فإن الكرة التونسية ستشهد اليوم امتحانا جديدا عندما يخوض النجم الساحلي إياب الدور ربع النهائي من أمجد الكؤوس القارية أمام الوداد البيضاوي المغربي في ملعب رادس في الثامنة ليلا.
مباراة اليوم ستحتم على فريق جوهرة الساحل أن يضع كل خبرته وثقله في الميزان على امل الخروج بنتيجة تخول له ضمان حضوره في المربع الذهبي للمسابقة القارية لا سيما بعد ان عاد من الدار البيضاء بهزيمة بثنائية نظيفة تتطلب من زملاء فراس بالعربي اليوم الفوز بفارق 3 اهداف على الأقل. ورغم الإقرار بصعوبة المهمة، فإنها ليست مستحيلة خاصة ان ممثل كرة القدم التونسية عاش وضعيات مماثلة وتمكّن من تجاوزها بسلام على غرار سنة 2015 في الدور ثمن النهائي مكرر في كاس الكاف عندما انهزموا ذهابا 2 - 0 امام الرجاء البيضاوي وتفوقوا ايابا 3 - 0 وواصلوا مسيرتهم نحو التتويج باللقب.
تغييرات عديدة مقارنة بلقاء الذهاب
كانت العائلة الموسعة للنجم الساحلي تمني النفس بالعودة من الدار البيضاء بنتيجة ايجابية تسهل على الفريق مهمة الإياب،غير أن فريق جوهرة الساحل عاد يجر اذيال خسارة بثنائية نظيفة لعدة عوامل أبرزها الأخطاء التي ارتكبها الفريق وحرمته من العودة من رحلته بأخف الاضرار.لذلك حرص الإطار الفني بقيادة المدرب قيس الزواغي في غضون الاسبوع الحالي
على تعديل الاوتار واصلاح النقائص التي لاحت في مواجهة الذهاب ومزيد تسليط الضوء على خصوصيات المنافس من خلال متابعة مباراة الدار البيضاء.
ويمثل لقاء اليوم تحديا لقيس الزواغي ومجموعته خاصة ان الفريق في حاجة الى تجسيم الفرص المتاحة له على مستوى الخط الامامي لتدارك هزيمة الذهاب وقلب المعطيات وايلاء الهجوم اهمية قصوى ولا يعني ذلك اهمال التغطية الدفاعية حتى لا يجد الفريق نفسه امام سيناريو غير مرغوب فيه وهو قبول هدف من شأنه بعثرة الاوراق وهو ما يتطلب من الاطار
الفني ايجاد التوازن بين الخطوط الثلاثة... واكد الزواغي في تصريح اعلامي سبق لقاء اليوم انه رغم هزيمة الذهاب فإن: «حظوظنا في التأهل تبقى قائمة، وسندافع عنها منذ البداية إلى النهاية. نحن مطالبون بالمجازفة للتهديف، لكن مع توخي الحذر حتى لا نقبل أي هدف.
المباراة ستكون صعبة، ستجمعنا بمنافس محترم جدا له تاريخه وحاضره، لكن رغم ذلك فإننا عاقدون العزم على التأهل للمربع الذهبي».مضيفا:»التأهل ليس مستحيلا وسبق للنجم أن انهزم في مرات سابقة خارج ميدانه، ونجح في رد الفعل وتحقيق التأهل بالإياب». وعلى هذا الاساس، من المنتظر ان تعرف تشكيلة «ليتوال» بعض التغييرات مقارنة بلقاء الذهاب حيث سيتعزز الخط الخلفي بخدمات عمار الجمل بعد تخلصه من مخلفات الاصابة ليعوض زميله عمر كوناتي المصاب ويعاضد زميله صدام بن عزيزة في ظل غياب زياد بوغطاس وقد يعول الزواغي على لاعب ثالث في المحور وهو بهاء الدين السلامي وهي فكرة من شأنها ان تحرّر الظهيرين لمعاضدة الهجوم، اما على مستوى الرواقين الايمن والايسر للدفاع فمن المقرر ان يشغلهما وجدي كشريدة ومرتضى بن وناس.
اما خط وسط الميدان فسيشغله كل من محمد امين بن عمر ومحمد المثناني ومالك بعيو وامامهم فراس بالعربي وايهاب المساكني، اما الخط الامامي فمن المرجح ان يتكون من الثلاثي كريم العريبي والفينزويلي داروين غونزاليس والايفواري سليمان كوليبالي.
غاريدو يتحفّظ على أوراقه والوداد لفك عقدة ملعب رادس
فاجأ الاسباني كارلوس غاريدو المتابعين عندما قرر خوض الحصة التدريبية الاخيرة للفريق (بعد قراره الاكتفاء بحصة تدرييبية وحيدة في تونس) امس بمقر اقامة الفريق بالحمامات بعد ان كانت التمارين مبرمجة في ملعب المنزه ويبدو ان غاريدو الذي سبق له الاشراف على حظوظ فريق جوهرة الساحل اختار اضفاء السرية على اختياراته ايمانا منه بخطورة النجم
وقدرته على رد الفعل.
وتحمل مباراة اليوم رهانا خاصا بالنسبة الى الوداد حيث يشد الرحال الى ملعب رادس آملا في فك عقدة هذا الميدان الذي جرده على الاقل من 3 تتويجات اولها سنة 2009 في نهائي كـأس ابطال العرب بنسختها القديمة حيث خسر اللقب ضد الترجي بعد هزيمته في المغرب (1 - 0) وتعادله في رادس بهدف لمثله. وبعد سنتين التقى الفريقان في نهائي رابطة الابطال الافريقية 2011 وحسم التعادل السلبي موقعة الذهاب في الدار البيضاء قبل ان يظفر الترجي باللقب اثر فوزه في رادس بهدف دون رد. ولا شك ان العائلة الموسعة للفريق البيضاوي مازالت تتذكر نهائي الموسم الماضي الذي لم يكتمل بسبب احتجاج الوداديين على غياب تقنية «الفار» قبل ان يمتد الصراع الى اروقة «الكاف» ثم محكمة التحكيم الدولية «التاس» قبل ان يعود الى الاتحاد الافريقي الذي اعلن رسميا عن فوز الترجيين باللقب. هذه المرة يطمح ممثل المغرب الى ان يكون مروره بملعب رادس مغايرا لكنه سيصطدم برغبة قوية من النجم الساحلي في التدارك ورد الاعتبار.
برنامج اليوم
إياب ربع نهائي رابطة الابطال الافريقية
ملعب رادس الساعة 20.00:
النجم الساحلي – الوداد البيضاوي /الحكم السنغالي ماغات نداي