مدربون صنعوا الفارق في الجزء الأول من بطولة الرابطة المحترفة الأولى: لسعد جردة ينحت فصول تجربة ناجحة والدريدي يكسب رهان تحدي الصعوبات

من سوء حظ المدرب التونسي أنه الحلقة الأضعف في المشهد الكروي، فالنتائج الايجابية بمثابة كعكة يكاد يتقاسمها

معه الجميع أما في الفشل فيضعه وحده في مواجهة غضب الجمهور والإقالة وهو خيار تتخذه الهيئة المديرة لإسكات غضب الجمهور وثورته عليها فأن تضحي بـ«رأس» المدرب أفضل من أن يسحب البساط من تحت قدميها ولذلك بدأت رياح الإقالات تهب بكثرة والنصف الأول من سباق الرابطة الأولى لم يطو جولته الأخيرة.

رغم ذلك فالنسخة الحالية من مرحلة ذهاب بطولة الموسم الحالي لم تخل من النقاط الايجابية ليس فقط على مستوى سيطرة المدرب التونسي على الإطارات الفنية لفرق الرابطة المحترفة الأولى ولكن أيضا في وجود أسماء تونسية تقود فرقها الى التألق ونيل ثناء وإعجاب الشارع الرياضي ولنا هنا ان نذكر مثلا لسعد جردة الذي قاد الاتحاد المنستيري الى الصدارة او لسعد الدريدي الذي يحقق نتائج ايجابية مع النادي الإفريقي وجلال القادري صانع انتفاضة الملعب التونسي...

تألق هذه الأسماء أعاد الى الأذهان المسيرة الايجابية التي حققها معين الشعباني مع الترجي في الموسمين الأخيرين وقيادته الفريق الى الظفر بدوري أبطال إفريقيا والاحتفاظ بلقب البطولة المحلية وهو ما جاء ليثبت ان نجاح المدرب لا يرتبط بالتقدم في السن او كثرة التجارب بل الأهم هو وجود مناخ مناسب للعمل و ثقة أهل القرار ودعمهم له من أجل نحت مسيرة تدريبية ناجحة. ويبدو ان نجاح الشعباني شجع الاندية التونسية على المراهنة على المدربين الشبان ولم يعد همهم الأكبر انتداب الاسماء الأجنبية أو تلك التي شارفت على اعتزال التدريب...

لسعد جردة قائد ملحمة الاتحاد المنستيري
المتابع لمسيرة الاتحاد المنستيري في الموسم المنقضي لم يكن يتوقع الانطلاقة الموفقة في سباق الرابطة الاولى في الموسم الحالي ففريق عاصمة الرباط انتظر في الموسم الماضي الى الجولة الأخيرة من عمر مرحلة الذهاب ليحصد اول انتصاراته وظل يصارع من اجل مقعد آمن من حسابات النزول. وخلال الصائفة تعاقدت الهيئة المديرة مع المدرب لسعد جردة ليخلف لسعد الدريدي وهو اختيار اثار ردود فعل متضاربة خاصة ان هذا الفني يعد اسما مغمورا في المشهد التدريبي في تونس رغم تجاربه الخارجية الناجحة حيث شغل منصب مدرب المنتخب النمساوي للأصاغر ودرب فرقا في الدرجة الأولى والثانية النمساوية وفي البطولة التايلندية والجيش القطري وهو أستاذ في كرة القدم ومكوّن ومتحصل على أعلى شهادة تدريب عالمية ( UFA PRO). وانطلق جردة في قيادة سفينة الاتحاد المنستيري الى النتائج الايجابية منذ الجولة الافتتاحية حيث فاز على النادي الصفاقسي بهدفين لهدف وتعادل سلبيا مع النجم الساحلي ثم الحق الهزيمة بكل من الملعب التونسي والنادي الإفريقي وتتالت النتائج الايجابية ليحقق في 11 جولة (منقوص من مباراة مع الترجي) 7 انتصارات و 4 تعادلات ويمسك بزمام صدارة البطولة وتربع على عرش الخطوط الهجومية رفقة النادي الإفريقي بتسجيل 17 هدفا كما انه رفقة الترجي لم يعرفا طعم الهزيمة. علاوة على ذلك فإن نجاح جردة دفع ضريبته 4 مدربين بين الاستقالة والاقالة ونعني بذلك المونتينغري نيبوشا المدرب السابق للنادي الصفاقسي، منتصر الوحيشي المدرب السابق للملعب التونسي، فتحي غانم المدرب السابق لشبيبة القيروان وخالد بن يحيى المدرب السابق لاتحاد تطاوين.

الدريدي يتحدى المتاعب مع الإفريقي
بعد تجارب مختلفة مع عدة فرق على غرار النادي الصفاقسي والنادي البنزرتي والملعب التونسي والاتحاد المنستيري، تسلم لسعد الدريدي المقاليد الفنية للنادي الإفريقي في تجربة كانت المؤشرات توحي بصعوبتها خاصة مع سيل عقوبات الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» من المنع من الانتدابات الى سحب 6 نقاط ومحدودية الرصيد البشري وفي هذا الإطار قال المدرب في حوار مع «الشارع المغاربي» في بداية الموسم أن: «اسم النادي الإفريقي فقط يشكّل ضغطا رهيبا على بعض الأسماء، صحيح أن الفريق مرّ بوضعيات صعبة خاصة في الموسم الماضي في ظل الأزمات المالية والبشرية التي عانى منها لكن الإفريقي يبقى دائما هو النادي الإفريقي...الدريدي قبل التحدي خاض المغامرة وها هو يجني ثمارها 9 انتصارات وتعادل وهزيمة (منقوص من مباراة مع الترجي الرياضي) اهّلت الفريق للصعود الى المركز الثاني بفارق 3 نقاط عن المتصدر وحصانة دفاعية متميزة حيث قبل الخط الخلفي هدفا وحيدا في 11 مباراة وحافظ على عذارة شباكه في 7 مباريات متتالية. ويطمح الدريدي الى مواصلة العروض الايجابية مع فريق باب الجديد والمراهنة على لقبي البطولة والكأس وتجديد العهد مع الحضور في المسابقات القارية...

القادري يقود «البقلاوة» إلى الإطاحة بـ«السي آس آس» و«ليتوال»
بدأ الملعب التونسي موسمه بقيادة المدرب منتصر الوحيشي لكن الجولة الثالثة أعلنت القطيعة بين الطرفين بعد هزيمتين أمام كل من النادي الإفريقي (3 - 0) والاتحاد المنستيري (1 - 0) وتعادل سلبي مع هلال الشابة ليتسلم جلال القادري المقاليد الفنية للفريق ويبدأ مسيرة الإقلاع من خلال 4 انتصارات متتالية وتعادل مع الترجي وهزيمة امام مستقبل سليمان وهي الوحيدة للقادري الذي جمع 20 نقطة حصيلة 6 انتصارات وتعادلين وهزيمة. ويحتل فريق باردو المركز الرابع برصيد 21 نقطة بعد 6 انتصارات و3 تعادلات ومثلها من الهزائم. ويؤكد الملاحظون أن أداء الفريق قد تحسّن بشكل ملحوظ منذ امساك القادري بزمام المقاليد الفنية والدليل أن الفريق تمكن في الجولة الحادية عشرة من العودة من عاصمة الجنوب بالفوز على النادي الصفاقسي (1 - 2) قبل أن يباغت النجم الساحلي في الجولة الثانية عشرة وينتصر عليه بثلاثية مقابل هدف.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115