الكرة الطائرة: فرضا سيطرة كلية في المواسم الأخيرة من سيكون المستفيد من بين نسائي قرطاج و«السي اس اس»؟

ستكون نهاية الموسم الحالي وفي انتظار عودة نشاط البطولة التي توقفت بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد مثيرة من اجل حسم أمر التتويجات

المحلية بين الثنائي المسيطر في المواسم الستة الأخيرة النادي الصفاقسي ونسائي قرطاج، «السي آس آس» وغريمه التقليدي منذ 2012 نسائي قرطاج سيكونان سيدا الموقف في الموسم الحالي بشأن «الدوبلاي» كما جرت العادة سيما في ظل تواضع مستوى بقية الفرق المنافسة التي ستكتفي مجددا بالتواجد دون سواه ودورها لن يكون حاسما في تحديد وجهة أية مسابقة.

استطاع النادي الصفاقسي في الموسم الماضي أن يفك العقدة ويضع حدا للسيطرة التي فرضها نسائي قرطاج على البطولة طيلة خمس سنوات والكأس لثلاث وعاد إلى منصة التتويج واستطاع أن يتوج جهوده كما يجب برباعية تاريخية منها كأس «السوبر» في مناسبتين و»الدوبلاي» والاهم أول بطولة عربية للأندية البطلة في تاريخه وتاريخ الفرق النسائية التونسية في الكرة الطائرة ولكن الأمور في الفريق لم تعد على ما يرام فعلى الرغم من انه تمكن من الفوز بتاج الكأس الممتازة في الموسم الحالي إلا أنه لم يقدر على التأكيد سيما بعد أن عجز عن بلوغ نهائي النسخة الخامسة من الألعاب العربية التي أقيمت مؤخرا في الشارقة واكتفى بخوض مربع ذهبي انسحب فيه أمام المتوج بلقب تلك المسابقة مجمع النفط الجزائري بما انه لم يكن جاهزا كما يجب ولعل العثرة التي مني بها في الدور الأول أمام سبورتينغ المصري خير دليل على ذلك.

ستكون مهمة فريق عاصمة الجنوب صعبة في بقية ردهات الموسم الحالي بما أن منافسه المباشر نسائي قرطاج ورغم فترة الفراغ التي مر بها في الموسم الماضي استطاع النهوض والفوز بالمواجهتين الحاصلتين بينهما إلى حد الآن وتمكن من رد الاعتبار ولو في جزء لذاته بعد أكثر من هزيمة وخيبة أمل في البطولة الماضية، «السي اس اس» أمامه فرصة مواتية في فترة توقف البطولة الحالية إلى مراجعة مجمل النقائص وإيجاد الحلول التي تعجل بتداركه حتى لا يزداد الأمر تعقيدا ويتمكن من تفادي كل ما يمكن أن يعيده إلى ما قبل الموسم الماضي سيما أن بقاء رئيسه ناجح تمر لمدة طويلة لم يعد أمرا ثابتا بعد أن قدم اثر نهاية الألعاب العربية الأخيرة استقالته وتراجع عنها بصعوبة.

نسائي قرطاج لم يتأثر بالنقائص الحاصلة على مستوى المجموعة
تعثر نسائي قرطاج في الموسم الماضي وخرج بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها وفرط مجددا مع مستهل الموسم الحالي في تاج «السوبر» أمام غريمه التقليدي فريق عاصمة الجنوب ولكنه عرف كيف يستفيق مبكرا ويعود من جديد ويفوز بمواجهتي البطولة في مرحلتها الثانية منها واحدة في صفاقس بالذات ويبدد كل الشكوك التي مفادها أن فترة فراغه ستطول كثيرا ولن يكون بمقدوره النهوض سريعا سيما أمام الجاهزية الكبرى والأجواء الممتازة التي ميزت «السي آس آس» العام الماضي وبعد خسارته لخدمات أكثر من لاعبة كانت من الأسباب المباشرة في التتويجات التي أحرز عليها منذ تأسيسه في 2011، نسائي قرطاج غادرته أفضل لاعبة في إفريقيا رحمة العقربي ثم من بعدها الثنائي الأبرز في الفريق ميساء الأنقليز وأمينة منصور ولكنه عرف كيف يعوض ذاك الفراغ ويظل صامدا رغم النقائص الموجودة في أكثر من مركز داخل المجموعة.

