خطايا «الفيفا» تنهال على الأندية التونسية: الملعب القابسي آخر الضحايا والنادي الافريقي أكبر المتضررين

في السنوات الاخيرة باتت اخبار الخطايا المالية الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم ‘فيفا’ ضد الاندية التونسية كالملح الذي لا يغيب عن اجواء المشهد الكروي

،في الوقت الذي كنا نأمل ان يرتبط ذكر الرياضة التونسية في اروقة الهيكل الاول المشرف على كرة القدم في العالم بتتويجاتها او ارقامها الايجابية فإن اسماءها باتت للأسف تتداول في العقوبات والخطايا المالية التي تفرضها ‘الفيفا’ على النوادي التونسية بين فترة وأخرى.

في الساعات الماضية استقبلت العائلة الموسعة للملعب القابسي مراسلة من الاتحاد الدولي تطالبها بدفع مستحقات لاعبها السابق الغاني ايزاكا ابودو المقدرة ب147 الف دينارفي اجل لا يتجاوز 45 يوما او ستسلط على النادي عقوبة المنع من الانتداب لمدة 3 فترات من الميركاتو ،ولم تكد هيئة فريق عاصمة الحناء تستفيق من صدمتها حتى استقبلت ضربة موجعة ثانية اذ وردت على ادارة الفريق مراسلة جديدة من ‘الفيفا’ تلزم ‘الستيدة’ بدفع 150 الف دولار بعنوان مستحقات اللاعب السابق موزيس اركوما اي ما يفوق 430 الف دينار من مليماتنا بالاضافة الى 40 الف دولار بعنوان مستحقات المدرب الايطالي السابق انريكو فابرو(قرابة 115 الف دينار)،ليجد الفريق نفسه مطالبا في المجموع بتوفير 700 الف دينار في ظرف قياسي او ستسلط على فريق عاصمة الحناء عقوبات اخرى على غرار المنع من الانتدابات وقد تتفاقم في صورة عدم الدفع في الاجال المحددة الى سحب النقاط او الانزال الى الاقسام السفلى.

وتعيد العقوبات المالية التي تلقاها مؤخرا الملعب القابسي الى الاذهان سيناريوهات مماثلة عاشها اكثر من ناد تونسي واقامت الدليل على سوء تصرّف الهيئات المديرة وتخبطها في القرارات العشوائية التي خلفت اثارا كبيرة على وضعيات الاندية.

مسلسل الافريقي مع العقوبات لا ينتهي
كأن الحظ يستميت في معاندة النادي الافريقي في السنوات الاخيرة ،فكلما لملم شتاته من ازمة وحاول النهوض الا وتراكمت عليه المتاعب من جديد.وفي هذه الفترة التي يعيش خلالها العالم شللا على المستوى الرياضي فرضته ازمة الكورونا وما انجر عن ذلك من غياب الموارد المالية،طرقت المشاكل باب حديقة ‘منير القبايلي’ من جديد ففي شهر مارس المنقضي ،تلقت هيئة الافريقي مراسلة من ‘الفيفا’ تنبهها الى ضرورة تسوية ملف اللاعب السابق للفريق فابريس اونداما وخلاص مستحقاته المقدرة بمليون دولار تقريبا في أجل لا يتجاوز 30 يوما من تاريخ المراسلة او سيكون الافارقة عرضة لعقوبة المنع من الانتدابات لفترتين من سوق الانتقالات.

