الكرة الطائرة: بعد أن حقق منتخب الأكابر أهدافه: هل تعيد الجامعة الاعتبار لمنتخب الكبريات ويصبح من الأولويات؟

هل تعيد الجامعة التفكير في ملف منتخب الكبريات قبل نهاية المدة النيابية للمكتب الجامعي الحالي وترد له الاعتبار ؟ هذا ما يتطلع

إلى معرفته كل الساهرين على الفرق النسائية للكرة الطائرة بعد أن تم حرمان المنتخب من المشاركة في الدورة الترشيحية للألعاب الأولمبية التي دارت في جانفي الماضي في الكامرون وأيضا إقصاؤه من التواجد في سابقة في تاريخه في نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة التي أقيمت في مصر رغم وجود مجموعة جاهزة وصاحبة خبرة كلها مستعدة لتقديم ما هو مطلوب منه رغم كل التجاهل الموجود تجاهها.

يذكر الكل أنه ومع مجيء المكتب الجامعي الحالي كاد المنتخب الوطني للكبريات أن يجد نفسه غير معني بمنافسات «الكان» لولا الضغوط التي مورست تجاه الجامعة للتراجع عن قرارها قبل أسابيع قليلة من ضربة البداية لتلك المنافسات وعناصرنا الوطنية قامت بتحضيرات في اللحظات الأخيرة لم تكن في المستوى المطلوب واقتصرت على تربصات داخلية دون خوض أية مباراة ودية تمكنها من جاهزية مطلوبة ومن الوقوف على مجمل الأخطاء الواجب تداركها، قرار عدم المشاركة ثم التراجع عنه بان بعده بالكاشف أن أمر المنتخب سيكون ثانويا مع المكتب الجامعي الحالي وهذا ما حصل بالتحديد بعد أن ظل دون إطار فني لقرابة الثلاثة مواسم ولم يقم بأي تربص بما أن نية الإقصاء كانت ممنهجة وسط صمت رهيب من مسؤولي الفرق النسائية باستثناء نسائي قرطاج الذي كان الفريق الوحيد المعارض في العلن لتلك الخطوة المخيبة للآمال.

صمت رهيب
تم في المواسم الأخيرة إعداد جيل هو الأفضل في تاريخ المنتخب والكل كان يظن أن الجهود ستبذل كثيرة من قبل الجامعة من اجل الذهاب به بعيدا والمراهنة معه على بلوغ نهائي «الكان» والأهم اقتطاع بطاقة المونديال ولكن تلك الأماني ظلت مجرد حلم لأكثر من طرف فالجامعة وضعت منتخب الأكابر أولوية مطلقة لها وضربت ببقية المنتخبات عرض الحائط فالمنتخب الأول هو المرآة العاكسة للكرة الطائرة التونسية ونتائجه تعني الكثير للجامعة من أجل وضعها ضمن انجازاتها والنتيجة كانت الفوز باللقب القاري في مناسبتين والعودة إلى خوض الألعاب الأولمبية للمرة السابعة في تاريخ عناصرنا الوطنية التي حققت ما هو مطلوب، نتائج طيبة رغب فيها كل متابع ومحب للمنتخب بشدة ولكنها كانت على حساب بقية المنتخبات في مقدمتها منتخب الوسطيات الذي وجد نفسه يخسر اللقب القاري في 2017 أمام مصر بعد أن وافقت الجامعة على خوض تلك النهائيات بوجود منتخبين فقط ثم منتخب الكبريات الذي يبدو أنه سيضمحل شيئا فشيئا ما لم تكن هناك استفاقة من مسؤولي الفرق النسائية وما لم يطالبوا بجعله أولوية سواء في المدة المتبقية للمكتب الجامعي الحالي أو القادم.
تتحمل الجامعة المسؤولية كاملة في ما وصل إليه منتخب الكبريات ومسؤولو الفرق أيضا بما أن جلهم لزم الصمت وكأن الأمر لا يعنيه والحال أن كلهم بصدد إنفاق أموال طائلة مع ضربة البداية لكل موسم من أجل تكوين اللاعبات وضمان البقاء للبعض بين فرق النخبة والمراهنة على البطولة والكأس بالنسبة للبقية، أشياء لا تحدث إلا في الكرة الطائرة النسائية التي تراجع فيها المستوى كثيرا في المواسم الأخيرة لولا الاستفاقة الحاصلة من الأولمبي القليبي وبنسبة أقل في مستقبل المرسى وان تواصل الأمر على حاله فانه سيصبح هناك فراغ كبير وأكثر من فريق سيغادر ويبتعد باعتباره لا جدوى من بطولة لا يوجد فيها منتخب أول يريد الكل أن تحمل لاعباته ألوانه وتدافع عنها.. المستوى سيتراجع أكثر في المواسم المقبلة إن لم يتم إعادة ترتيب البيت من الجامعة قبل الانتخابات المقررة بعد أشهر من الآن حتى تضاف خطوة أخرى إلى ما حققته إلى حد الآن من نتائج طيبة مع منتخب الأكابر.