نجح نسائي قرطاج إلى حد الآن في كسب الأسبقية أمام «السي آس آس» الذي يظل دائما العقبة الوحيدة أمامه بالنسبة للتتويجات بما أن الأمر محسوما أمام بقية الفرق التي لم تقدر جميعها إلى حد الآن على أن تكون المنافس الذي يقدم الإضافة ويحرج حامل اللقب ووصيفه وهو قادر على التأكيد لاحقا بعد المردود الذي ظهر به وبقائه دون هزيمة في البطولة والكأس على حد السواء، نسائي قرطاج يبقى ومنذ الصعود بين فرق النخبة النقطة المضيئة فيها والمنافس الذي أحدث تغييرا بعد أن بات المتحكم في مصير كل التتويجات وهذا ما تحتاجه فعلا الكرة الطائرة النسائية السائر في كل مرة بخطوات إلى الوراء سيما في ظل تجميد نشاط المنتخب وجعله في طي النسيان عنوة من المكتب الجامعي الحالي.
سيكون نسائي قرطاج منافسا قويا على البطولة والكأس وان واصل بالأداء ذاته الذي قدمه إلى حد مرحلة التتويج فانه سيكسب الرهان وسيزيد من تعقيد مهمة النادي الصفاقسي الذي مازال ينتظر منه الكثير سيما في ظل الرصيد البشري الرهيب الذي يضمه في صفوفه ويظل دائما يستحق الأفضل.

الإضافة حاصلة من الإطار الفني
لم يجد نسائي قرطاج طريق العودة إلى سالف عهده إلا مع قدوم مدربه الجديد والحالي كمال رقاية الذي ترك بصمة إلى حد الآن بفضل العمل الكبير الذي يقوم به صحبة مساعده حمادة حسان والمعد البدني سيف لمجيد وبقية الإطار الفني، نسائي قرطاج استنجد طيلة المواسم الماضية بتجارب أجنبية أفضلها كانت مع الايطالي «كادوديه» الذي رفع معه أول بطولة افريقية للأندية البطولة في تاريخه في نسخة 2017 في المنستير ولكنه خير التجربة في الموسم الحالي مع المدير الفني السابق للجامعة ومستقبل المرسى في الموسم الماضي كمال رقاية الذي قدم ما هو مطلوب منه إلى حد الآن بعد أن أعاد الروح إلى المجموعة والثقة في الذات إلى كافة العناصر والنتيجة كانت الفوز ذهابا وإيابا أمام النادي الصفاقسي وتجاوز بقية المنافسين بطولة وكأسا دون عناء وهذا مؤشر ايجابي يفيد أن الفريق سيكون قادرا على العودة إلى منصة التتويج إن واصل بهذا الانضباط.. الكفاءات الوطنية لطالما أكدت أفضليتها سواء داخل البطولة أو خارجها وهذا ما تفطن إليه «السي آس آس» مؤخرا والأكيد انه سيستنجد خلال الموسم القادم بأحد الكفاءات الوطنية وبمدرب له من التجربة ما يكفي لأن يقود المجموعة إلى تحقيق ما هو مطلوب منها.

سيعد نسائي قرطاج العدة كما يجب والأمر ذاته بالنسبة للنادي الصفاقسي والمنافسة ستكون كبيرة بينهما على لقبي البطولة والكأس والأكيد أن الفريقان سيستفيدان في حال فكر كلاهما في المشاركة في النسخة المقبلة التي سينظمها الأهلي المصري بما أن الفرصة باتت متاحة بعد أن تم تأجيلها إلى موعد لاحقا بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد، فريقان في حجم «السي آس آس» ونسائي قرطاج كان من المفروض أن لا تذهب جهود عناصرهما سدى وأن تكون موظفة للأفضل البروز والتألق في منتخب سينتظر الكل أن يرد اعتباره مع قدوم مكتب جامعي جديد قد تفلح المساعي معه وقد تخيب مثل ما هو الشأن مع الحالي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115