على المستوى القاري والعربي على حد سواء وجل ألقابه جناها في الفترة السابقة فالمتمعن في العشر سنوات الأخيرة يجد ان عناصرنا الوطنية لم تتمكن إلا من الحصول على بطولة عربية وحيدة في 2012 وثلاث ألقاب قارية كانت في 2003 و2017 و2019 وهذه الحصيلة تظل غير كافية للجيل الحالي، المنتخب بات يضم في صفوفه مؤخرا أربع عناصر محترفة وهي إسماعيل معلى الذي يذكر الكل أنه غادر النادي الصفاقسي عنوة والتحق بالزمالك المصري على هامش البطولة العربية التي شارك فيها الفريق ووسيم بن طارة الذي فرط فيه الترجي ثم ندم على القرار وأيضا أيمن بوقرة وحمزة نقة الذي التحق مؤخرا بالبطولة الإماراتية من بوابة نادي «العين» بعد كأس العالم في اليابان وهذا العدد يظل غير كاف لمنتخب يريد أن يكون دائما الأفضل بين بقية المنتخبات المحيطة به.
كان بالإمكان الحديث عن عدد اكبر من المحترفين في صفوف المنتخب اليوم لو أن الفرق تركت الأنانية جانبا وفكرت في مصلحة لاعب قدم لها الكثير وساهم في حصولها على أكثر من لقب، ملف الاحتراف بات من الأولويات اليوم وهذا ما يجب أن يتم خلال الجلسة العامة الخارقة للعادة المقبلة اذا أراد الكل الأفضل للمنتخب والحفاظ على نتائجه الحاصلة إلى حد الآن التي قد يخسر جميعها ما لم يلتحق بركب بقية المنافسين في مقدمتهم المنتخب الكامروني الذي سيكون منافسا عتيدا وعقبة في المستقبل كما كان الشأن سابقا مع المنتخب المصري.
الاقتداء ببقية الرياضات ضرورة
يبقى الموجود من قوانين في الكرة الطائرة وفرقها استثناء مقارنة ببقية الرياضات الوطنية التي انفتحت مبكرا على الاحتراف والتجارب الأخرى وحققت إلى حد الان المطلوب بعيدا عن كل محسوبية، في بطولة الكرة الطائرة الفرق لا تبحث إلا عن جمع أبرز العناصر ووضعها مبكرا في صفوفها من أجل جني أكبر عدد ممكن من الألقاب حتى لو كان ذلك على حساب الفرق المكونة واللاعبين على حد السواء وهذا بات من الأمس ولا يتماشى والتطور الذي تعرفه كل الرياضات دون استثناء وأكثر من لاعب لا بد أن تمنح له الفرصة قبل فوات الأوان فحمزة نقة لو أنه حظي بها لتمكن من افتكاك مكان في أفضل الفرق سيما في ظل الإمكانات البدنية والفنية العالية التي يمتلكها وما حققه إلى حد الآن خطوة من الواجب تتويجها بما هو أفضل في انتظار فرصة للبقية.