بعد أن دخل طي النسيان وأعطيت الأولوية في المقابل لمنتخب الأكابر دون سواه على كل المستويات خاصة بالنسبة للتحضيرات، منتخب الكبريات الذي كان ينتظر الكل أن تحدث داخله نقلة نوعية ويكون قادرا على المراهنة على اللقب القاري وعلى بلوغ الدور الثاني من المونديال بعد أن توج في 2014 بتاج أمم إفريقيا على حساب العتيد المنتخب الأنغولي سار خطوات إلى الوراء وبات عاجزا حتى عن بلوغ نهائي «الكان».
أعطيت في وقت سابق الأهمية اللازمة لمنتخب الكبريات وتلك الخطوات توجت بالظفر بثاني لقب في تاريخه في نهائيات الجزائر 2014 على حساب أكثر المنتخبات تتويجا وسيطرة المنتخب الأنغولي والكل ظن أنه سيواصل وسيكون ثابتا في بقية المشوار ولكن حصل العكس والمنتخب بات عاجزا حتى عن التواجد في النهائي وغير قادر على المراهنة على بطاقة بطولة العالم وهذا ما حصل في «الكان» الأخيرة التي اكتفى فيها بالدور ربع النهائي وعاد يجر أذيال خيبة قد يحتاج لسنوات حتى يتمكن من محوها سيما في ظل اللامبالاة التي يعيشها، المنتخب تم فيه إعداد جيل يضاهي في إمكاناته ما هو موجود في الجيل الحائز على اللقب القاري الأخير ولكن كل تلك الجهود ذهبت فجأة سدا بعد أن باتت عناصرنا الوطنية تكتفي بتحضيرات داخلية فقط وغير قادرة على خوض أية مباراة ودية في المستوى ومع منتخبات تمكنها من تحصيل الإضافة المرجوة وبعد أن بات يعين الإطار الفني الذي سيقودها في اللحظات الأخيرة دون إعطاء أي أهمية للجانب المتعلق بالإعداد البدني الكافي الذي يمكن من مجاراة النسق الموجود في المونديال و»الكان» التي تطور فيها مستوى أكثر من منتخب على غرار السنغال والكونغو الديمقراطية المنتخبان اللذان كان منتخبنا يفوز أمامهما بفارق مريح ويمر سابقا.
مسؤولية مشتركة
تبقى المسؤولية مشتركة بين الجامعة وسلطة الإشراف في ما وصل إليه منتخب الكبريات اليوم بعد أن كان قريبا في ما مضى من فرض سيطرة أمام المنتخب الأنغولي، المكتب الجامعي منح الأولوية المطلقة لمنتخب الأكابر دون سواه منذ توليه لمهامه في 2016 على حساب منتخب الكبريات ومنتخبات الشبان على حد السواء حتى أنه وضع تنظيم «كان» العام الحالي والفوز بلقبها وبطاقة الأولمبياد الهدف الأساسي من مدته النيابية الحالية ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان وكل ما تم التخطيط له ذهب أدراج الرياح ومنتخب الأكابر خيب كل الآمال ولم يتمكن من كسب الرهان الذي وضع أمامه.
أولت الجامعة اهتمامها للمنتخب الأول ونسيت أن بقية المنتخبات أيضا من مسؤوليتها والحصيلة كانت ثقيلة أكثر مما هو متوقع بعد أن فرط منتخب الكبريات في بطاقة التواجد في المونديال ولم يقدر على بلوغ نهائي «الكان» ومنتخبا الأواسط والأصاغر فرطا في اللقب القاري لفائدة المنافس العتيد المنتخب المصري الذي استغل في المقابل الفرصة كما يجب وأكد مجددا الأفضلية في كل الأصناف والفارق بات شاسعا أكثر مما متوقعا سيما بعد حصول أشباله على لقب بطولة العالم وتتويج الأواسط بالبرونزية في النسختين الأخيرتين من بطولتي العالم، الجامعة انتظر منها الكل أن تضع منتخب الكبريات في مقدمة أولوياتها وتدعم الخطوات التي تم تحقيقها من المكتب الجامعي السابق ولكن حصل العكس وهي تتحمل المسؤولية بدرجة أولى في الوضعية التي تعيشها عناصرنا الوطنية اليوم شأنها شأن سلطة الإشراف التي لطالما وضعت الرياضة النسائية في مرتبة ثانوية وجعلتها دائما في تبعية والحال أنه كان بالإمكان أن تخصص لها ميزانية خاصة بها لن تكلفها الكثير مما يقدم لبقية الرياضات الأخرى في مقدمتها كرة القدم.
