الجزء الأول من السباق، هبّت على جل الفرق رياح التغيير وحتّمت عليها ان تقطع مع الاستمرارية وتبحث عن التغيير على أمل إحداث رجة نفسية تعيدها الى طريق النتائج الايجابية.
المؤسف أن المدرب في المشهد الرياضي لم ينجح في تغيير صورة كبش الفداء، فهو الذي يحمل على الأعناق عند الانتصارات والكل يصرّ على اقتسام كعكة النجاح أما عند الفشل فيجد نفسه وحيدا يواجه تيار الانتقادات والغضب حتى إن لم تتوفر له ابسط ظروف العمل فهو الذي عليه ان يدفع الضريبة والمهم ان يكون المسؤولون في مأمن من غضب الأنصار.
31 مدربا غادروا السباق
اعلنت الهيئة المديرة لمستقبل سليمان في الساعات الماضية عن انسحاب المدرب شاكر مفتاح الذي قاد الفريق في ملحمة الصعود الى الرابطة المحترفة الاولى. واكدت الهيئة في بلاغ لها أنه «على اثر مغادرة المدرب شاكر مفتاح لمقر التربص بالحمامات وتعبيره عن الانسحاب من تدريب الفريق رغم توفير كل سبل النجاح وخلاصه في جميع مستحقاته المالية، فإنها تؤكد على ثقتها في بقية الاطار الفني وتدعيمه بالمدير الفني للشبان لمواصلة الاشراف على مقاليد الفريق. كما تعبر الهيئة عن شكرها للمدرب السابق لما قدمه للفريق وتتمنى له التوفيق والنجاح في بقية مشواره الرياضي.»
وبرحيل مفتاح، ارتفع عدد المدربين الذين غادرو سباق الرابطة الاولى منذ انطلاقته 13 اسما واختلفت المسميات بين الاقالة والاستقالة لتشترك في النهاية في غياب الاستمرارية الفنية.
اسرع الاقالات كانت في هلال الشابة من خلال القطيعة مع المدرب الفرنسي فيكتور زفونكا قبل انطلاق السباق بسبب غياب التواصل بينه وبين اللاعبين ليتم الاتفاق مع فرنسي آخر وهو برتران مارشان. حظ بعض الاجانب يبدو انه لم يكن جيدا فالمونتنيغري نيبوشا عصف به تيار الإقالة من النادي الصفاقسي بعد شهرين فقط من تسلم مهامه بسبب تراجع النتائج وآخرها الهزيمة أمام فريق بارادو الجزائري لحساب ذهاب الدور التمهيدي الثاني لكأس الكونفيديرالية الافريقية 3 - 1، وتسلم وسيم معلى المقاليد الفنية بشكل مؤقت قبل الاتفاق مع المدرب الحالي فتحي جبال.
وانساق النجم الساحلي وراء تيار التغيير بعد القطيعة مع المدرب فوزي البنزرتي ليتسلم رفيق المحمدي المشعل مؤقتا قبل التعاقد مع الاسباني كارلوس غاريدو الذي تبدو نتائجه في البطولة متذبذبة على خلاف السباق القاري.
وغيّر الملعب التونسي مدربه منتصر الوحيشي بسبب ازمة النتائج ليعوضه جلال القادري الذي تمكن من إضفاء طابع لعب على الفريق وتحسّنت نتائجه بشكل ملحوظ حيث بات الفريق يحتل المركز الرابع بـ24 نقطة. ولم يتمكن محمود المصمودي في اول تجاربه كمدرب اول من الصمود امام المتاعب التي واجهها مع نجم المتلوي ليخلفه ماهر القيزاني بعد اخذ ورد وفشل الهيئة في الاتفاق قبله مع اكثر من مدرب على غرار محمد الكوكي وسمير السليمي.
النادي البنزرتي بدوره بدأ موسمه مع نصيف البياوي لكن لم تجر رياح النتائج بما اشتهته العائلة الموسعة لفريق قرش الشمال لتحصل القطيعة ويستنجد أهل القرار بخدمات اسكندر القصري،وبعد القطيعة مع شكري الخطوي تعاقد اتحاد بن قردان مع طارق ثابت. وبعد اخذ وردّ،أنهى حاتم الميساوي تجربته مع نادي حمام الأنف ليقود إبنا النادي نبيل طاسكو والشاذلي الشعار الفريق بصفة مؤقتة.
وكان كل من الشبيبة القيروانية واتحاد تطاوين الاكثر تغييرا للمدربين ،فالأول بدأ موسمه مع مراد العقبي الذي ترك مكانه لسفيان الحيدوسي وقبل فترة وجيزة غادر هذا المدرب اركان فريق عاصمة الاغالبة ليكون البديل رفيق المحمدي. اما اتحاد تطاوين فقد قاده في الخطوات الاولى من السباق وليد الشتاوي ليعوّضه خالد بن يحيى وحتّمت النتائج السلبية القطيعة معه لتستنجد الهيئة بحمادي الدو.
الشعباني والدريدي والشابي صامدون
في خضم موجة التغييرات الكثيرة التي ضربت جل فرق الرابطة المحترفة الاولى، ظلت 3 فرق محافظة على استمراريتها الفنية وتجني ثمار نتائجها ويتعلق الامر بالترجي الرياضي الذي يواصل تجديد الثقة في مدربه معين الشعباني وهو الذي قاد الفريق الى تتويجات قارية ومحلية واثبتت الفترة الأخيرة جاهزيته والدليل انه عاد لتصدّر البطولة في انتظار استكمال مباراتيه المؤجلتين لتعميق الفارق.
على غرار فريق باب سويقة، تمكّن المدرب لسعد الدريدي من تحديّ المتاعب العديدة التي عانى منها النادي الافريقي اداريا وماليا وقاد الدريدي فريقه الى تقديم أداء محترم قاده لاحتلال المركز الخامس في البطولة ولولا عقوبة «الفيفا» بسحب 6 نقاط من رصيده لكان الترتيب مغايرا.
وحافظ الاتحاد المنستيري ايضا على استمراريته الفنية بقيادة المدرب لسعد الشابي (جردة) وقبل فترة وجيزة كان الفريق يتصدر سباق البطولة والحق الهزيمة بالنادي الصفاقسي والنادي الافريقي وفرض التعادل على النجم الساحلي في انتظار مباراته المؤجلة مع الترجي.
