مفارقة عجيبة في الرابطة الأولى: بطولة للبيع بالمليارات وملاعب بالجملة خارج نطاق الخدمة...

رغم أنه لم يمض على انطلاق سباق الرابطة المحترفة الأولى سوى 3 جولات، فإن رياح المتاعب بدأت هبوبها بصفة مبكّرة

من الأزمات المالية الى عقوبات الاتحاد الدولي لكرة القدم والاهم من ذلك أزمة الملاعب التي بات يعاني منها أكثر من فريق وتجعلنا نتساءل مادام قسم الأضواء يعيش هذه المتاعب فكيف الحال في بقية الأقسام وخاصة منها الهواة ؟.

في حديثنا عن أزمة البنية التحتية في الرابطة الأولى لم يعد الأمر مقتصرا على فرق بعينها بل بات الأمر كأنه تيار عصف بالأندية من شمال الخريطة الى جنوبها والرابط بينها أن كل فريق بات مضطرا لتحمل أعباء التنقل حتى وإن كان الفريق المضيف الى ملاعب أخرى تحتضن مبارياته...ولعل التساؤل الذي يطرح نفسه لماذا تصرّ السلط المختصة على بدء أشغال الصيانة مع انطلاق الموسم وكان بإمكانها انجاز ذلك مع نهاية الموسم؟.

استفحال ازمة الملاعب
ليست النقائص التي تحيط بالبنية التحتية في الرابطة الأولى جديدة بل تعود الى مواسم سبقت ورغم ذلك لم يتعظ أهل القرار منها بل على العكس فهي في ازدياد في كل مرة، حتى وان كرّر القائمون على شؤون المكتب الجامعي على مسامعنا أن البطولة التونسية هي الأفضل قاريا وعربيا والحال أننا عندما نرى الملاعب في البلدان المجاورة لا يسعنا إلا الخجل على الصور التي تروّج من ملاعبنا وتجهيزاتها الكارثية في بعض البلدان العربية.في الموسم الماضي كانت الملاعب التي خارج نطاق الخدمة في الرابطة الأولى تعد على أصابع اليد الواحدة كان الأمر يتعلق بملعب 15 أكتوبر ببنزرت والملعب البلدي بحمام الأنف وملعب المتلوي وفي بعض المناسبات يتم إغلاق ملعب رادس لفترة وجيزة لكن في الموسم الحالي، أطلّت أزمة الملاعب بقوة وفي أكثر من ملعب فالنجم الساحلي وجد نفسه يتنقل بين ملعبي بوعلي لحوار بحمام سوسة وملعب مصطفى بن جنات بالمنستير نتيجة أشغال الصيانة والتوسعة التي يعرفها ملعب سوسة الاولمبي وهلال الشابة الوافد الجديد على قسم النخبة انطلقت متاعبه بصفة مبكرة بعد إغلاق ملعبه للصيانة فاضطر خلال الجولة الثالثة ذهاب من البطولة الى استضافة النادي الإفريقي في ملعب رادس.واضطر نادي حمام الأنف الى استضافة النادي الإفريقي في الجولة الافتتاحية من سباق الرابطة الأولى في ملعب المنزه بسبب غلق الملعب البلدي بحمام الأنف أبوابه للصيانة.وتواصلت متاعب نجم المتلوي فبعد ان خاض جل مبارياته كمضيف خلال الموسم الماضي بالرديف، حتّم عليه تواصل غلق ملعب المتلوي إجراء لقاءات الموسم الحالي في الملاعب المجاورة وكانت البداية خلال مباراة مؤجلة من الجولة الاولى من الرابطة الاولى باستضافة الجار اتحاد بن قردان بالمظيلة وحتى اتحاد بن قردان فقد حُرم من ملعبه في مباراته الاولى ضمن سباق البطولة بسبب أشغال التعشيب استعدادا للمباراة القارية مما جعله يستضيف شبيبة القيروان في ملعب حمدة العواني بمدينة الاغالبة. ويمكن القول إن أكثر الفرق المتضررة من أزمة البنية التحتية هو النادي البنزرتي فمنذ قرابة 3 سنوات وجد نفسه مجبرا في كل مرة على البحث عن ملعب بديل، وتجدر الإشارة الى أن ملعب 15 أكتوبر أغلق ابوابه في ديسمبر 2016 للقيام بأعمال الصيانة وتعشيب الأرضية الرئيسية وانجاز السبورة اللامعة قبل أن يفتح بعد فترة لكن في 2017 تم غلق الملعب ثم فتح الملعب لفترة وجيزة قبل غلقه الأمر الذي يدفعنا الى التساؤل عن مصير هذه الأشغال التي لا تنتهي وتضع فريق عاصمة الجلاء في موقف لا يحسد عليه.

ملعب رادس يغلق ابوابه في نوفمبر والترجي والافريقي و«الهمهاما» في مأزق
كان من المقرر أن يغلق ملعب رادس ابوابه في بداية شهر اكتوبر من اجل عملية الصيانة الدورية غير أن التزامات المنتخب الوطني من خلال مواجهة المنتخب الكاميروني وديا يوم 12 أكتوبر ثم ملاقاة المنتخب الليبي يوم 8 نوفمبر لحساب الجولة الأولى من تصفيات كاس إفريقيا للأمم 2021 بالملعب المذكور حتمت تأجيل الأمر إلى الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر. ولعلّ غلق ملعب رادس سيضع الترجي والنادي الإفريقي وكذلك نادي حمام الأنف في مأزق فهذا الثلاثي يستضيف منافسيه في رادس ومع غلق هذا الملعب سيتحتم على هذه الفرق اللجوء الى ملعب المنزه ولكنها ستحرم من أنصارها وما سيوفرونه من عائدات مالية بما أن المباريات في المنزه تقام دون حضور الجمهور...

بطولة بالمليارات تفتقر الى ابسط الضروريات
قبل أيام معدودة وجد الشارع الرياضي التونسي نفسه محروما من متابعة مباريات الرابطة المحترفة الأولى على شاشة التلفاز بما أن الجامعة التونسية لكرة القدم طالبت مؤسسة التلفزة بـ9 مليارات لتمكينها من حقوق البثّ وبرر المكتب الجامعي ذلك بأن هذه الأموال ستنتفع بها الأندية في النهاية.ومن المضحكات المبكيات أن الجامعة تريد أن تسوّق لمنتوج يفتقر الى ابسط قواعد الجودة فبطولة تعاني الامرّين على مستوى البنية التحتية وتفتقر جل أنديتها الى ملاعب تحتضن مبارياتها غير جديرة للترويج بكل هذه الاموال الطائلة...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115