ويأتي هذا القرار تزامنا مع صعوبات مالية كبيرة وأزمة خانقة تلقي بظلالها منذ الموسم الماضي، لكن الأكثر من ذلك أن خطر الخطايا والعقوبات لن ينتهي بمجرد خلاص مستحقات اللاعب الكونغولي، فالفريق سيواجه متاعب اخرى، بما أنه مطالب أيضا بدفع مستحقات مدربه الإيطالي السابق ماركو سيموني وكذلك مستحقات أولمبيك مرسيليا عقب التعاقد منذ مواسم مع اللاعب صابر خليفة...بالاضافة الى ذلك سيكون الاحمر والابيض مطالبا بدفع مبلغ إضافي لفائدة لاعبه الغاني سابقا نيكولاس أبوكو بعد أن قام الأخير باستئناف قرار سابق يقضي بتمكينه من مبلغ قدره 105 آلاف دولار والحال أنه يطالب بمبلغ يصل إلى 200 ألف دولار أي ما يساوي حوالي 580 ألف دينار تونسي.
وتجدر الاشارة الى ان الافريقي كان عرضة في فترة سابقة الى عقوبة المنع من الانتدابات قبل لن ترفع عنه في الانتقالات الشتوية السابقة بعد هبّة كبيرة من جماهيره التي ضخت مبالغ قياسية لخلاص المستحقات المطلوبة من ‘الفيفا’.

ازمة مستفحلة في نادي عاصمة الجلاء
في شهر ديسمبر 2019، تلقت هيئة النادي البنزرتي مراسلة من الاتحاد الدولي لكرة القدم عن طريق الجامعة تطالب نادي عاصمة الجلاء بدفع 30 ألف يورو بعنوان مستحقات اللاعب السابق للفريق السينغالي حسن سو ووضع الهيكل الدولي تاريخ 15 ديسمبر كآخر اجل لدفع هذا المبلغ وفي صورة حصول العكس سيجد السي آبي نفسه عرضة للحرمان من الانتدابات لفترتين.

وفي شهر جانفي ،تمكن اهل القرار في السي آبي من تفادي عقوبة خصم النقاط بعد ان حولوا مبلغ 102 الف دينار المتعلقة بمستحقات اللاعب السابق للنادي الحسن سو اضافة الى مستحقات فريق اللاعب جاك ميدينا والمقدرة ب 27 الف دينار.

وللسي آس آس نصيب...
واجه النادي الصفاقسي خلال السنة المنقضية فترات عصيبة،لكن رغم ذلك فإن العائلة الموسعة لنادي عاصمة الجنوب لا يمكن ان تنسى سنة 2017 ففي تلك السنة وجد الفريق نفسه في مواجهة وابل من العقوبات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم ‘فيفا’... واستقبل السي آس آس سنة 2017 بقرار حرمانه من الانتدابات الداخلية والخارجية خلال الميركاتو الشتوي لموسم (2016 - 2017) والميركاتو الصيفي لموسم (2017 - 2018) بسبب القضايا التي رفعها عدد من المدربين واللاعبين السابقين على غرار ليما مابيدي ويونس سانتامو. ولم تتوقف المفاجآت غير السارة حيث أتى الدور بعد ذلك على مراسلات جديدة ضيق بها الهيكل الدولي الخناق على النادي الصفاقسي بعنوان مستحقات اللاعبين الغامبيين ريمون ومصطفى كوجابي (100 الف دولار) وفريق جونيور اجايي (100 الف دولار) وفريق اللاعب سوكاري وستيفان نياركو الى جانب تسديد ما لا يقل عن 154 الف اورو لفائدة نادي لافال الفرنسي كبقية مستحقاته من صفقة سليم بن جميع وخطية مالية بـ45 الف اورو بسبب التأخير عن الدفع باعتبار ان القرار اتخذ منذ 7 جوان 2016 و حددت ‘الفيفا’ آنذاك 3 مارس 2017 كآخر اجل للدفع وفي صورة عدم التسوية في الموعد المحدد كان الفريق سيعرض نفسه لعقوبة خصم 6 نقاط من رصيده. وتمكن النادي الصفاقسي من مجابهة قرار منعه من الانتدابات بفضل مركز تكوينه حيث كان فرصة لمولد لاعبين واعدين تمكنوا من ترسيخ اقدامهم في الفريق الأول على غرار حسام دقدوق وهاني عمامو والحارس أيمن دحمان والقائمة تطول...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115