كرة اليد: رغم أنه أكثر المنتخبات حضورا حصيلة قارية متواضعة للمنتخب، المراجعة ضرورية وإرث ثقيل في انتظار المكتب الجامعي الجديد

يتربع المنتخب الوطني للأكابر على عرش صدارة الفرق الأكثر تتويجا ببطولة إفريقيا للأمم من خلال حصوله على عشرة ألقاب تاركا خلفه

المنتخب المصري في مركز الوصافة ثم الجار المنتخب الجزائري الموجود في المركز الثالث، حصيلة تظل متواضعة بالنسبة لعناصرنا الوطنية بالنظر إلى عدد مشاركاتها في «الكان» التي فرطت فيها في أكثر من بطولة افريقية للأمم ممكنة آخرها كان في النسخة التي أقيمت في جانفي الماضي في بلادنا التي اكتفت فيها بالوصافة أمام المنتخب المصري الذي استردّ اللقب بأقل جهود ممكنة والأهم التأهل المباشرة إلى الأولمبياد المقبلة.

شارك المنتخب الوطني للأكابر في بطولة إفريقيا للأمم إلى حد الآن في 24 مناسبة توج في 10 منها باللقب كانت في سنوات 1974 و1976 و1979 و1994 و1998 و2002 و2006 و2010 و2012 و2018 واكتفى بمركز الوصافة في 8 مرات في 1985 و1992 و1996 و2004 و2008 و2014 و2016 والنسخة الأخيرة في جانفي الماضي في حين حل في المركز الثالث في ست مرات كانت في 1981 و1983 و1987 و1989 و1991 و2000 والمتمعن في ما حصل من نتائج يدرك جيدا أن عناصرنا الوطنية كان بإمكانها أفضل مما هو حاصل وربما كان الحديث عن رقم قياسي ستحتاج بقية منتخبات القارية سيما منها مصر سنوات طويلة حتى تتمكن من اللحاق بالركب، المنتخب أضاع في العقدين الأخيرين ستة ألقاب ممكنة واحد منها أمام الجزائر في نسخة 2014 التي استضافتها والبقية أمام المنتخب المصري الذي أكد أنه عقبة يصعب تجاوزها بعد التطور الكبير الذي عرفه في المواسم الأخيرة سواء في فريق الأكابر أو في الشبان سيما بعد أن بات بطل العالم في الأصاغر في النسخة الأخيرة ووصول منتخب الأواسط إلى المربع الذهبي من المونديال والحصول على البرونزية. تقيم النتائج القارية الحاصلة إلى حد الآن الدليل على تواضع حصيلة المنتخب القارية التي كان بالإمكان أن تكون أفضل لو تم التعامل مع كل مشاركة كما يجب سيما منها في نسختي 2016 و2020 الحالي اللتان ضاع فيهما اللقب بسبب غياب التحضير الذهني والبدني الكافي للمجموعة، المنتخب باتت جل عناصره محترفة وحتى تلك التي توجه لها الدعوة من الفرق المحلية تعد الأفضل في البطولة ولكن رغم ذلك نتائجه ظلت دون المأمول وهذا يقيم الدليل مجددا على النقائص الموجودة فيه التي لم يقدر على تجاوزها ومازالت متغلغلة فيه رغم إبعاد أكثر من لاعب والحديث عن أجواء طيبة بين عناصر المجموعة.

العمل ينطلق منذ الآن
تظل مراجعة مبكرة ومنذ الآن مهمة جدا من أجل مستقبل المنتخب من خلال وضع إستراتيجية واضحة وأهداف يمكن تحقيقيها تتماشى مع الواقع وتستجيب للإمكانات المتاحة لدى الجامعة، الإدارة الفنية يظل دورها أساسي في هذا التمشي وهي مطالبة بعمل أكبر من اجل النهوض بمختلف المنتخبات الوطنية من خلال ما يتم وضعه من تربصات تساعد على تقديم الإضافة وليس مثل ما هو حاصل اليوم فالكل يدرك جيدا أن تراجع النتائج مرده الاكتفاء بالتحضيرات الداخلية التي بان بالكاشف أنها غير كافية بالمرة.. في الجامعة الكل ظل منتشيا باستعادة المنتخب للقب القاري في 2018 ونسي أن الأهم هو كيفية الحفاظ على تلك الخطوة في المستقبل الذي أعد له في المقابل منتخب «الفراعنة» العدة كما يجب من خلال تخطيط واضح نال بعده مراده وكسب جيلا سيكون عقبة يصعب تجاوزها في قادم المواعيد.

