استرداد لقب «الكان» بعد 14 سنة من الغياب وتمكن من الحفاظ عليه للمرة الثانية على التوالي خلال الصائفة الماضية عن جدارة واستحقاق، وقد حقق المهم بعد تلك النتائج وتوج جهوده كما يجب من خلال اقتطاع بطاقة الأولمبياد للمرة السابعة في تاريخه في مصر بالذات مما مكنه من أن يكون محل ثقة بعد أن حظي بتنظيم البطولة العربية للأمم للمرة الثانية في تاريخه.
عرف المنتخب الوطني إلى حد الآن كيف يتوج جهوده ويسير في طريق النتائج الايجابية كما يجب ويتربع على عرش صدارة منتخبات القارة بما في ذلك الغريم التقليدي المنتخب المصري والصاعد بقوة المنتخب الكامروني رغم قيمة العناصر التي يضمها والتي هي جلها محترفة في البطولات الأوروبية، عناصرنا الوطنية ورغم اكتفائها بالدور الأول كما جرت العادة في المونديال الأخيرة وتواضع نتائجها في كأس العالم في اليابان خلال سبتمبر الماضي إلا أنها لفتت الأنظار في أكثر من مناسبة بعد تألق أكثر من لاعب في مقدمتهم حمزة نقة الذي تمكن من تصدر طليعة أكثر اللاعبين تسجيلا للنقاط في المونديال وفي بولونيا برز وتألق علي بنقي وخالد بن سليمان وهذا لم يأت من عدم وإنما من قيمة العمل الذي يبذل داخل المنتخب من اللاعبين من أجل أن يتألقوا والإطار الفني الذي لا يتسامح في الأمور الفنية والحريص على الذهاب إلى الأمام بأكثر من خطوة ممكنة سيما أن كل الظروف ملائمة بما ان الجامعة وضعت المنتخب أولوية مطلقة ووفرت له اللازم من اجل أن يستعيد الصدارة القارية ويحافظ دائما على موقعه فيها وأن تكون له الأفضلية أمام كافة المنتخبات الإفريقية وأن يترك انطباعا طيبا في كل منافسة عالمية يخوضها وهذا ما حصل تقريبا إلى حد الآن.
المرتبة 71 عالميا
يدرك كل من تابع مباريات المنتخب خلال المونديال وكأس العالم الأخيرين أن عناصرنا الوطنية قدمت أفضل ما لديها بغض النظر عن النتائج باعتبار أنه لا مجال للمقارنة بينها وبين المنتخبات الأوروبية وحتى الاسياوية وأنها بذلت قصارى جهدها للفوز بأكثر أشواط ممكنة وهذا ما تأكد من خلال التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي الذي حلت فيه عناصرنا الوطنية في المرتبة 17 عالميا والأول بين المنتخبات الإفريقية والعربية على حد السواء، مركز يبقى مهم للغاية بالنسبة للمنتخب المطالب باستثمار هذه الخطوة كما يجب في المستقبل والحفاظ عليها فالعودة إلى الوراء لن تخدم مصلحته مستقبلا.
يبقى ما حققه المنتخب إلى حد الآن ايجابي للغاية بلقبين قاريين والتأهل إلى الأولمبياد ومرتبة 17 عالميا واتفاقية شراكة مع الجامعة الفرنسية وعناصر متألقة ورباعي بات يحترف خارج حدود الوطن بعد أن انضم الثنائي أيمن بوقرة وحمزة نقة إلى وسيم بن طارة وإسماعيل معلى، خطوات لا بد من استثمارها كما يجب مستقبلا حتى لا تذهب كل الجهود سدى ويتمكن المنتخب من تحقيق كل ما هو مطلوب منه فالأعذار ستكون غير ممكنة بعد المستوى الطيب الذي بلغه ومع الأداء اللافت لكل عناصره.
