عليه في النهائي بفارق هدف (26 – 25)، عناصرنا الوطنية تمكنت من وضع حد لسيطرة أنغولا وفكت العقدة التي تواصلت لسنوات لمنافس اعتلى الصدارة في كل الأصناف دون استثناء وأكدت مجددا انها جيل المستقبل لكرة اليد النسائية التونسية.. سلطة الاشراف كانت غائبة عند وصول المنتخب الى مطار تونس قرطاج مظفرا باللقب القاري وكأن الأمر لا يعنيها.
حصد المنتخب الوطني للوسطيات لقبا قاريا تاريخيا عن جدارة واستحقاق في «كان» خاضها دون هزيمة وتجاوز فيها كافة منافسيه بفارق عريض وأثبت أنه الأفضل وأن الغد سيكون له ومن صنعه، تاج افريقي عاد به المنتخب رغم كل الشكوك التي رافقت مشاركته ألجم به افواه من كانوا ينتظرون سقوطه أمام المنتخب الأنغولي بما أنه لم يتمكن من القيام بالتحضيرات الكافية ولم يقم بأي تربص في المستوى والجامعة وجدت الحل في منحه الفرصة للمشاركة في النسخة الأخيرة من الألعاب الافريقية حتى يتمكن من خوض مباريات تزيد من حضوره البدني عوض منتخب الكبريات الذي تدرك جيدا أنه لن يقدر على العودة بتاج تلك الألعاب بما أن منتخب أنغولا مشارك وأن ذلك سيعرضها مجددا للنقد باعتبار ان الكبريات فشلن في بلوغ الأدوار المتقدمة من النسخة الأخيرة من «الكان» وأضعن معها بطاقة المونديال.
يدرك كل من تابع النتائج التي حققها منتخب الصغريات وهو الجيل ذاته الموجود في منتخب الوسطيات باستثناء بعض العناصر أن عناصرنا الوطنية ستكون قادرة على الأفضل في نهائيات النيجر وأن الأمر ممكن امام أنغولا وهذا ما حصل بالفعل، الجيل الموجود في منتخب الوسطيات هو ذاته الذي حقق الانجاز في النسخة الأخيرة من المونديال بعد أن تمكن لأول مرة من بلوغ الدور الثاني لأول مرة في تاريخه وتاريخ كرة اليد النسائية التونسية وأكد أنه سيكون المستقبل كما كان الشأن مع جيل منى شباح ورجاء التومي والبقية في منتخب 2014 الذي أزاح انغولا في «كان» الجزائر وعاد بلقب استثنائي.
منتخبات السيدات بين اللامبالاة والتهميش
لم يقم المنتخب بالتحضيرات اللازمة ورغم ذلك تمكن من بلوغ الدور النهائي باقتدار ومن العودة بتاج أمم إفريقيا وبطاقة مونديال رومانيا خلال جوان المقبل في رسالة مضمونة الوصول الى سلطة الاشراف التي تخلت عن دعمها في المواسم الأخيرة للرياضة النسائية التي باتت ثانوية بالنسبة إليها في كل الاختصاصات كرة يد وقدم وطائرة فشغلها الشاغل منتخبات الأكابر التي طالما وقفت وراءها في كل مشاركة خاصة بالنسبة لكرة القدم رغم تواضع النتائج، سلطة الاشراف مطالبة بمراجعة سياستها تجاه الرياضة النسائية بصفة عامة ومنتخبات كرة اليد بصفة خاصة فهي الأكثر مشاركة مقارنة بالرياضات الجماعية الأخرى والأكثر حضورا ولو وفرت لها الحد الأدنى من الدعم لكانت النتائج في مستوى التطلعات.
