صراع هدافي الرابطة المحترفة الأولى ينبئ بسباق مشوق: سباق الصدارة يحتدم والأسماء الأجنبية ترفع شعار العودة إلى الواجهة

مهما كان مستوى البطولة وما تقدمه من فرجة وإثارة فإن لذتها لا تكتمل إلا بالأهداف، قد نشاهد مباريات تبلغ درجة كبيرة من التشويق ولكن الجمهور لا يشفي

غليله إلا الأهداف وهو امر منطقي ففي النهاية يحجز مكانا في جدول الترتيب ويراهن على الألقاب بناء على ما يسجله من أهداف ولذلك نرى مسؤولي الأندية في تونس يضخون أموالا كثيرة من اجل انتداب أسماء محلية وأخرى أجنبية لتدعيم خط الهجوم وتحقيق المنشود.
في هذا الإطار ومع اقتراب سباق الرابطة المحترفة الأولى من المحطة النهائية لمرحلة الذهاب، رأينا أن نسلط الضوء على سباق هدافي الموسم الحالي حيث تؤكد المؤشرات انه سيكون حماسيا ومشوقا نظرا الى التسابق والتلاحق بين أصحاب الصدارة من جولة الى أخرى وعزمهم ليس فقط على قيادة فرقهم الى التألق ولكن لاقتلاع هذا اللقب الشرفي في ظل منافسة شرسة وواعدة خاصة ان المهاجم يبقى من اكثر العناصر عرضة لانتقادات الانصار وشعاراتهم الغاضبة في صورة عجزه عن تجسيم الفرص التي تتاح له بعد عمل متكامل من مختلف الخطوط وبنجاحه في التهديف فهو لا يعزز فقط ثقته في إمكانياته ولكنه يكسب أيضا رضا الأحباء وثقتهم...

تجمّع كبير في صدارة ترتيب الهدافين
الملاحظة الأبرز ونحن نتأمل جدول ترتيب هدافي الرابطة المحترفة الأولى هي التقارب الكبير بين المهاجمين والتجمّع الملحوظ في صدارة الجدول. ويحتلّ المهاجم النيجيري للاتحاد المنستيري انتوني اوكبوتو صدارة ترتيب الهدافين بـ6 أهداف وهو محل ملاحقة من 3 لاعبين ونعني بذلك مهاجم النادي الإفريقي ياسين الشماخي وزميله في الفريق نفسه البوركيني باسيرو كومباوري إضافة إلى مهاجم الملعب التونسي الكونغولي غي مبينزا حيث سجل كل منهم 5 أهداف وعلى بعد هدف وحيد نجد 7 أسماء تسعى الى الاقتراب من مركز الصدارة وهم محمد علي بن حمودة من مستقبل سليمان وحليم الدراجي وأبو بكر تراوري لاعبا النادي البنزرتي إضافة الى مرتضى بن وناس وداروين غونزاليس من النجم الساحلي وأنيس البدري من الترجي وميلو دوس سانطوس من اتحاد بن قردان حيث سجل كل منهم 4 اهداف...
وتجدر الإشارة الى انه في رصيد الترجي 6 مباريات مؤجلة والنجم الساحلي 3 مما يمثل حافزا لمهاجميهما لمزيد تضييق الخناق على المتصدرين والتقدم في جدول الترتيب...

صراع بين اللاعب المحلي والأجنبي
يقاس نجاح اللاعب الأجنبي بالإضافة التي يقدمها وخاصة الأهداف التي يسجلها إذا كان مهاجما خاصة انه يثقل كاهل النادي بأموال طائلة نتاج مرتبه الشهري ومصاريف الإقامة والتنقل واذا كان هذا الأخير عاجزا عن تقديم الحد الأدنى من الإضافة عندها يصبح من الأجدى توجيه الاهتمام الى اللاعب المحلي أفضل من إهدار الأموال في صفقات فاشلة...
الى حدود الجولة الثانية عشرة ذهابا من سباق الموسم الحالي سجلت الأقدام الأجنبية 45 هدفا من مجموع 167 هدفا اي بنسبة 26.9 % من جملة الاهداف. ورغم سيطرة الاسماء المحلية وكذلك لاعبو شمال إفريقيا الذين يعدون في نظر قوانين المكتب الجامعي محليين فإن ذلك لا يحجب الصراع الدائر بين اللاعبين الاجانب والمحليين على صدارة ترتيب الهدافين فالجولات الاخيرة من سباق الرابطة المحترفة الاولى تكشف تسابقا وتلاحقا بين المهاجم النيجيري للاتحاد المنستيري انطوني اكبوتو الذي يجلس على كرسي الصدارة برصيد 6 أهداف لكنه محل ملاحقة من مهاجم النادي الإفريقي ياسين الشماخي وزميله في فريق باب الجديد البوركيني باسيرو كومباوري وكونغولي الملعب التونسي غي مبينزا حيث سجل كل منهم 5 اهداف. ودخل انطوني اكبوتو المهاجم النيجيري لفريق عاصمة الرباط السباق بقوة حيث بدأ التسجيل منذ الجولة الأولى ضد النادي الصفاقسي وانتظر الى الجولة الخامسة ليسجل هدفه الثاني لكن منذ الجولة السابعة والى حدود العاشرة دأب على التهديف بانتظام. وعلى غرار اكبوتو فإن باسيرو كومباوري المهاجم البوركيني للنادي الافريقي انطلق في التهديف منذ الجولة الأولى أمام الملعب التونسي ليدخل في حالة سبات استغلها زميله في نفس الفريق ياسين الشماخي الذي سجل ثنائية في الجولة الخامسة ضد نجم المتلوي وكأنها حركت كومباوري الذي سجل هو الآخر هدفين امام شبيبة القيروان في الجولة السادسة وفي الجولة الثامنة سجل ثنائي الافريقي في شباك النادي البنزرتي واعادا الكرّة في الجولة العاشرة ضد مستقبل سليمان فيما أمضى الشماخي الهدف الوحيد في كلاسيكو الجولة الحادية عشرة امام النادي الصفاقسي. أما مهاجم الملعب التونسي، الكونغولي غي مبينزا فإن استفاقته تأخرت الى الجولة العاشرة حيث كان أول أهدافه ضد اتحاد بن قردان وفي الجولة الحادية عشرة سجل امام السي آس آس قبل ان ينتفض في الجولة الماضية ويمضي ثلاثية في شباك النجم الساحلي.

عودة الى إثبات الذات....
في المواسم الاخيرة،يمكن القول ان اللاعب التونسي عاد الى بسط نفوذه على صراع الهدافين فمهاجم الترجي طه ياسين الخنيسي توج هدافا لموسم 2016 - 2017 برصيد 14 هدفا وفي موسم 2017 - 2018 كان المركز الاول من نصيب لاعب النادي الصفاقسي علاء الدين المرزوقي ومهاجم اتحاد بن قردان سابقا لسعد الجزيري اما في الموسم المنقضي (2018 - 2019) فإن طه ياسين الخنيسي سيطر عليه بتسجيل 9 اهداف يليه كل من فراس شواط واسماعيل دياكيتي وياسين الشماخي برصيد 9 اهداف لكل منهم.
لكن في الجزء الأول من بطولة الموسم الحالي يبدو ان الأسماء الاجنبية عازمة على نفض الغبار عن امكانياتها وتأكيد عودتها الى الواجهة ولعلّ المنافسة الشديدة التي وجدتها من الأسماء التونسية وربما خشية من فقدان مكانها في حسابات المدربين جعلها تبذل كل جهدها من اجل تقديم أفضل ما لديها وبسط نفوذها على سباق الهدافين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115