هلال الشابة يطالب الجامعة بايقاف البطولة ويدعو رئاسة الحكومة وسلطة الاشراف الى اتخاذ قرار حاسم: صراع متواصل بين المكتب الجامعي وفريق اختار «ربوة» المعارضة

تجد الجامعة التونسية لكرة القدم نفسها في هذه الفترة في مفارثقة عجيبة فهي مطالبة بضرورة اتخاذ القرار النهائي فيما يخص مصير النشاط الرياضي خاصة

بعد المراسلة التي تلقتها من الاتحاد الافريقي لكرة القدم ‘كاف’،وفي الوقت نفسه فهي مطالبة بضمان صحة الاطراف المتداخلة في المجال الرياضي وعدم تعريضها لخطر الاصابة بفيروس كورونا لذلك فهي في انتظار قرار السلط المختصة بمنح الضوء الاخضر لاعادة الحياة الى الرياضة...
في خطوة نحو استئناف النشاط الرياضي ،التقى يوم الخميس احمد قعلول وزير شؤون الشباب والرياضة بوديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم.وخصصت هذه الجلسة التي حضرها كل من المستشار فتحي بيار ومدير عام الرياضة مكرم شوشان، لنقاش مشروع ودليل الإجراءات الصحية الخاصة بإمكانية عودة نشاط الرابطة المحترفة لكرة القدم والفرضيات المقترحة.

يأتي ذلك بعد أن تلقى المكتب الجامعي مراسلة من الاتحاد الافريقي لكرة القدم ‘كاف’ كبقية اتحادات القارة الإفريقية تطلب تقديم استراتيجية الجامعة اذا كانت تنوي استكمال الموسم وكيفية تصرفها مع المباريات المؤجلة على مستوى البطولة والكأس.

معارضة «العادة»
اذا كانت الجامعة التونسية لكرة القدم تنوي استئناف النشاط الكروي في اخر شهر ماي حسب مقترح قدمته منذ فترة فإن هذا المقترح قد يواجه معارضة من بعض الفرق انطلقت بوادرها مؤخرا حيث طالبت الهيئة المديرة لهلال الشابة المكتب الجامعي بايقاف البطولة مشيرة ان عودة النشاط في الفترة القادمة قد تكون عواقبها وخيمة معتبرة ان اجراءات السلامة التي تم الاعلان عنها ليست كافية لتوفير الحماية لكال الاطراف المتداخلة

واضاف بلاغ النادي المذكور ان استئناف النشاط في هذه الفترة سيكون فوق الطاقة المالية للنوادي التي تعيش جلها الن وضعا لا تحسد عليه داعيا رؤساء الفرق الىتحمل مسؤولياتهم التاريخية لدعم جهود الدولة في التوقي من الوباء.

وذهبت هيئة الهلال الى اكثر من ذلك مشيرة الى ان عدم الاشارة لموضوع استئناف نشاط البطولة في الندوة التي انعقدت يوم الاربعاء الماضي بحضور عدة وزراء يقيم الدليل على وعي سلط الاشراف بخطورة عودة البطولة.وطلب اهل القرار في الوافد الجديد على قسم النخبة رئيس الحكومة باتخاذ قرار حاسم في هذا الصدد.

مسلسل الخلافات بين الطرفين مستمر
يعيد هذا التصعيد من الهلال الى سطح الاحداث الصراع المتجدّد بينه وبين المكتب الجامعي والذي بدأ بمناسبة مباراة ثمن نهائي الكأس في شهر مارس الماضي حيث طالب الفريق انذاك باجراء مباريات الكأس دون حضور الجمهور تحسبا لانتشار فيروس كورونا وقرر ابناء الشابة انذاك اجراء مباراتهم ضد سبورتينغ بن عروس دون حضور الجمهور متحديا انذاك قرار الجامعة.

