كرة اليد: نظام البطولة التغييرات الحاصلة لـم تخدم مصلحة المنتخب والمراجعة ضرورية

قررت الجامعة خلال المواسم الأخيرة إدخال تغييرات على نظام البطولة في الأكابر كما في الكبريات أملا في أن تكون الفائدة حاصلة للمنتخبين،

في الأكابر قررت الإدارة الفنية وبموافقة الأندية الترفيع في عدد الفرق في الوطني من 12 إلى 16 ناد مع اعتماد مرحلة أولى يتم فيها توزيع الأندية على أربع مجموعات ثم مرحلتي «بلاي أوف» و»سوبر بلاي أوف» فنهائي للبطولة ومرحلة تتويج وكأس رابطة ثم غيرت رأيها وأدخلت تغييرات جديدة من خلال اعتماد مرحلة أولى قسمت فيها الفرق إلى مجموعتين ثم مرحلتي تتويج ومربع ذهبي ونهائي و»بلاي أوت» مع الإبقاء على مسابقة كأس الرابطة.

أرادت الجامعة بمعية الإدارة الفنية إدخال التغييرات سالفة الذكر من أجل إيجاد تنافس اكبر بين الفرق يمكن بالأساس العناصر التي توجه لها الدعوة من البطولة الوطنية لتعزيز صفوف المنتخب جاهزة كما يجب وقادرة على تقديم المطلوب منها سيما بعد الأداء المتواضع الذي ظهرت به عناصرنا الوطنية في المونديال الأخير الذي تجاوزت دوره الأول بشق الأنفس وكادت أن تعود بخيبة أمل أكبر مما حصل، تلك التغييرات لم تكن مجدية ولم تقدم إلى حد الآن أية إضافة للمنتخب فالعناصر التي وجهت لها الدعوة من البطولة للمشاركة في «الكان» الأخيرة خاضت أكثر من مباراة في الكلاسيكو والدربي سواء الخاص بالعاصمة أو الساحل ضمن التعديلات التي أدخلت على نظام منافسات الموسم الحالي ولكنها لم تقدم ما هو مطلوب منها كما هو الحال بالنسبة للعناصر المحترفة وبان بالكاشف أن تواجد 16 فريقا في البطولة لم يزد الأندية سوى نفقات زائدة سيما بالنسبة للتنقل بما أن عدد المباريات بات أكثر بكثير من إمكانات العديد منها.

ستكون الجامعة صحبة إدارتها الفنية مطالبة بإدخال تغييرات جديدة على نظام البطولة والعودة إلى 12 ناد حتى يتم استعادة ما تم فقدانه من جدية وتجنب الفرق الضغوطات التي تعيشها بسبب كثرة المباريات التي يبقى في الأخير أهمها ذاك الذي يتعلق بالدربي أو الكلاسيكو باعتبار أن تلك المواجهات هي التي تحدد وجهة البطولة والكأس على حد السواء في مجمل الأحوال مهما كان عدد الفرق المتنافسة، الإدارة الفنية وان أرادت جاهزية إضافية للعناصر الدولية من البطولة فانه يتوجب عليها وضع برمجة خاصة بها تكون مستمرة طيلة الموسم حتى تحافظ على لياقتها البدنية وتكون في الموعد كلما كانت هناك منافسة ستخوضها فما هو موجود في البطولة لن يمكن من أية إضافة تذكر بما أن الفرق التي كانت في السابق تعطي للجانب البدني الأهمية القصوى لم تعد قادرة على المواصلة في ذلك وعلى سبيل الذكر لا الحصر النادي الإفريقي بسبب المشاكل المادية.

