من بطولة افريقيا للأمم التي استضافتها بلادنا في الفترة ما بين 21 و29 جويلية الجاري ومعها خرج ببطاقة التأهل عن جدارة الى مونديال اليابان المقرر في نوفمبر المقبل، تتويج عناصرنا الوطنية باللقب العاشر كان على حساب أبرز منافسين له المنتخب الكامروني الذي فاز ضده في النهائي بثلاثة أشواط لشوطين والمنتخب المصري بعد أن اجبره على الاكتفاء بالمربع الذهبي وعلى عثرة أخرى بثلاثة أشواط لشوط.. صورة الرئيس الراحل محمد الباجي قائد السبسي كانت حاضرة أثناء تتويج المنتخب واللقب كان إهداء لروحه الطاهرة.
حافظ المنتخب الوطني على اللقب القاري للنسخة الثانية على التوالي وأضاف «النجمة» العاشرة الى تاريخه عن جدارة واقتدار في بطولة إفريقية لم يعرف فيها الهزيمة بعد أربعة انتصارات في الدور الأول على حساب التشاد وبوتسوانا والجزائر والكونغو الديمقراطية ثم مصر والكامرون وفرط في جميع هذه المباريات التي أرجاها في ثلاثة أشواط فقط ومنتخبنا كان الأفضل بينها على كل المستويات فهو جاهز فنيا وبدنيا بعد التربصات التي قام بها في ايطاليا وبلجيكا والبرازيل وأيضا في بلادنا سواء التربص المشترك مع كوبا أو التمارين الاعدادية التي أجرتها المجموعة فيما بينها، عناصرنا الوطنية أكدت مجددا أنها تستحق الأفضل دائما وأنها قادرة على الذهاب خطوات الى الأمام كلما توفرت لها الظروف الملائمة للإعداد وهذا فعلا ما عملت الجامعة على تحقيقه بما أنها جعلت وضعت منتخب الأكابر أولوية على حساب البقية منتخب الأواسط الذي اكتفى في تحضيراته للمونديال الأخير الذي أنهاه في المركز الرابع عشر بتربص خارجي وحيد أجراه في مصر ومنتخب الكبريات لم يشارك في «كان» مصر الأخيرة ومن قبلها الدورة الترشيحية للاولمبياد ثم منتخب الأصاغر المكتفي بدوره بتحضيرات داخلية على الرغم من أنه تنتظره بطولة عالم بداية من 19 أوت المقبل ولو ضاع اللقب لوجدت نفسها في مأزق كبير.
رغم المنافسة الكبيرة..
كسب المنتخب الرهان رغم المنافسة الكبيرة من المنتخب الكامروني الذي قدم أداء طيبا في النهائي وكاد أن يفاجئ عناصرنا الوطنية لولا وقوعه في بعض الأخطاء خاصة في الشوط الخامس والفاصل وعدم قدرته في أكثر من مناسبة على تجاوز جدار صد المنتخب الذي كان نقطة قوة الى جانب الهجوم الذي تألق وبرز فيه نجم النجم الساحلي حمزة نقة صاحب الخبرة والتجربة الكبيرتين، عناصرنا الوطنية تجاوزت المنتخب المصري في المربع الذهبي باقتدار وأجبرته على خسارة جديدة بعد تاج النسخة الماضية في عقر داره وهذه خطوة تبقى هامة له ستجبر اكثر من منافس على مراجعة حساباته مستقبلا وتؤكد أن الكرة الطائرة التونسية عادت الى سالف عهدها واستعادت الكثير من مكانتها بعد سنوات ماضية عاشت فيها الخيبة على أكثر من مستوى وفرطت ابانها في أكثر من تاج كان بالإمكان الفوز به والترفيع في عدد التتويجات الى اكثر مما هو حاصل بكثير. فكت عناصرنا الوطنية عقدة المنتخبين المصري والكامروني الذي خرج أمامها بفوز ساحق انتهى على ثلاثة أشواط نظيفة في المونديال الأخير وهذا يظل مهما للمرحلة القادمة التي لا بد من الاعداد لها مبكرا حفاظا على الحصيلة الايجابية الحاصلة الى حد الان، الكامرون جل عناصره محترفة وهذه نقطة ايجابية خدمت مصلحته أمام مصر وأيضا أمام عناصرنا الوطنية في النهائي الذي كادت أن تخرج بنتيجته لو عرفت كيف تتعامل مع مجريات المباراة وهذا ما يتوجب على الجامعة وفرقنا على حد السواء السير فيه فمن المهم اليوم فتح باب الاحتراف أمام لاعبينا لخوض اكثر من تجربة.
