لا بد من عقده مباشرة بعد خسارة اللقب القاري الأخير أمام منتخب مصر في عقر الدار وأن يحسم في الأمر سريعا بما أنه لا يحتاج الى مجرد التفكير فالحصيلة كانت مخيبة للآمال بضياع تاج «الكان» والتأهل مباشرة الى أولمبياد طوكيو مع عقوبة من الاتحاد الافريقي بسبب الأحداث المخجلة التي رافقت النهائي، قرار كان في الواقع مطلب لا غنى عنه فجيرونا ليس أفضل من حافظ الزوابي و«سلفان نوي» الذي تم الاستغناء عنه لأسباب غير منطقية وبعد الضغوط التي مورست تجاه رئيس الجامعة من اكثر من طرف موجود في المكتب الجامعي الحالي.
تم اتخاذ قرار الاقالة بصفة متأخرة جدا وإذ كان لا بد ان يتم ابعاد جيرونا منذ نهاية مشاركة منتخب الأكابر في المونديال الأخير بعد ان تجلى أنه غير قادر على ادارة مجموعة في حجم في المنتخب فكل اللاعبين على قيمة عالية سيما من الناحية الفنية والجيل الموجود هو الأفضل بعد جيل 2005 ولكن المدرب لم يقدر على الفوز بلقب قاري بمنتخب يضم عشرة محترفين في أفضل البطولات لا يمكن أن يقال عنه مدرب، جيرونا لم يقدم أية اضافة منذ قدومه والكل يدرك ذلك ولكن مهامه تواصلت ارضاء لبعض الأطراف دون سواها في مكتب جامعي نخرته المصالح الشخصية والتجاذبات منذ استلامه لمهامه 2016 ولم يقدر على تحقيق ما رفعه من شعارات اثناء حملته الانتخابية فالحصيلة كارثية بأتم معنى الكلمة باعتبار أن منتخبا الأصاغر والأواسط وعلى غرار الأكابر خسرا لقب «الكان» ومنتخب الكبريات لم يعد قادرا حتى على التواجد في نهائي المسابقة ذاتها ووضع الحكام ظل كما هو عليه والأمر ذاته بالنسبة للفرق التي تحملت بدورها جزءا كبيرا من مسؤولية انتخابها للمكتب الجامعي الحالي.
قرار اقالة «جيرونا» وحده غير كاف
يدرك الكل كيفية عقد صفقة «طوني جيرونا» ومن كان سببا في قدومه ومن كان أيضا وراء ابعاد انور عياد والفرنسي «سلفان نوي» من المنتخب ومن بعدهما حافظ الزوابي ورئيس الجامعة الذي وجد نفسه في موقف العاجز كان بإمكانه أن يقول لا في وجه كل تلك الأيادي بما انه كان صاحب القرار ولكنه التزم الصمت وها هو يحصد ما زرع.
لن يكون قرار اقالة «جيرونا» كافيا فهناك أكثر من قرار اخر لا بد أن يتم اتخاذه سريعا فالإدارة الفنية تتحمل أيضا القدر ذاته من المسؤولية في النتائج الحاصلة الى حد الان في كل المنتخبات دون استثناء وبعض العناصر التي باتت تتحكم في الاختيارات الفنية وفي مصير أكثر من لاعب لا بد ان تبعد من المنتخب وتتم محاسبتها بما انها ساهمت بشكل كبير في توتير الأجواء داخل المجموعة وكانت سببا في اقصاء أكثر من عنصر منذ «كان» 2018 والى اليوم والأكيد ان تواجدها في المستقبل ستكون عواقبه وخيمة بما أن الردع غائب.. الاقالة كان لا بد ان تشمل كافة الاطار الفني حتى تكون هناك الحرية الكاملة للمدرب الجديد في اختيار الأنسب ليساعده في مهامه وفي من يراه الأجدر لإعداد المجموعة كما يجب من الناحية البدنية
فعدم التخلي عن عمر خذيرة قد يكون قرارا في غير محله للمرحلة المقبلة بما أنه كان شريكا مع «جيرونا» في النتائج الحاصلة بالقدر ذاته.
