في الدربي أمام الترجي الرياضي والملعب التونسي لتؤكد الجولة الثانية أيضا عجز الأفارقة بعد الاكتفاء بنقطة يتيمة في الحوار الذي جمعهم بفريق الضاحية نادي حمام الأنف وبذلك يدخل الفريق في نفق النتائج السلبية التي يأمل أن يخرج منها في حوار السبت القادم أمام هلال الشابة حتى لا يتواصل نزيف النقاط الذي أعلن الغضب الجماهيري على الجميع هذه المرة.
الكل كان يمني النفس أن يكون حوار نادي حمام الأنف الفرصة للعودة من جديد إلا أن ما قدمه أبناء لسعد الدريدي فنيا وتكتيكيا فرض خروجهم بنقطة فقط خاصة أن الفريق كان تائها ولم يحسن التعامل مع المباراة المغلقة وحتى التغييرات العديدة للإطار الفني سواء قبل المباراة أو أثنائها لم تعط أكلها وخسر النادي الإفريقي نقطتين هامتين في رحلة البحث عن مرتبة تؤهله إلى احدى المسابقات الخارجية في الموسم القادم.
وكالعادة اختار المدرب لسعد الدريدي استثناء الوافدين الجدد في الميركاتو الشتوي من مباراة حمام الأنف لكنه واصل التعويل على منذر القاسمي بمنح أكثر من 70 دقيقة إلا أن المواجهة القادمة قد تعرف دخول الثلاثي عبد القادر الوسلاتي وكارلوس شافاريا وبرينو تالفاريس الحسابات.
لأول مرة
دائما ما يعرف مدربو الفرق الانتقادات خاصة في النتائج السلبية وعدم تمكنهم من قراءة المباريات بشكل إيجابي إلا أن جماهير الإفريقي اختارت على غير العادة إبعاد المدرب لسعد الدريدي عن مرمى الانتقادات خاصة مع يقينها للصعوبات التي يعرفها ربان النادي الإفريقي سواء بالنقص الكبير في الرصيد البشري أو غياب المال والمسؤولين في محيط الفريق لذلك فإن الدريدي كان بعيدا عن سهام النقد بل أكثر من ذلك بما أنها كثيرا ما حملت اللاعبين والمسؤولين النتائج السلبية.
لكن يبدو أن مواجهة نادي حمام الأنف والتعادل فيها بالإضافة إلى غياب الانتصار في المواجهات الأربع الماضية فرضت دخول المدرب لسعد الدريدي مرمى النقد خاصة مع التغييرات العديدة التي قام بها في اللقاء الماضي بالإضافة إلى عدم منحه الفرصة للثنائي الساحلي وكوسي للظهور رغم أنهما يملكان قدرات أفضل من الأوراق البديلة التي عول عليها.
وتعيب جماهير الإفريقي على مدرب الأحمر والأبيض العجز الكبير في استغلال الكرات الثابتة والأهم طريقة تنفيذها حيث تتعدد في كل مباراة إلا أن لاعبي الفريق يعجزون عن استثمارها وهو ما يطرح نقاط استفهام بشأن عدم تطويرها والبحث عن طرق تمكن زملاء يحيي من استغلالها.
كما يرى شق آخر من جماهير نادي باب الجديد أن الدريدي بات يركز على مواضيع أخرى بعيدة عن الأمور الفنية لفريق الأكابر كالحديث عن الانتدابات والصفقات والرواتب الغائبة وهو ما شتت تركيزه وجعله يبتعد عن الهدف المطلوب وكان آخرها الحديث عن الرحيل.
رغم الفرصة الممنوحة
بحث المدرب لسعد الدريدي عن حلول إضافية داخل رصيده البشري بالتعويل على أسماء جديدة في لقاء الأحد الماضي حيث عرفت التشكيلة الأساسية 5 تغييرات كاملة شملت كافة الخطوط منها ما كان بسبب الإصابة على غرار الحارس الأول عاطف الدخيلي وأخر بين عدم الرضا على المستوي المقدم في لقاء الملعب التونسي وإراحة بعض العناصر التي نال منها التعب لكن يبدو أن حسابات المدرب لسعد الدريدي لم تكن موفقة بما أن معظم الحلول الجديدة فشلت في تقديم الإضافة ومرت بجانب الحدث.
من بين الأسماء التي منحها الفرصة لسعد الدريدي الثنائي شهاب الصالحي وبلال الخفيفي لكن الظهور لم يكن مقنعا وهو ما أثار غضب الإطار الفني الذي أعلن أن قميص «الإفريقي ثقيل» على عدة لاعبين في إشارة إلى أن الفرصة التي منحت لعدد منهم لن تتكرر خاصة بعد الظهور غير المقنع لتؤكد مباراة الإفريقي ونادي حمام الأنف خسارة عدة لاعبين نقاطا في المنافسة على التواجد في التشكيلة الأساسية.
في المقابل أكد الدريدي أن الخاسرين كثر في المجموعة بما أن الجاهزية البدنية فرضت خروج البعض من الحسابات فيما لم يتمكن الثنائي صابر خليفة ومعتز الزمزمي من الوصول إلى قمة الجاهزية وهو ما أثر على مردودهما في اللقاء وهو ما قد يخرجهما من حسابات مواجهة هلال الشابة. في المقابل أكد أيوب التليلي أنه يستحق فرصة أكبر للتواجد في التشكيلة الأساسية خاصة مع المردود المحترم المقدم سواء في لقاء حمام الأنف أو مواجهة اتحاد بن قردان التي لعب فيها أساسيا ليكسب التليلي نقاطا في المنافسة على الجهة اليمني.
تراجع رهيب
المتأمل في حصيلة النادي الإفريقي في مرحلة الذهاب يلاحظ أن ثنائي القوة المتمثل في المهاجم ياسين الشماخي والمهاجم البوركيني «باسيرو كومباري» كان من بين الأسباب التي فرضت تألق الأحمر والأبيض إلا أن الواقع الحالي يؤكد أن الثنائي فقد بريقه وتراجع مستواه بشكل كبير ما فرض النتائج المحققة والهزيلة التهديفية المحققة. مشكلة تمديد العقد فرضت التراجع الرهيب للمهاجم ياسين الشماخي إلا أن ما يعيشه كومباري في المباريات الماضية جعلت الاستفهام سيد الموقف خاصة أن المهاجم البوركيني كان قريبا من إهداء الإفريقي نقاط الانتصار سواء في حوار الملعب التونسي أو نادي حمام الأنف إلا أنه أهدر هدفين محققين بطريقة غريبة تؤكد التراجع الرهيب في مستوي هداف الأحمر والأبيض الذي بات نقطة ضعف بعد أن كان احدى نقاط القوة في هجوم النادي الإفريقي.