ستكون هناك انتخابات في الأيام القادمة والمكتب الجامعي الذي سيفوز فيها سيكون في انتظاره عمل كبير من خلال توفير مداخيل قارة للجامعة تجبنها قدر الإمكان التبعية لسلطة الإشراف وتحررها من الديون التي تبقى من بين الأسباب المباشرة في النتائج الحاصلة في مختلف المنتخبات الوطنية وهذا من خلال تعيين لجنة استشهار قادرة على القيام بدورها على أكمل وجه كخطوة أولى نحو ما هو أفضل.

العودة إلى التكوين ووضع الشبان في صدارة الأولويات خطوة ضرورية
وضع المكتب الجامعي الحالي منتخب الأكابر أولوية مطلقة وهذا كان على حساب بقية المنتخبات الوطنية في الصنفين والحصيلة كانت مخيبة للآمال أكثر مما هو متوقع بما أن المنتخب الأول فرط في لقب «الكان» وبطاقة الأولمبياد على حد السواء، حصيلة ثقيلة فمنتخب الكبريات أضاع بدوره بطاقة المونديال واكتفى بالدور ربع النهائي من النسخة الأخيرة لـ«الكان» والأصاغر والأواسط بدورها فرطا في اللقب القاري لفائدة المنتخب المصري بما أنه لم يكن هناك إعداد لازم لمختلف المسابقات ولم تتم برمجة الوديات والتربصات الخارجية التي تمكن من الإضافة المطلوبة بما أن الأولوية في كل هذا كانت دائم لمنتخب الأكابر الذي أحرج الكل في الأخير.
يظل من الضروري اليوم أن تعطي الجامعة الأولوية للتكوين وأن تحافظ على السواعد الموجودة في الشبان وتضعها في القائمة الموسعة للمنتخب الأول حتى تستفيد منها قدر الإمكان فهي الأساس وحجر الزاوية للمستقبل ومن دونها لا يمكن الحديث عن استمرار أجيال، كل منتخبات العالم تعطي اليوم التكوين أهمية كبرى وهذا ما يتوجب الاقتداء به في المنتخبات الوطنية والفرق على حد السواء حتى لا تذهب كل الجهود سدى.

مهمة صعبة في الانتظار
قد يزداد الوضع تعقيدا في قادم الأيام بالنسبة للمنتخب وقد تكون الحصيلة ثقيلة جدا في حال لم يقدر على التدارك ونيل بطاقة التأهل للأولمبياد المقبلة وهذا ما يبدو الأقرب للحدوث بما أن المهمة صعبة للغاية في انتظار عناصرنا الوطنية في الملحق الأولمبي الذي ستباري فيه منتخبات البرتغال وفرنسا وكرواتيا، المنتخب وفي حال فشل في المهمة التي تنتظره فان الأمر سيزداد تعقيدا فيه وسينتظر كثيرا ليستعيد الثقة في الذات وهذا ما يجب إدراكه مبكرا قبل المشاركة في مونديال مصر المقبل الذي يظل فرصة مواتية له للتدارك ورد الاعتبار للذات قبل فوات الأوان.. ما هو حاصل في المنتخب وما ينتظره تتحمل فيه الجامعة الجانب الأكبر من المسؤولية بما أنها كانت قادرة على اتخاذ أكثر من قرار كان سيجنب عناصرنا الوطنية ما هو حاصل في مقدمتها ما يخص الإطار الفني وإبعاد أكثر من لاعب لأسباب غامضة من المجموعة والأكيد أن هذا سيكون أول عمل ينتظر المكتب الجامعي الجديد بمعية الناخب الوطني الذي سيعوض «جيرونا» حتى تعود الأمور إلى نصابها كما كان الشأن سابقا وتطوى صفحة التجاذبات والمصلحة الخاصة التي طغت على الأجواء طيلة الآونة الأخيرة.. منتخب الأكابر ملف أول والبقية ضرورة ملحة تنتظر المكتب الجامعي الجديد الذي سيكون المونديال و«كان» الشبان أول الاختبارات له.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115