الأمور المادية أول عائق
وجد المكتب الجامعي مع توليه لمهامه الحالية ديونا كبيرة ولكنه استطاع إيجاد أكثر من مستشهر لمنتخب الأكابر من أجل دعم جهودها مما مكنه من القيام بتربصات عديدة داخل وخارج حدود الوطن لمختلف الاستحقاقات التي خاضها منها المونديال و»الكان» وكأس العالم والدورة الترشيحية للأولمبياد في جانفي الماضي وهذا ما كان ينقص منتخب الكبريات الذي لم يقدر على توفير السيولة المادية التي تدعم خطواته بسبب عزوف الكل عن معاضدة جهوده وهذه تظل المعضلة له ولبقية المنتخبات والفرق على حد السواء في كل الرياضات النسائية التي لن يصلح حالها ما لم تتخلص من التبعية ويتم وضع ميزانية خاصة بها.. كان بالإمكان أن يستفيد المنتخب وأن تتوج جهود لاعباته ببطاقة مونديال لو حظي بالاهتمام الكافي ووجد المسؤول الذي يدافع عنه وعن كل جهد بذل سابقا من اجل أن يصل إلى ما وصل إليه في الوقت الراهن وجعل لاعباته قادرات على الفوز ببطولة إفريقيا للأندية البطلة وإعادة التاج إلى خزينة «الطائرة» النسائية مع نسائي قرطاج والبطولة العربية للأندية البطلة بالنسبة للعناصر التي تنشط مع النادي الصفاقسي.

هل يأتي التدارك؟
أشرف المدير الفني الحالي للجامعة بسام الفوراتي على تدريب منتخب الكبريات الذي كانت آخر مشاركاته معه في «الكان» التي اكتفى فيها بالدور الأول وبثلاث هزائم وهو مطالب اليوم من موقعه بالدفاع عن المنتخب وإقناع الجامعة بجعله أولوية كما هو الحال بالنسبة لمنتخب الأكابر وإلا فما الجدوى من البطولة، الفوراتي يدرك جيدا قمة العناصر الموجودة في مختلف الفرق سيما منها نسائي قرطاج والنادي الصفاقسي ودوره كمدير فني وضع إستراتيجية واضحة للمستقبل لمختلف المنتخبات وهو مطالب اليوم بإعادة طرح الملف حتى يتم التدارك قدر الإمكان من الجامعة قبل نهاية مدتها النيابية وتكون هناك خطوة ايجابية منها.
تم تأجيل الألعاب الأولمبية إلى 2021 بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد ولم يعد هناك أي مبرر للجامعة وحجة تتحجج بها لوضع ملفات المنتخبات النسائية على الطاولة مجددا وتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان أكثر فالخطوات الايجابية الحاصلة إلى حد الآن لا يمكن أن تكتمل بالنصف فقط فالكرة الطائرة النسائية تستحق ما هو أفضل ولا يمكن أن تظل مجرد مناسبة للبروز مع كل تألق لفرقها، الجامعة مازال أمامها هناك متسع من الوقت لمراجعة الذات في ما أتته تجاه منتخب الكبريات الذي أكدت لاعباته في أكثر من مناسبة أنهن تستحققن الفرصة والتفكير في الموضوع لاحقا سيظل الأساس منه نيل بعض الأصوات في الحملة الانتخابية دون سواه كما جرت العادة مع كل انتخابات للجامعة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115