المدرسة الفرنسية مجددا فهل يأتي البديل المناسب؟
ستجدد الجامعة التجربة مع المدرسة الفرنسية لإيجاد البديل لطوني جيرونا وهذا سيكون القرار قبل الأخير بالنسبة لها بما انها مطالبة أيضا في أقرب وقت ممكن بتحديد موعد للجلسة العامة الانتخابية حتى يتم ايجاد البديل المناسب الذي يكون قادرا على اتخاذ قرارات تمكن من انقاذ ما يمكن انقاذه قبل الاوان فالمماطلة لن تجدي نفعا، المكتب الجامعي سيتحجج بالملحق الأولمبي المقرر أيام 17 و18 و19 أفريل المقبل ولن يستقيل حاليا بل بعض الأطراف سترتب الأمور وتجهز نفسها من أجل البقاء ولكن تلك الفرصة تظل ضئيلة بما أن الكل فقد ثقته في كافة الأعضاء الموجودين حاليا بعد أن بان بالكاشف انهم عاجزون عن تقديم أية اضافة.
فرطت الجامعة بعد المونديال في فرصة تجديد التجربة مع الفرنسي «الان بورت» المتواجد حاليا على راس الاطار الفني للمنتخب الجزائري حاليا كما هو الشأن مع البرتغالي «باولو بيريرا» والتوجه مجددا الى المدرسة الفرنسية يبقى القرار الأنسب بما أن كل المحترفين مروا من البطولة هناك سواء في الجيل السابق أو الحالي يكفي أن يجد الاطار المناسب ليقدم الاضافة ولا تكون هناك أياد خفية تترصد قراراته سيما المتعلقة منها باختياراته بما أن أكثر من لاعب شاب لا بد أن يكون متواجدا في الاستحقاقات القادمة والأمر ذاته بالنسبة لمن أبعدوا ارضاء لبعض العناصر دون سواهم.. السؤال الذي يطرح هنا هل ستفلح الادارة الفنية التي لم تقدر على وضع برمجة واضحة للبطولة على ايجاد البديل المناسب؟
بطاقة الأولمبياد الحلم المستحيل
سيخوض المنتخب الوطني خلال أفريل المقبل الملحق الأولمبي وسيصطدم فيه بالثلاثي منتخب كرواتيا وصيف بطل أوروبا في النسخة الأخيرة والعملاق المنتخب الفرنسي والمنتخب البرتغالي أبرز المنتخبات منذ أسابيع في «الأورو» ومهمة عناصرنا الوطنية ستكون صعبة ان لم نقل مستحيلة أمام هذه المنتخبات التي ستعمل على كسب الرهان والتواجد في طوكيو من أجل المراهنة على ميدالية في الأولمبياد، الملحق الأولمبي سيكون اختبار أول للناخب الوطني الجديد وفيه سيعرف ان كان بمقدوره تحقيق الاضافة مستقبلا أم لا بما أن كل العناصر جاهزة وتنشط مع فرقها سواء بالنسبة للمحترفين أو الذين سيتم التعويل على خدماتهم من البطولة الوطنية.
سيكون الفارق شاسعا بين منتخبنا والثلاثي الذي سيواجهه في الملحق الأولمبي ولكنه سيجبر على تقديم مردود طيب يمحو به ما قدمه في نهائي «الكان» ويكون نقطة البداية نحو الأفضل الذي يظل الجيل الحالي يستحقه دائما فالكل على يقين بأن التطلع الى الفوز ببطاقة الأولمبياد حلم صعب المنال ضياعه سيكون خطوة أخرى الى الوراء بالنسبة لكرة اليد التونسية وسيجبر كل الأطراف على اعادة النظر في الكل المستويات وعلى هيكل جذرية لا بد ان تتم اولا من الجامعة وإدارتها الفنية قبل الحديث عن المنتخبات الوطنية ونتائجها.