مع حاجات النادي وطريقة اللعب ،هذا هو المعمول به في ابرز البطولات العالمية لكن في تونس يبدو الوضع مختلفا فالكل متداخل في عملية الانتداب من رئيس النادي وبعض اعضاء الهيئة الى السماسرة ليفرز الامر في النهاية وفي جل الاحيان انتدابا فاشلا لايحقق الاهداف المطلوبة.
في المقابل،هناك بعض اللاعبين الموهوبين الذين مروا بعدد من الفرق التونسية ولكن في غياب اهل الاختصاص القادرين على انتقاء الاسماء التي يشهد لها بالبراعة والموهبة والقدرة على النجاح فقد وجدت نفسها مرفوضة ومدعوة الى تحزم حقائب الرحيل عن اجواء النادي وتبحث عن ناد آخر فيه منيعترف بموهبتها.والبطولة التونسية كانت شاهدة ولا تزال عن لاعبين لفظهم غربال الاندية بدعوى محدودية امكانياتهم وبعضهم لم ينل نصف فرصة لكن الايام اثبتت علو كعبهم وجعلت المسؤولين الذين تسببوا في طردهم ورفضهم سابقا يضربون كفا بكف على تسرّعهم وسوء تقديرهم،موسى ماريغا وفرانك ريبيري وديديي ندونغ والكاميروني بيكا مانغا ليست الا غيضا من فيض لاسماء تحولت من «مطرودة» من البطولة التونسية الى نجوم في الملاعب الاوروبية.
موسى ماريغا كان ضحية الخلافات الادارية في الترجي
في الميركاتو الصيفي لسنة 2014 حط المهاجم المالي موسى ماريغا الرحال بحديقة ‘حسان بلخوجة’ قادما من نادي أميان الفرنسي يحدوه امل كبير في ان يخط مسيرة ناجحة مع احد ابرز الفرق المراهنة على الألقاب المحلية والافريقية في القارة السمراء، طموحات ماريغا بالتالق مع الترجي بدأت تتضاءل شيئا فشيئا حيث ظل عجلة احتياطية في اختيارات الإطار الفني ولم يسعفه الحظ ليشارك مع الفريق في أيّة مباراة رسمية.وقد يكون ماريغا انذاك ضحية الجالية الاجنبية الكبيرة التي كانت موجودة انذاك في الترجي ونعني بذلك الكاميروني يانيك نيانغ والغاني هاريسون أفول والايفواري فوسيني كوليبالي وبما ان الإطار الفني قد فضّل الثلاثي المذكور فقد تخلى عنه المسؤولون ووجد نفسه مدفوعا نحو باب الخروج من حديقة الرياضة «ب». لكن يبدو ان ماريغا لم ترق له طريقة مغادرته فلجأ الى لجنة النزاعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم لنيل تعويض عن طرده دون إشراكه في اية مباراة رسمية وحكمت لجنة النزاعات التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم ‘فيفا’ لفائدته بتعويض قدره 488 ألف يورو. وانضم ماريغا إلى بورتو البرتغالي الذي أعاره الى غيماراش البرتغالي حيث تمكّن من
تفجير إمكانياته وجلب اهتمام عديد الأندية خاصة في الدوري الانقليزي على غرار تشيلسي وتوتنهام وليفربول...وتألق هذا اللاعب في كأس امم إفريقيا ولم يمنعه خروج بلاده مبكرا من تأكيد مؤهلاته البدنية ولاشك أن مسؤولي الترجي الرياضي تحسّروا على التفريط فيه خاصة أن اللاعب كان قادرا على كتابة قصة نجاح مع الفريق غير انها قصة انتهت قبل أن تبدأ نتيجة اختيارات فاشلة بل ربما نتيجة بعض الخلافات الإدارية التي لم يكن له فيها ناقة ولا جمل فالمعلوم ان زياد التلمساني عندما كان يشغل خطة مدير رياضي بالفريق كان وراء انتداب اللاعب لكن بخروج التلمساني تم اعتباره بمثابة ‘التركة’ الثقيلة التي وجب التخلص منها. وتفطنت الهيئة الى أنها لم تُصب في اختيارها خاصة مع غضب الجمهور وتوجيه لومه على تسرعها وتفريطها في هذه الموهبة الواعدة التي تسلقت سلم التالق في البرتغال.
وتتواصل اخطاء مسؤولي فريق باب سويقة...
