هجرة اللاعبين التونسيين إلى البطولات الخليجية تتواصل: فرض الذات في أوروبا الامتحان الأصعب...والربح المادي في صدارة الاهتمامات

كانت نهائيات كأس افريقيا للامم التي احتضنتها مصر في الايام القليلة الماضية فرصة لعديد اللاعبين لاثبات ذاتهم، البعض

مرّ مرور الكرام بمردود باهت والبعض الاخر استغلّ المسابقة كأفضل ما يكون اما لتأكيد امكانياته او لنفض الغبار عنه وكتابة بداية جديدة اسالت لعاب الاندية الباحثة عن تعزيز رصيدها وجعلتها تسعى لربط خيوط التواصل معه.

من المفروض ان الدورة الحالية كانت فرصة سانحة للاعبين التونسيين خاصة منهم المحترفون في البطولات الخليجية لطرق ابواب تجارب احترافية في دوريات افضل من ناحية الامكانيات والفرجة ولكن بما ان مردود جلّ الأسماء كان متوسطا باستثناء مباراة وحيدة او اثنتين فلا نأمل ان يحط لاعبونا الرحال في البطولات الأوروبية القوية حيث كشفت كأس افريقيا أن الأسماء المحترفة ضمن الأندية الأبرز في العالم كان جلها فاعلا في منتخب بلاده، لكن المؤشرات الأولية للاعبينا تشير ان الهجرة الى بطولات «البترودولار» لاتزال في اطراد مستمرّ وكأننا بالأسماء التي سافرت سابقا عامل تشجيع لخوض هذه التجربة ليصح لنا أن نتساءل هل أن اقبال اللاعب التونسي على البطولات الخليجية يعود أساسا لمحدودية إمكانياته وعجزه عن فرض نفسه في أوروبا أم لبحثه بدرجة اولى عن المال قبل تطوير مؤهلاته الكروية.

الحدادي من فرنسا إلى السعودية
في جانفي 2017، التحق الظهير الايسر الاسبق للنادي الافريقي اسامة الحدادي بنادي ديجون الفرنسي وقضى موسمين تمكن خلالهما من فرض نفسه والتألق خاصة بعد ان جمعته نفس الالوان مع مواطنه نعيم السليتي،وكنا نخال ان بروز اللاعب السابق لفريق باب الجديد سيفتح امامه ابواب فريق ابرز او بطولة اقوى غير أن الحدادي فاجأ الجميع عندما ابرم قبل ايام من بداية كأس افريقيا للامم عقدا مع الاتفاق السعودي لمدة 4 مواسم. ويبلغ الحدادي من العمر 27 سنة (من مواليد 28 جانفي 1992) اي انه لا يزال في مقتبل العمر وكان عليه تأجيل التجربة الخليجية لسنوات اخرى الى أن ينهل من بحور الاحتراف الحقيقي بعيدا عن التفكير في الناحية المالية بالاساس لكن يبدو انه بعد سنتين فقط من تجربته الاحترافية الفرنسية فكّر في ضمان مستقبله من الناحية المالية.

المثلوثي والمشاني آخر الوافدين
اثر تجربة قصيرة مع النادي الإفريقي، اختار الحارس أيمن المثلوثي الالتحاق بفريق العدالة السعودي لمدة موسم واحد. وليست هذه التجربة الاولى للمثلوثي (34 سنة) في البطولة الخليجية حيث سبق له تقمص الوان الباطن في 2018 في تجربة لم تتجاوز 3 أشهر بسبب خلافات مع الاطار الفني نظرا لاستبعاده من قائمة العناصر الاساسية.ويبدو ان عدم نجاح تجربة عودته للبطولة التونسية من بوابة فريق باب الجديد هو الذي شجعه على طرق باب «الخليج» مرة أخرى حيث لم يحرس شباك الأفارقة في مباريات كثيرة بسبب تعدد إصاباته وخلافاته مع المسؤولين بسبب مستحقاته. اما المدافع السابق للنادي البنزرتي والترجي الرياضي علي المشاني فقد التحق بالبطولة العراقية وتحديدا مع فريق القوة الجوية. وبعد تجربة مع الفيصلي الاردني، انضم المهاجم هشام السيفي الى الجالية التونسية بالسعودية حيث تعاقد مع نادي احد. وشهدت القائمة ايضا التحاق اللاعب السابق للترجي سعد بقير بنادي ابها السعودي بعد نهاية موسمه مع فريق باب سويقة.