الإفادة حاصلة في بطولة الكبريات
تبقى الفائدة دون المطلوب بالنسبة لبطولة الأكابر بما أن المستوى فيها لم يتطور بينما يبدو الأمر مغايرا في بطولة الكبريات باعتبار أن النظام الجديد الذي يعطي أهمية لنتائج الصغريات كما الفرق الأولى أجبر المسؤولين على إيلاء الشابات الأهمية اللازمة وبات الكل معنيا بالتكوين، المستوى متواضع في بطولة الكبريات ولكن منتخب الصغريات وبالعمل الموجود مع إطاره الفني استطاع أن يحقق المطلوب والذهاب بعيدا قدر المستطاع ولعل تأهله لأول مرة في تاريخه وتاريخ كرة اليد النسائية إلى الدور الثاني من المونديال في نسخته الأخيرة خير دليل على ذلك.
تحتاج الفرق النسائية إلى إجراء أكبر عدد ممكن من المباريات حتى يتحسن الأداء قدر المطلوب وتكون هناك منافسة أكبر على الألقاب المحلية ولعل الاستفاقة الحاصلة من أكثر من فريق في المواسم الأخيرة أفضل دليل على ذلك على غرار مقرين الرياضية وأمل الرجيش العائد إلى خوض مرحلة التتويج والنسائية بطبلبة التي سيكون دورها حاسما في البطلة والكأس على حد السواء إلى جانب الإفريقي والجار النسائية بالمهدية، الفرق النسائية بان بالكاشف أنه وكلما توفرت لها الإمكانات المادية إلا وكانت قادرة على الظهور والبروز مهما كان النظام الذي يتم اعتماده في البطولة والأكيد أن نتائج المنتخب الأول ستتحسن مستقبلا إن أولته الجامعة الأهمية التي يستحقها ووضعت له البرمجة المناسبة التي تتماشى وقيمة كل منافسة وليس الاكتفاء بتدريبات داخلية تتم برمجتها في اللحظات الأخيرة من باب إرضاء الضمير ليس أكثر.

كثرة المباريات لم تخدم مصلحة أكثر من فريق
لئن استفاد أكثر من طرف من نظام البطولة من أن يحسن أداؤه من مباراة إلى أخرى فان الأمر يبدو مغايرا في أكثر من فريق آخر بالنسبة للأكابر سيما بالنسبة للمجموعة التي ستكون معنية بخوض مسابقة كأس الرابطة الذي لا يوجد أي كسب منه بل مناسبة لنفقات إضافية يظل بالإمكان استغلالها في ما هو أهم شبانها وخلاص مستحقات مدربيها ولاعبيها على حد السواء والحفاظ على استقرارها المادي.

سيرحل المكتب الجامعي الحالي بعد أشهر قليلة من الآن في انتظار تحديد موعد للجلسة العامة الانتخابية بعد نهاية فيروس كورونا المستجد والتغييرات قد تحدث في الإدارة الفنية ولكن يبقى الأهم أن يقدم الوافد الجديد البديل وإستراتيجية واضحة من الناحية الفنية سواء للمنتخبات أو البطولة وفقا لأسس علمية كما هو معمول به في مختلف البطولات في العالم إن أرادوا الأفضل لكرة اليد التونسية التي لم تعد قادرة حتى على مجاراة نسق ما هو موجود في نظيرتها المصرية.

المنافسة باتت غائبة والمراجعة ضرورية
أفقدت كثرة المواجهات نكهة المباريات بما في ذلك الدربي وباتت أهمها تلك التي تخص ذهاب وإياب نهائي البطولة والمباراة الختامية في الكأس والأكيد أن هذا له تأثير مباشر على البث التلفزي الذي تراجع بنسبة كبيرة مقارنة بالمواسم الماضية فالرهان لم يعد موجودا، المراجعة تظل مطلوبة فالتحجج فتغيير نظام البطولة لفائدة المنتخب الأول لم يعد مجديا بما أن جل العناصر باتت محترفة وتنشط في بطولات أجنبية باستثناء بعض العناصر والجامعة وان أرادت الأفضل للمنتخب فإنها مطالبة بوضع برمجة متكاملة تكون دون انقطاع وتتم فيها برمجة مباريات ودية في أعلى مستوى تمكن من الإضافة المطلوبة وتساهم في مساعدة العناصر الشابة على اكتساب خبرة إضافية تمكنها تطوير إمكاناتها الفنية والبدنية التي تبقى مهمة جدا في المونديال و»الكان» أمام السواعد المصرية التي باتت تتمتع بمستوى عالمي غير مقدور عليه إن ظل الأمر على حاله في البطولة الوطنية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115