نتائج البطولة العربية مهمة قبل الأولمبياد
نظمت الجامعة خلال أوت الماضي بطولة العالم للأصاغر وكانت بلادنا قبلة لأفضل وأكبر منتخبات العالم ورغم تواضع نتائج عناصرنا الوطنية إلا أن النجاح التنظيمي كان في المستوى المطلوب سيما بتواجد النقل التلفزي وهذه الخطوة تم استثمرها كما يجب وتركت صدى طيبا في الخارج ومكنت الجامعة من شرف تنظيم البطولة العربية للأمم في نسختها المنتظرة خلال أكتوبر المقبل بعد مناسبة أولى كانت في 1984، بطولة عربية ورهان جديد ينتظر المنتخب سيطالب فيه بتحقيق ما هو مطلوب منه واستعادة اللقب الغائب عنه منذ 2012.
تخلف المنتخب عن البطولة العربية في المواسم الثمانية الأخيرة بما أن نتائجه لم تكن في المستوى في سباق «الكان» في كل مرة رغم وجود جيل طيب من اللاعبين بقيادة فتحي المكور واليوم الأمر تغير وعناصرنا الوطنية استعادة الثقة في الذات ومطالبة بالتأكيد خلال أكتوبر المقبل فاللقب العربي لا بد أن يظل في بلادنا، المنتخب يحمل في رصيده ثماني تتويجات عربية جناها في سنوات 1980 و1984 و1988 و1996 و2000 و2002 و2006 و2012 واكتفى في مناسبتين بمركز الوصافة في 1998 و2008 وبالمرتبة الثالثة في 1994 واستعادته للقب تظل أمرا ممكنا إن عرف كيف يوظف جهود المجموعة ويستفيد من كونه المنظم ومن وجود جمهوره الذي كان دوره حاسما في فوزه بتاج «الكان» الأخيرة.
يظل ما سيخرج به المنتخب في البطولة العربية مهم جدا قبل الأولمبياد فالنتائج الايجابية عادة ما يكون لها الانعكاس الايجابي على ما هو آت والأكيد ان الفوز باللقب سيمكن عناصرنا الوطنية من دافع معنوي لان تكون جاهزة كما يجب للأولمبياد القادمة وتقدم ما هو مطلوب منها سواء من المجموعة الموجودة في فرق البطولة الوطنية أو التي تحترف خارج حدود الوطن.
«جاكوب» حقق المطلوب
تم على امتداد المواسم الماضية تكوين الجيل الحالي الموجود في المنتخب مع المدرب الوطني السابق فتحي المكور الذي لم يحالفه الحظ في الفوز بلقب «الكان» طيلة المدة التي قضاها مع عناصرنا الوطنية ولكن تلك الجهود لم تذهب سدى بل تم استثمارها الى حد الان كما يجب بعد التغييرات التي حصلت في الإطار الفني والاستنجاد مجددا بالايطالي «أنطونيو جاكوب» الذي قدم الإضافة وحقق المطلوب منه من خلال الفوز في مناسبة أولى باللقب القاري ثم الحفاظ عليه في مناسبة ثانية ثم قيادة عناصرنا الوطنية إلى الأولمبياد للمرة السابعة في تاريخها، البطولة العربية ستكون اختبارا جديدا لـ«جاكوب» إذا نجح فيها فان الأمور ستسير جيدة في الأولمبياد وما بعدها وان فشل فان ذلك سيكون له انعكاس سلبي على المجموعة وقد يعيدها إلى نقطة البداية فالمنتخبات العربية تبقى أفضل بكثير من المنتخبات الإفريقية وأداؤها تطور بشكل كبير وهذا ما بان جليا في منافسات البطولة العربية للأندية البطلة التي لم تعد فرقنا قادرة على تجاوزها.. البطولة العربية المنتظرة بروفة أولى جدية لا بد أن تضاف إلى الحصيلة الايجابية الحاصلة إلى حد الآن للمنتخب يؤكد بها أن زعامته مستحقة وأنه الأفضل بكل المقاييس.