الفرق النسائية تصبح صاحبة الأولوية في الحملات الانتخابية دون سواها
نجح المكتب الجامعي الحالي في الانتخابات بفضل الأصوات التي منحت له بنسبة كبيرة من الفرق النسائية ظنا من مسؤوليها أن الوضع سيتغير وأنديتهم ستكون في طليعة الاهتمامات سيما بعد الوعود التي تلقوها أثناء الحملة الانتخابية شأنهم شأن الحكام، وعود تم الحديث عنها مطولا ولكن لم ينجز أي شيء منها وجميعها ظلت مجرد حديث لا غير واتضح بالكاشف أن الفرق النسائية تظل مجرد مطلية لكل مكتب جامعي يصل بها إلى مبتغاه ثم يتخلص منها مع مرور الوقت.. الفرق النسائية دون استثناء تمر بصعوبات كبرى ولكن رغم ذلك مسؤولوها ظلوا صامدين وساهموا في تكوين مجموعة كان بالإمكان إن تحقق ما هو مطلوب منها في النهائيات القارية الماضية لو وفرت لها التحضيرات الكافية وأعطيت الأهمية لمشاركتها وتم وضع الإطار الفني الذي يكون قادرا على إيجاد مناخ مناسب للعمل يسوده الانضباط وتطبيق التعليمات والتعامل معها بجدية.
لم تقدر الجامعة على الاستقرار على رأي واحد بالنسبة لمنتخب الكبريات الذي ما زال مصيره مجهولا إلى اليوم ومن دون إطار فني ومن دون برنامج واضح للمستقبل والمسؤولية في كل ما يحصل فيه مشتركة بين الجامعة والإدارة الفنية على حد السواء فالأولى لم توفر الماديات الضرورية والثانية لم تدافع عن التحضيرات التي وضعتها والكل يذكر سابقا الأسباب التي جعلت رياض الصانع ينسحب من مهامه قبل قدوم عصام اللحياني.
هل يكون القادم أفضل؟
سيغادر المكتب الجامعي الحالي بعد أشهر قليلة مباشرة وسيتم تحديد موعد للجلسة العامة الانتخابية لاختيار رئيس جديد للجامعة ستكون الآمال المعلقة عليه كثيرا في تقديم الإضافة المرجوة لكرة اليد التونسية بصفة عامة وللنسائية بصفة خاصة فرد الاعتبار لمنتخب الكبريات ضرورة وإلا فما الجدوى من الجهود التي تبذل في كل موسم من الفرق ومسؤوليها، منتخب الصغريات تمكن في النسخة الأخيرة من المونديال من التأهل لأول مرة في تاريخه وتاريخ المنتخبات النسائية التونسية الى الدور الثاني من بطولة العالم وهذا المنتخب سيكون النواة الأساسية للمنتخب الأول ومن الضروري الحفاظ على العناصر الموجودة فيه ودعم جهودها حتى تكون جاهزية ضمن بقية المجموعة لما ينتظرها مستقبلا في مقدمتها «الكان» التي لا بد أن يستعيد فيها المنتخب تواجده في النهائية ويجدد الموعد مع المونديال حتى لا يطول الأمر ويتعقد أكثر مما هو حاصل.. أكثر من لاعبة شقت طريق الاحتراف وهذا سيخدم دون أدنى شك مصلحة المنتخب إن تم وضع إستراتيجية واضحة له من المكتب الجامع المقبل الذي سيكون في انتظاره حمل ثقيل ومسؤولية كبرى في إصلاح ما تم هدمه داخل جميع المنتخبات دون استثناء.