الجمهور استثناء
اختارت الجامعة قصر الرياضة بالمنزه لإجراء مباريات هذه «الكان» والقرار كان صائبا بما أن ذلك مكن من حضور جماهيري غفير في كل اللقاءات خاصة منها النهائي الذي كانت فيه القاعة ممتلئة بأكملها، الجمهور ساند وكان من الأسباب المباشرة التي دفعت بعناصرنا الوطنية الى العودة في النتيجة خاصة في الشوط الخامس وهذا هو المطلوب مستقبلا فـ»القبة» قريبة من كل الفئات على عكس قاعة رادس التي دار فيها أكثر من لقاء هام أمام مدارج خالية بحكم بعدها عن العاصمة والجامعة عليها ان تقوم بالشيء ذاته وتعين مباريات المنتخب الوطني للأصاغر في قصر الرياضة بالمنزه حتى يتابعه الجمهور ويقف الى صفه من أجل بطاقة الدور الثاني التي تبقى مهمة في المونديال التاريخي المهم وأيضا بالنسبة لكل مباراة نهائية مستقبلا.
مهم للجامعة
سيكون لهذا التتويج القاري الأثر الايجابي بالنسبة للجامعة بما أن ذلك سيسهل لها الطريق كلما أرادت طرق باب المستشهرين الذين تظل دائما في حاجة الى دعمهم من أجل توفير الموارد المالية الذاتية الكافية والتخلص من تبعيتها لسلطة الإشراف وتحقق الأهداف المرسومة التي مازال جلها عالقا الى حد الان على الرغم من أن المدة النيابية للمكتب الجامعي الحالي شارفت على النهاية، مازالت هناك بطولة عالم للأصاغر في بلادنا في أوت المقبل ونجاحها يبقى مهما بما أنه سيفتح أفاقا جديدة لكرة الطائرة التونسية على مستوى عالمي واذا أصابت الجامعة مجددا فان ذلك سيكون خطوة ناجحة أخرى تحسب لها بعد الخطوات الايجابية التي خرجت بها الى حد الان.
أكثر من ملف في الانتظار
ستطوي الجامعة صفحة «الكان» وستجبر على اعادة النظر في أكثر من ملف يبقى هاما للمستقبل وفي المقدمة موضوع الاحتراف والإدارة الفنية التي مازالت الى حد الان ومنذ خروج كمال رقاية دون مدير ومنتخب الكبريات الذي وضعته في طي النسيان ويبدو أنه سائر نحو الاندثار وأيضا تقييما منطقيا لمشاركة منتخب الأواسط في المونديال الأخيرة ولأسباب هزيمته في اللقاء الترتيبي أمام المنتخب المصري فمرتبة 14 لا يمكن أن تحجب النقائص الموجودة، النجاح ليس منتخب الأكابر فقط وإنما يعني بقية المنتخبات وهذا ما يجب إدراكه إذا أراد كل من في الجامعة الأفضل لكرة الطائرة التونسية.
من «الكان» الى ترشيحية الأولمبياد
أنهى المنتخب المهمة بنجاح في النهائيات القارية وضمن مقعدا عن جدارة واستحقاق في بطولة العالم خلال نوفمبر المقبل في اليابان ولكنه مازال في انتظار الأصعب المشاركة في الدورة الترشيحية للألعاب الأولمبية التي سيلاقي فيها منتخبات كل من بولونيا وسلوفينيا وفرنسا أيام 9 و10 و11 من الشهر القادم تباعا.
النتائج الكاملة للمنتخب في «الكان»:
الدور الأول:
تونس – التشاد (3 – 0)
تونس – بوتسوانا (3 – 0)
تونس – الجزائر (3 – 0)
تونس – الكونغو الديمقراطية (3 – 0)
المربع الذهبي:
تونس – مصر (3 – 1)
النهائي:
تونس – الكامرون (3 – 2)