التتويج باللقب القاري رسالة مضمونة الوصول الى سلطة الاشراف والجامعة أيضا فهذه الأخيرة لم تقم بدورها كما يجب ولم توفر أبسط الضرورات وظلت في كل مرة تحجج بظروفها التي تصبح صعبة فقط وقت الحديث عن تحضيرات منتخبات السيدات والأمر يصبح مختلفا والأمور المادية تتغير عندما يتعلق الأمر بمنتخبات الذكور التي نجدها تتربص في الخارج وتوضع لها البرمجة الكافية مهما كانت المسابقة التي ستشارك فيها، الجامعة تتحمل المسؤولية في الاخفاق الذي عاشه منتخب الكبريات في المواسم الأخيرة بما أنها مطالبة وبغض النظر عن ما تقدمه لها سلطة الاشراف بايجاد موارد مالية خاصة بها تخلصها من هذه التبعية وإلا فما الجدوى من لجة الاستشهار الموجودة فيها وما قيمتها ان لم تضطلع بدورها على الوجه الأكمل.
توج المنتخب باللقب الافريقي على حساب أنغولا ولكن ذلك لا يمكن أن يحجب النقائص الموجودة والإهمال الذي تعاني منه كرة اليد النسائية التونسية التي تصبح أولوية فقط عند الألقاب ومع مطلع كل حملة انتخابية ثم تدخل طي النسيان والأكيد أن الفرق تتحمل أيضا جانبا من المسؤولية بما انها لم تتعظ وفي كل مرة تلدغ من الجحر ذاته والنتيجة في كل مرة صوتها ثم لا مبالاة وغائبة في جدول اهتمامات المكتب الجامعي باستثناء تقييم بعد المشاركة في منافسة ما وفي نهاية الموسم لذر الرماد على الأعين وعند اعداد الروزنامة مع مطلع كل بطولة جديدة.
تتويج لمجهود اللاعبات والإطار الفني
يعد اللقب القاري الحاصل تتويجا لمجهود اللاعبات اللاتي قدمت كل واحدة منهن الاضافة المطلوبة وأيضا للإطار الفني الذي امن بقدرات المجموعة المتوفرة على ذمته رغم غياب الأساسيات، معز بن عمر الناخب الوطني عرف كيف يعد المجموعة رغم الظروف التي رافقت التحضيرات لـ«الكان» ورغم عدم خلاص مستحقاته المادية شأنه شأن بقية مدربي منتخبات الشبان ولكنه وضع كل ذلك جانبا خدمة لمصلحة المنتخب الوطني ومن أجل انجاز يدعم به مسيرته الشابة وتمكن من تحقيق مراده بتتويج تاريخي قد ينتظر منتخب الوسطيات سنوات للفوز هبه مجددا إذا تواصل الأمر على حاله، المنتخب توج بتاج «الكان» ولكن ذلك لا يعني البتة أن الوضع سيتغير والخوف كل الخوف أن يتكرر معه سيناريو منتخب الكبريات سابقا ويواجه المصير ذاته.
تأكد الى حد الان أن الكفاءات الوطنية قادرة على الأفضل رغم ما يعترضها من صعوبات فمعز بن عمر حقق المطلوب مع منتخب الوسطيات ومن قبله محمد علي الصغير عندما قاد منتخب الأواسط الى انهاء المونديال في المركز السابع للمرة الثانية على التوالي وان لم يجدا الحظوة الكافية من الجامعة فان سيناريو رياض البدوي سيتكرر وكرة اليد ستكون الخاسر الأكبر.
هل يتغير الأمر وتخصص هناك ميزانية خاصة بالرياضة النسائية في وزارة شؤون الشباب والرياضية وتتخلص من التبعية داخل جامعات الرياضات الجماعية؟ وهل سيكون لهذا اللقب القاري وزنه بالنسبة لمنتخبات السيدات في جامعة «اليد»؟ هذا ما يتمناه الكل حتى لا تذهب كل الجهود سدا ومن أجل معاملة عادلة لمنتخبات السيدات كما الحال في الرجال فالأمر يستحق المحاولة.
بطلات افريقيا
ساهمت في الانجاز التاريخي لمنتخب الوسطيات مجموعة تضم ثمانية عشر لاعبة وهن روعة المقدم وهديل الناوي وغفران النعيري في حراسة المرمى الى جانب فدوى المهذبي وسارة صيود وسناء نجيم وسيرين دالة ودرة الشندرلي وفدوى عويج وآية المنصري وصفاء دعفوس اضافة الى ندى الزلفاني وريم عرجون وميسم العزري وملكة الطرابلسي وأنس يعقوب وتسنيم العياشي وسمية الشابي.