وانطلق الحديث منذ فترة عن اتصالات بين ادارة الاتفاق السعودي ونظيرتها في ديجون من اجل انتداب الدولي نعيم السليتي قبل ان تتعثر المفاوضات في الفترة الاخيرة لاسباب مادية.

عجز عن اثبات الذات في أوروبا
بغض النظر عن بعض الاستثناءات القليلة، فإن جل التجارب التونسية في البطولات الأوروبية لم تعرف النجاح المنتظر والنسخة الأخيرة من بطولة إفريقيا أثبتت أن البطولة التونسية بمستواها المحدود عاجزة عن إنتاج لاعبين قادرين على مقارعة لاعبين ينشطون في أقوى البطولات الأوروبية، لاعبونا يعجزون عن فرض أنفسهم في أوروبا والدليل أن جلّ التجارب قصيرة لا يعرفون فيها النجاح إلا لماما وتبدأ المتاعب ليحزموا حقائب الرحيل بسرعة حيث لا يملكون نفسا طويلا للمثابرة والاستمرار وذلك نتاج تكوين قاعدي سيء يفتقد الى ابسط الضوابط والمعايير الصحيحة لذلك من الطبيعي ان يعجز اللاعب التونسي عن مواكبة النسق القوي للتمارين والمباريات فتكون البطولات الخليجية هي الحل رغم انها بدأت تشهد تطورا ملحوظا في النسق والامكانيات في الفترة الاخيرة، ولكن هاجس الربح المادي هو الذي يسيطر على العقول فإذا لم تنجح التجربة الكروية يمتلىء الجيب على الاقل...

العدوى تنتقل الى الاطارات الفنية
لم تعد الهجرة الى الدوريات الخليجية حكرا على اللاعبين بل ان الاندية السعودية خاصة بدأت تستقطب الاطارات الفنية التونسية ايمانا بكفاءاتها حيث كانت بعض الاسماء افضل سفير للكرة التونسية على غرار فتحي جبال مدرب الفتح السعودي. وتعاقد نادي العدالة مع المدرب التونسي اسكندر القصري الذي اشرف في الموسم الماضي على حظوظ اتحاد تطاوين واستنجد ايضا باطار فني تونسي مكون من مدرب الحراس عثمان الخزري الذي سبق له العمل في الملعب التونسي والطائي السعودي اضافة الى المعد البدني اسماعيل الجندوبي دون ان ننسى ان الفريق يضم في صفوفه ايضا متوسط الميدان السابق للملعب القابسي والملعب التونسي يوسف الفوزاعي.

البطولة التركية بدأت تستقطب لاعبينا
بدأت البطولة التركية تستقطب عددا هاما من اللاعبين التونسيين في الفترة الاخيرة وقد يعود ذلك لالغاء القيود التي فرضها سابقا الاتحاد التركي لكرة القدم على انتداب اللاعبين الاجانب.
وشهدت الايام القليلة الماضية التحاق متوسط الميدان الدولي السابق للترجي الرياضي غيلان الشعلالي بمالاتيا سبور التركي لـ3 مواسم وتشير بعض الاصداء ان هذا الفريق يفاوض ديجون الفرنسي من اجل انتداب نعيم السليتي وقبله حط المدافع ايمن عبد النور الرحال بكايزر سبور التركي وفي اول مباراة له مع فريقه الجديد تسبب في قبول ناديه لهدف. ويأتي ذلك بعد تجارب سابقة في المواسم الاخيرة بعد التحاق منتصر الطالبي المدافع السابق للترجي بريزا سبور التركي والمدافع صيام بن يوسف بقاسم باشا...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115