بعد فترة وجيزة،اتهمت هيئة هلال الشابة الجامعة بالتقصير في حق الأندية وخاصة فرق الرابطة الاولى معتبرة ان المنحة الاستثنائية التي تم رصدها لفرق الرابطة الاولى لا تغطي المصاريف التي تواجهها هذه الأخيرة مع توقف النشاط بسبب جائحة كورونا.
ولم تكد تمر بضعة اسابيع حتى طفت على السطح أزمة جديدة بين الطرفين وهذه المرّة رفع الهلال راية التمرّد على اختيارات الجامعة مطالبا السلط التونسية بإتخاذ قرار ايقاف البطولة على غرار عدة بطولات اوروبية دون ان ننسى غياب رئيسه عن الجلسة العامة الانتخابية للجامعة وعدم تزكية الرئيس الحالي وديع الجريء.ولا شك ان الموقف الاخير للهلال سيجبر رئيس الجامعة على توضيح موقفه في وسائل الاعلام شأن كل مرة جرّه فيها مسؤولو الوافد الجديد على قسم النخبة للظهور الاعلامي وتبرير قراراته....

وفيما يلي بلاغ الهيئة المديرة لهلال الشابة:
تبعا للقرارات الصادرة عن المكتب الجامعي فيما يتعلق بعودة نشاط بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم و في ظل الوضع الصحي و الوبائي الراهن الذي تمر به بلادنا الناجم عن جائحة الكورونا فإنه يهمنا أن نبين للرأي العام الرياضي ما يلي

أولا - نسجل غياب تاما لموضوع إستئناف البطولة الوطنية المحترفة الأولى لكرة القدم في الندوة الصحفية لرئاسة الحكومة اليوم الإربعاء 29 /04 /2020 مما يبرز وعي الحكومة بخطورةالوضع و يترجم قرارها الرصين و الرشيد بعدم إستئناف البطولة و عدم وضع الموضوع على طاولة النقاش الحكومي.

ثانيا - إن عودة نشاط البطولة في ظل الأزمة الصحية الراهنة يعتبر من قبيل المخاطرة غير مضمونة العواقب و التي قد تكون وخيمة جدا على صحة المتداخلين في الحقل الرياضي و حتى على الصعيد المجتمعي ككل لإنه سيساهم في هدم مجهودات الدولة في التوقي من جائحة الكورونا.

ثالثا- إن اجراءات الوقاية المتحدث عنها لا يمكن أن تفي مطلقا بالنجاعة اللازمة للحماية من انتقال العدوى و لا يمكن أن تضمن سلامة الموجودين بالملعب من لاعبين أو فنيين أو أمنيين أو مسؤولين أو غيرهم.

رابعا- إن مقارنة بطولتنا المحلية بغيرها في إيطاليا أو إسبانيا على سبيل الذكر لا الحصر غير منطقي بالمرة، فجمعياتنا لا تملك الامكانيات المادية التي تملكها الفرق الأوروبية و التي تخول لها توفير الظروف الضرورية لوقاية منظوريها من خطر انتقال العدوى بشكل فاعل و مضمون.

خامسا- إن التشبث بعودة نشاط البطولة في هذه الظروف يظل غير مفهوم ، فلا يمكن المجازفة بصحة المواطن والمخاطرة بها من أجل مآرب مادية بحتة.

سادسا- إن عودة نشاط البطولة في هذه الظروف العصيبة ستكون كلفتها على جل الجمعيات كبيرة جدا و فوق طاقتها المادية، وإن التشبث بهذه العودة دون توفير الامكانيات المادية للجمعيات يظل غير مقبول مطلقا.

سابعا- ندعو المكتب الجامعي إلى إيقاف نشاط البطولة الوطنية إقتداءا ببعض البطولات العربية و حتى الأوروبية على غرار الهولندية و الفرنسية التي بالرغم من القيمة المادية للبطولة فإن الوقاية و حفظ صحة المواطنين تعتبر الأولية القصوى.

ثامنا- ندعو رؤساء الجمعيات الرياضية إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية لدعم مجهودات الدولة في التوقي من جائحة الكورونا.

تاسعا- ندعوالسيد رئيس الحكومة و وزارة الإشراف إلى إتخاذ القرار الرصين بكل وضوح حسما للجدل و المجازفة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115