والتواجد في مركز الصدارة والوصافة تباعا بينما ظهر النادي الإفريقي تائها عن مساره بعد ثلاث هزائم متتالية الأولى في المهدية أمام مكارم المكان والثانية في عقر داره أمام النقطة المضيئة في البطولة الحالية جمعية الحمامات وثالثة في نهاية الأسبوع الماضي في مباراة الدربي أمام الجار فريق باب سويقة ولم يقدر الافريقي على التدارك ورد الفعل في الوقت الذي انتظر فيه جمهوره بداية الاستفاقة وتقديم مردود يليق بفريق في قيمته.
لن يكون بمقدور النادي الإفريقي التطلع نحو المراهنة على تاج بطولة العالم الحالي كما كان الحال في الموسم الماضي والموسم الذي سبقه وسيكتفي بمجاراة ما هو موجود فقط وبالمتابعة فالمؤشرات الحالية تفيد أن الفارق كبير بينه وبين منافسيه التقليديين النجم والترجي وكان مردوده اقل من مردود مكارم المهدية وجمعية الحمامات على حد سواء في انتظار ما سيظهر به في المباراة القادمة أمام ساقية الزيت التي سبق لها أن تألقت أمامه في أكثر من مناسبة خلال الموسم الحالي والأكيد أنها ستسعى إلى التأكيد وتحقيق نتائج طيبة تمكنها من الإعداد جيّدا لبقية المشوار ولسباق الكأس الذي ستسعى فيه إلى الدفاع عن حظوظها وتقديم أداء يليق بحامل لقب سبق أن حققه على حساب أكثر الفرق تتويجا فريق باب سويقة عن جدارة واستحقاق.
وقد نالت كل الفرق نصيبها من النتائج الايجابية بينما ظل الوضع على حاله في الإفريقي الذي ظهر بعيدا عن مستواه منذ بداية الموسم رغم التغييرات التي تمت على مستوى الهيئة المديرة وكذلك الأمر بالنسبة للإطار الفني ورغم التعاقد مع أكثر من لاعب من اجل تقديم الإضافة المطلوبة ولكن كل الأحلام ذهبت أدراج الرياح والجهود التي بذلت كانت سدى ودون فائدة تذكر سيما أن الهيئة المديرة كانت تظن أن الفريق سيكون جاهزا للدفاع عن حظوظه وسيقدر على رد الاعتبار لذاته ولكن كل التوقعات خابت إلى حد الان، الإفريقي سيكتفي وحسب ما هو حاصل في الوقت الراهن بالمشاركة للمشاركة في مرحلة التتويج وحتى فرصة التطلع للتواجد في مرحلة «السوبر بلاي اوف» وبين الرباعي الذي سيراهن على اللقب كما جرت العادة قد تضيع منه إذا ظل الأمر على حاله واذا لم يستطع التدارك ولملمة المعنويات سريعا في بقية المباريات وتقديم ما يليق بفريق في حجمه وإلا فما الجدوى من كل ما تم القيام به ومن مواصلة المشوار.
خيارات لم تكن مدروسة
تعاقد النادي الإفريقي مع ستة لاعبين في مقدمتهم حارس الخبرة ماجد حمزة ومع أنور عياد لقيادة الإطار الفني خلفا لرياض الصانع الذي تم التخلي عن خدماته في الموسم الماضي رغم المجهود الذي قام به في إعداد المجموعة الحالية والحال أن الاستمرارية كانت ضرورية بما انه الأكثر دراية باللاعبين، الخيارات لم تكن مدروسة في الإفريقي الذي لا يستقر فيه أي طرف على رأي بما أنه كان بالإمكان الاكتفاء فيه بالمجموعة الشابة وإعدادها كما يجب للمستقبل ما دام الفريق لن يراهن على تتويجات الموسم الحالي.
تخلى الإفريقي عن أكثر من لاعب كان بالإمكان أن يكون ركيزة في الموسم الحالي لعدة أسباب أكثرها غير مقنعة وبعضها لأجل عيون بعض الأطراف والحصيلة ثلاث مواسم دون تتويجات بالنسبة للبطولة وقد تطول المدة أكثر بما أن الفريق أفرغ من العناصر التي قد تكون فرصة نجاته الأخيرة آخرها اسكندر زايد الذي التحق بالبطولة المصرية والحصيلة مرشحة للارتفاع، فريق باب الجديد وجد نفسه يعيش وضعه الحالي بسبب خياراته الغير موفقة على مستوى التسيير ففرع في حجمه كان لا بد أن يترأسه من هو جدير به ومسؤول يعرف كل كبيرة وصغيرة عن المجموعة وملف بخفايا وكواليس كرة اليد التونسية حتى يقدر على قيادة الفريق نحو الأفضل.
فريق ضحية التجاذبات والحسابات الضيقة
عين فتحي التوجاني قبل ضربة البداية للموسم الحالي رئيسا للفرع وبدأ العمل وتعاقد مع المجموعة الموجودة حاليا ولكن الأطراف المحيطة بالفريق لم يرق لها ووضعت أمامه أكثر من عائق حتى تجبره على المغادرة مبكرا والضريبة دفعها الفريق الذي بات عاجزا أمام اكثر من جمعية كان في السابق يواجهها بالفريق الثاني، فريق باب الجديد ضحية التجاذبات والحسابات الضيقة التي أرهقته وظلت عقبة مع كل وافد جديد سواء في التسيير أو الإطار الفني والفريق لن يصلح حاله إلا في حال تخلص من الأطراف التي لا ترى فيه سوى مصلحة شخصية تبرز بها وتفرض وجودا لا يتعدى سوى ما تريده هي.
لن يصلح حال الإفريقي إلا في حال تخلص من الأشخاص الذين تسببو في الوضعية التي وصل إليها وممن كانوا سببا وراء خروج أكثر من لاعب ركيزة والمطلوب يظل التفافة حول الفرع الذي لطالما كان عنوانا للتتويجات والنجاح ورفع اسم النادي عاليا فهناك أكثر من شخص قادر على انتشاله من الوضع الحالي والذهاب به نحو بر الامان الذي تاه عنه في المواسم الاخيرة.
الإنقاذ لا بد أن يكون سريعا
يتوجب على الإفريقي إيجاد الحلول الكفيلة التي تمكنه من الخروج من وضعه الحالي وتعيده إلى سكة النتائج الايجابية سيما أن الفريق يضم مجموعة شابة قادرة على إحداث المفاجأة في سباق الكأس الذي تبقى فيه كل الاحتمالات واردة وفرصة أخيرة للإنقاذ إن حصلت تكون انجازا في حد ذاته في الموسم الحالي الذي عانى فيه الفريق صعابا جمة وغياب الاستقرار ونتائج سلبية كان السبب المباشر فيها لا مبالاة الهيئة المديرة وغياب الموارد المالية الكافية التي تضمن استقلاليته المادية وإخراجه من التبعية لفرع كرة القدم الشغل الشاغل للمسؤولين دون سواهم.. الإفريقي خسر موسما جديدا وودع مبكرا مرحلة التتويج في موسم استهله بخسارة ما تبقى في من أفضل العناصر رمزي المجدوب المتألق مع الترجي والمنتخب واختتمه بخروج الركيزة الأساسية له اسكندر زايد والحصيلة مرشحة للارتفاع مع نهاية موسم حالي سيكون أيضا للنسيان بالنسبة للبطولة في انتظار تقييم موضوعي وجدي للنتائج الحاصلة قبل فوات الأوان وتشعب الأمور أكثر.