لا يعد المالي ماريغا الخطأ الوحيد لمسؤولي فريق باب سويقة، فأهل القرار في الترجي الرياضي لم تكن خياراتهم موفقة فيما يتعلق بأكثر من لاعب اجنبي مر بالحديقة ‘ب’...ابراهيما ديدييه ندونغ متوسط ميدان غابوني عرفه الجمهور الرياضي مع النادي الصفاقسي لكن ما قد يغيب عن الكثيرين انه تم اقتراح اسمه على الترجي الرياضي سابقا لكن هذا الأخير اشترط عرضه على الاختبار فحول وجهته نحو النادي الصفاقسي وفي عصمة الجنوب تألق ثم تقمص زيّ سندرلاند الانقليزي وغانغون الفرنسي وبات مطلوبا بشدة من نادي ديجون الفرنسي ثم اصبح في صدارة اهتمامات فريق باب سويقة لتعويض رحيل الكاميروني فرانك كوم في صورة تجسّد المثل التونسي «سيب الحمام واجري وراه». على غرار ندونغ، حطّ النيجيري جينيور اجايي الرحال بحديقة الترجي لكنه لم يجد إلا الصد وتم رفضه بحجة انه ليس في مستوى الفريق فتحول بدوره الى النادي الصفاقسي أين برز وانتدبه فيما بعد الأهلي المصري حيث عرف معه التألق والتتويجات.ويبدو أن فريق باب سويقة لم يتعظ من دروس الماضي، فالميركاتو الصيفي المنقضي تزامن مع وقوع الفريق في نفس المطبّ حيث كان الفريق قريبا من انتداب المدافع الفرنسي ذي الاصول السنغالية واليو ضيوف قبل أن يتراجع أهل القرار عن ذلك لأسباب ظلت غامضة ويحول اللاعب وجهته من حديقة «حسان بلخوجة» إلى حديقة «منير القبايلي» حيث انتدب النادي الإفريقي هذا اللاعب وكان مهددا بأن يعرف نفس المصير بعد أن تجاهله البلجيكي جوزي ريغا ثم شهاب الليلي إلى أن أتى المدرب الفرنسي فيكتور زفونكا ومنحه فرصة المشاركة مع الفريق حيث تألق وبات من الأسماء البارزة في تشكيلة فريق باب الجديد قبل ان يفسخ عقده مع الفريق ويعود الى فرنسا.
من مريض بالقلب الى هداف في البطولة الفرنسية
على غرار جارتها في باب سويقة ،لم تسلم هيئة النادي الافريقي من هذه الاخطاء في 2014 بعد ان حل الكاميروني بيكا مانغا بحديقة الرياضة منير القبايلي للقيام بالفحص الطبي لكنه واجه الرفض بدعوى معاناته من مشكل في القلب ليغادر ابن السابعة والعشرين انذاك نحو البطولة الفرنسية حيث تالق مع ماتز وساهم بدور فاعل في صعوده الى دوري الدرجة الاولى مسجلا 17 هدفا وتقمص زي لافال الناشط في الدرجة الثانية الفرنسية وتمكن في موسمين من تسجيل 50 هدفا اضافة الى12 هدفا مع لانس.
ريبيري مرّ بمركّب النجم الساحلي ولكن...
الى فترة ليست بالقريبة اعتبر الشارع الرياضي ان خبر خضوع اللاعب الدولي الفرنسي السابق فرانك ريبيري الى اختبار مع النجم الساحلي لا يعدو ان يكون مجرد شائعة اطلقها البعض على سبيل الدعابة لا أكثرلكن لدى حضوره في برنامج رياضي بقناة المتوسط فجر المدرب السابق في الفريق توفيق زعبوب مفاجأة عندما صرّح أن نجم بيارن ميونيخ الألماني سابقا ولاعب فيرونتينا الايطالي حاليا، الفرنسي فرانك ريبيري حل بمركب النجم الساحلي في بداياته الكروية عندما كان ينتمي الى نادي بولون سور مار الفرنسي، عندما كان عمار السويح مدربا لفريق جوهرة الساحل لكن هذا المدرب لم يقتنع بإمكانياته بحجة قصر قامته غير ان اللاعب مر بأكثر من محطة على غرار ماتز ومنها إلى غالتا سراي التركي وأولمبيك مرسيليا قبل ان يتألق مع بيارن ميونيخ الألماني...