يتجاوز عشق الساحرة المستديرة لدى فئة من الجمهور الرياضي احيانا درجة المعقول ليصل الى حد الادمان بما بالك بالنسبة الى اللاعبين الذين تمثل الكرة لهم عشقا ومتعة ومهنة تسطر حياتهم بكل تفاصيلها وتساهم في بناء مستقبلهم.لكن في هذه الفترة ،حُكم على النشاط الرياضي في العالم عامة وتونس ايضا ان يعلًّق الى اجل غير معلوم بسبب انتشار فيروس كورونا وسعيا للحد من مزيد توغله .وهذا التوقف ترك اثره عميقا على اللاعبين.
وفي هذا الاطار،شاءت ‘المغرب’ ان تحط الرحال في منزل لاعب النادي الصفاقسي والمنتخب الاولمبي حسام دقدوق لتعايش معه لحظات من اجواء الحجر الصحي الشامل وتتعرف على كيفية سعيه للمحافظة على لياقته البدنية في هذه الفترة التي فرضت على اللاعبين التمارين عن بعد بالتنسيق مع الاطار الفني وهو ما سنكتشفه في الحوار التالي:
• علاوة على الامتثال للحجر الصحي ،فانت مطالب بالتدرب بانتظام كيف تحقق هذه المعادلة ؟
طبعا أنا أمتثل للحجر الذاتي في المنزل مثل بقية الشعب التونسي وخروجي يقتصر فقط على التوجه لمركب النادي أين أقوم بالتدريبات اللازمة من جري وتقوية عضلات حتى أحافظ على اللياقة البدنية ثم اثر نهاية التمارين الفردية اعود سريعا للمنزل أين أواصل الجلوس مع العائلة. صحيح أن التمارين توقفت مع المجموعة حتى لا يكون هناك احتكاك بين اللاعبين حفاظا على سلامتهم لكن كل لاعب له برنامجه الخاص في التمارين وأنا اخترت مركب النادي لمواصلة التحضيرات.
• كيف وجدت الأجواء في العائلة وهل سيؤثر ذلك على اللياقة البدنية لك؟
في الحقيقة أجواء ممتازة بما أن الوضع سمح لي بقضاء وقت اكبر في المنزل وقضاء الوقت بجانب العائلة،حيث لا اتوانى عن مساعدتهم في بعض الشؤون المنزلية وهو امر لم يكن متاحا من قبل بسبب التزاماتي مع النادي الصفاقسي في التربصات والمباريات.اما بخصوص اللياقة البدنية فإني اخترت غذاء صحيا للحفاظ على التوازن وتجنب الزيادة في الوزن بالإضافة الى اتباع نصائح المدرب خاصة انني أتدرب يوميا حتى أكون جاهزا مع عودة النشاط الرياضي.
• من هي الاطراف التي تتواصل معها في الفترة الاخيرة لأخذ النصائح اللازمة؟
تقريبا انا على اتصال دائم بكل المسؤولين من رئيس النادي المنصف خماخم الى السادة محمد الجليل ومعز المستيري وأيضا الاطار الفني بقيادة المدرب فتحي جبال والاطار الطبي حيث أنشأنا شبكة تواصل بين الادارة واللاعبين بمساعدة التكنولوجيا لتجاذب أطراف الحديث بخصوص مستقبل النادي ومنحنا البرمجة اللازمة لمواصلة التحضيرات بناء على المكان الذي يوجد فيه كل لاعب وهذا شيء ايجابي بالنسبة الينا بما أنه يؤكد على أن النادي الصفاقسي عائلة واحدة بمسؤوليه ومدربيه واطاره الطبي ولاعبيه ليزيد من معنوياتنا حتى نكون على اتم الجاهزية البدنية عند العودة لأجواء المباريات بعد انتهاء هذه المرحلة الصعبة.
• وما هي النصائح التي تتحدثون عنها ؟
انها نصائح تهم أي لاعب وهي مواصلة التمارين سواء في المنزل أو مركب النادي أو أي مكان يختاره اللاعب دون الاحتكاك بالمجموعة حتى نحترم الحجر الذاتي وفي الغالب تكون التمارين على انفراد، من بين النصائح ايضا هي النصائح الطبية والبدنية اليومية من خلال الأكل الصحي حتى لا نزيد في الوزن ووضع برنامج خاص للاعداد البدني يقع العمل به اين ما كنا.
• وأنت اليوم كلاعب ماذا تنصح الجماهير والتونسيين ونحن نعيش هذا الوباء؟
أنصح الجماهير الرياضية والتونسيين عامة أن يلتزموا بالحجر الصحي وملازمة بيوتهم للحد من انتشار هذا الوباء خاصة ونحن نعيش مرحلة صعبة بما أن العدوى أصبحت اليوم افقية وهذا أخطر على حياتنا. أعلم أن هذا التغيير الجذري في نمط الحياة ليس سهلا لكن يجب علينا اليوم التعامل مع طبيعة الحياة حسب مقتضياتها، ايماننا كبير في قدرتنا على تجاوز هذه المحنة والعودة من جديد الى حياتنا الطبيعية وبطبيعة الحال أجواء الرياضة والملاعب خاصة وأننا اشتقنا لهذه الأجواء والمباريات لأننا مهما اختلفنا فإن التنافس على الألقاب يبقى من أجمل المراحل في حياة اللاعب. تمنياتي لكل التونسيين الصحة والعافية وان يلتزموا بالحجر الصحي الشامل حتى نحمي انفسنا وعائلاتنا ايضا.