بطولات أعلنت العصيان في وجه الفرق الكبرى: «ليستر» يفجر أقوى المفاجآت..«أتليتكو» ينهي سيطرة قطبي «إسبانيا» و«لازيو» يتحدى «اليوفي»

تعودت جماهير الساحرة المستديرة على اقتناص الفرق التقليدية الدوريات الكبرى سواء أكانت المنافسة قوية أو ضعيفة فكلاهما يؤدى

إلى تتويج الكبار بالألقاب حيث تصب الرهانات والتكهنات عادة عند الفرق الكبرى في البطولات الخمس التقليدية في القارة العجوز حيث يكون مونيخ الأقرب في ألمانيا والريال والبرسا في إسبانيا واليوفي والميلان والأنتر في إيطاليا بينما بات باريس سان جيرمان في طريق مفتوح للقب في باريس في المقابل فإن الدوري الإنقليزي سيكون الأكثر تنافسا بصراع عدة أندية على التاج منها مان سيتي وليفربول واليوناتيد وتشلشي.
ولكن عنصر المفاجأة أحد عناصر التشويق في أي حدث رياضي أو عمل فني ولذلك فإن وجود المفاجآت يبقى أمرا واردا ومطلوبا في كرة القدم الأوروبية حيث شهدت الدوريات الكبرى عدة مفاجآت كبرى أذهلت الجماهير.
وتحفظ ذاكرة الدوريات الأوروبية بعض الاستثناءات التي صنعتها فرق خارج دائرة الرهان التقليدي لتكسر شوكة الكبار وتعلن أن تتويجها يعد أحد المفاجآت التي تفاعلت معها الجماهير الرياضية في كافة أنحاء العالم والحديث يجرنا هنا عن استعراض 3 نماذج في الدوري الإنقليزي حين حسم ليستر سيتي اللقب لصالحه وفي الدوري الإسباني تمكن اتلتيكو مدريد من كسر هيمنة الريال وبرشلونة وصراعهما الدائم على اللقب وفي الدوري الإيطالي تمكن فريق لازيو من الوقوف في وجه هيمنة اليوفي على الألقاب المحلية.
ونستعرض في التقرير 3 أندية قلبت التوقعات وصنعت أقوى المفاجآت فى أوروبا:
ليستر سيتي و«البريميرليغ»
تتويج ليستر سيتي بلقب الدوري الإنقليزي صعب التفسير فتتويج الفريق الصغير من ميدلاند الشرقية بلقب البريميرليغ في عصر هيمنة الأندية الكبرى على السوق معجزة بكل المقاييس.
نجح الإيطالى كلاوديو رانييري في قيادة ليستر في موسم 2015 - 2016 للإطاحة بكل الحدود والمستحيلات ليسبق مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتوتنهام وليفربول وآرسنال في جدول الترتيب.
وحافظ فريق الثعالب على حلمه طوال الموسم ففيما كان البعض ينتظر سقوطه بمنتصف الموسم أو بتحقيق مركز أوروبي جيد بأفضل سيناريو توج ليستر باللقب وبفارق 10 نقاط كاملة عن أقرب ملاحقيه بكتيبة مغمورة من اللاعبين كان على رأسهم الهداف جيمي فاردي والنجم الجزائري رياض محرز ولاعب الوسط نغولو كانتي إضافة إلى أوكازاكي وإينلير والقائد فيس مورغان والحارس كاسبر شمايكل.
أتلتيكو مدريد يسقط الريال وبرشلونة
قاد المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني فريق أتلتيكو مدريد لمجابهة إمكانيات وجودة ريال مدريد وبرشلونة وأن يتنافس معهما بشكل وثيق وحقيقي من سنة لأخرى مشروع الروخي بلانكوس تمت صناعته من المحاربين واللاعبين المتوسطين أو الجيدين القادرين على تطوير أنفسهم والانخراط بمنظومة «التشولو» المدرب الذي كان له الفضل الأكبر في إنجاح هذه المغامرة.
ظل أتلتيكو لسنوات ينافس في السوق على لاعبين بعيدين بعض الشيء عن الصورة ونجح في إخراج أفضل ما لديهم فبعد عام من النجاح الأوروبي بالفوز بلقب الدوري الأوروبي 2010 بقيادة فورلان تراجعت نتائج الآتليتي بعض ليتولى سيميوني القيادة الفنية بداية من ديسمبر 2011 وحتى الآن. نجح سيميوني في قيادة أتلتيكو للتتويج بالدوري الأوروبي مجددا في ماي 2012 بقيادة رادميل فالكاو ثم كانت الثورة في الموسم التالي والذي تلاه والتتويج الغالي بلقب الدوري الإسباني على حساب برشلونة ليحقق أول لقب للآتيلتي منذ عام 1996 وأول لقب لليغا منذ 2004 لم يفز به لا ريال مدريد ولا برشلونة. لم يتوقف الآتليتي في السنوات التي تلت هذا الإنجاز بل أكد مكانه كواحد من الأندية القادرة على إزعاج القوى العظمى في إسبانيا وحتى أوروبا فوصل لنهائي دوري أبطال أوروبا مرتين ورغم خسارته في المرتين حاول وفاز بـ8 ألقاب على الصعيدين المحلي والأوروبي في تلك الفترة ثم إخراجه لحامل اللقب ليفربول من دور الـ16 لدوري الأبطال في 2020 تأكيد لأن المغامرة المستحيلة والمثيرة لا تزال مستمرة.
لاتسيو وحلم الكالتشيو
بالنظر إلى الواقع الحالي فإن لاتسيو هو الأوفر حظا لحصد «سكوديتو» نظرا لقوة تشكيلته ونهجه المميز الذي يكاد يخلو من قصور لكن الفريق ذا الحظ العاثر واجه فيروس كورونا مهددا إياه بتبديد حلم الدوري الغائب منذ 20 عاما بعد تعليق النشاط الرياضي بالكامل في البلاد مع ترجيح إلغائه بالكامل خلال أيام. تنظيم لاتسيو وتمسكه ببعض اللاعبين هذا الموسم إضافة للمرونة الخططية لدى إنزاغي في تعامله مع مراكز ومواقع لاعبيه رغم ثبات الخطة كلها أشياء أنتجت أخيرا فريقا بطلا أدهش الجميع طوال موسم 2019 - 2020 والذي لم ينته بعد وجلس على القمة إلى جانب يوفنتوس والإنتر.
يأمل نادي النسور في استعادة النشاط الرياضي ليكمل حلمه المشروع في تحقيق لقب الدوري الإيطالي وإنهاء هيمنة يوفنتوس وكان قبل توقف النشاط بسبب فيروس كورونا في أفضل حالة فنية ولذا فإنه جاهز بفضل كل هذه المواصفات لاستكمال الحلم وإزعاج اليوفي الذي ظل لسنوات مهيمنا على المشهد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115