أسماء خاضت نهائي كأس إفريقيا كلاعبين ومدربين: سيسيه غاب عنه التتويج كلاعب ويطمح إلى بلوغ انجاز الجوهري وكيشي كمدرّب

بعد ساعات معدودة يودع عشاق الساحرة المستديرة النسخة الثانية والثلاثين من نهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر بما قدمته من فرجة وإثارة

ومفاجآت طيلة 28 يوما، غدا سنطوي صفحة نهائيات بلد الفراعنة بحلوها ومرها، بأفراحها وهزاتها وبنجومها الذين اثثو مبارياتها،غدا يعدل الجمهور الرياضي ساعاته على موعد مباراة الدور النهائي التي ستجمع المنتخب الجزائري بنظيره السنغالي بداية من الثامنة ليلا بملعب القاهرة الدولي.

مع الصافرة النهائية للحكم الجنوب إفريقي فيكتور غوميز سيسدل الستار بعد معرفة خليفة المنتخب الكاميروني على عرش القارة السمراء في 2019 في مواجهة بين «محاربي الصحراء» و«أسود الترينغا» يقودها «ابنا البلد» جمال بالماضي بالنسبة الى الجزائر وأليو سيسيه بالنسبة الى السنغال.وأنصفت النسخة الحالية من «الكان» المدرب المحلي مؤكدة أن النجاح لا يشترط مدربا أجنبيا بمئات الملايين بل على العكس من ذلك كم من مدرب اجنبي «كبير» رافقته هالة إعلامية عند انتدابه عجز عن تحقيق الأهداف المرسومة بل زاد في المتاعب. وفي حديثنا عن مدرب السنغال أليو سيسيه لا يمكن أن نمر مرور الكرام على معطى فريد فالرجل تمكن من بلوغ نهائي كأس إفريقيا للأمم لاعبا ومدربا وهو يحيلنا إلى أساطير تمكنت من كتابة أسمائها بأحرف من ذهب في عالم الساحرة المستديرة وتمكنت من تسجيل الحضور في المباراة النهائية سواء في المستطيل الأخضر او في القيادة الفنية لمنتخباتها.

الجوهري جوهرة فرعونية اختصاصها الارقام القياسية
يعد الراحل محمود الجوهري احد اكبر المدربين في الكرة المصرية واحدى العلامات الفارقة التي تركت بصمتها على المستوى الكروي في بلد الفراعنة وارتبط اسمه بالألقاب القارية والمشاركة المونديالية لمنتخب مصر لذلك سمي بـ«الإمبراطور» و«الجنرال».
ويعد محمود الجوهري، أول من شارك في نهائي كأس أمم إفريقيا لاعبا ثم مدربا ولم يكتف بذلك، بل كان أول نجم إفريقي يتوج بالبطولة لاعبا ومدربا، حيث تأهل مع الفراعنة لنهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية 1959 التي استضافتها مصر، واقتصرت البطولة آنذاك على ثلاثة منتخبات فقط وهي مصر وإثيوبيا والسودان، إذ تمكن الجوهري من قيادة الفراعنة لتحقيق فوز عريض على إثيوبيا بنتيجة 4 أهداف أحرز منها ثلاثة أهداف، ليقود منتخبه لمواجهة السودان، وفازت مصر بهدفي عصام بهيج، ليتوج بالبطولة كلاعب. وبعد اعتزاله اللعب شقّ الجوهري خطاه في عالم التدريب بداية من الأندية على غرا الأهلي والزمالك واتحاد جدة السعودي، قبل أن يتولى تدريب المنتخب المصري سنة 1988 ويقوده لإنجاز تاريخي وهو التأهل الى نهائيات كأس العالم 1990. بعد 27 سنة وتحديدا سنة 1997، عاد للإشراف على المقاليد الفنية لمنتخب الفراعنة وقيادته لحصد بطولة إفريقيا في نسخة بوركينا فاسو 1998 كمدرب هذه المرة بعد الفوز على منتخب جنوب أفريقيا في النهائي بهدفي أحمد حسن وطارق مصطفى، وقدم الفراعنة وقتها أداء متميزا رغم تأكيدات الجوهري قبل البطولة بأنهم ليسوا مرشحين للقب، وأن المنتخب سينافس على المركز الـ13 من بين 16 منتخبا.

كيشي تربع على عرش القارة لاعبا ومدربا
قبل اكثر من سنتين وتحديدا يوم 8 جوان 2016 غادرنا احد الأسماء اللامعة في تاريخ الكرة النيجيرية،اللاعب والمدرب السابق لمنتخب نيجيريا ستيفن كيشي عن عمر يناهز 54 سنة اثر سكتة قلبية. وترك كيشي مسيرة زاخرة سواء كمدرب او كلاعب حيث قاد منتخب «النسور الخضراء» الى التتويج بلقب بطولة إفريقيا للأمم سنة 1994 بعد مسيرة متميزة اختتموها بتجاوز عقبة المنتخب الايفواري في نصف النهائي بضربات الترجيح (4 - 2) بعد نهاية اللقاء في وقته الأصلي والإضافي بالتعادل بهدفين لمثلهما. وفي المباراة النهائية فاز على المنتخب الزامبي بهدفين لهدف في جيل كان يضم ابرز الأسماء التي استأثرت بالإعجاب من عشاق الرياضة في القارة السمراء على غرار فينيدي جورج ورشيدي يكيني وجاي جاي أوكوتشا وسامسون سياسيا ودانييل أموكاشي وأوليسه...وبعد هذا التتويج بـ3 سنوات أي سنة 1997 قرر كيشي وضع حد لمسيرته كلاعب ودخول مجال التدريب حيث عرف ابرز نجاحاته مع المنتخب النيجيري من خلال قيادته إلى إحراز كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين بجنوب إفريقيا في 2013 أي بعد 19 سنة من إحرازه على اللقب كلاعب، ووُفّق في قيادة منتخبه إلى الدور الثاني في كأس العالم 2014 في البرازيل وبذلك تمكن من معادلة الرقم الذي حققه «الأسطورة» المصري محمود الجوهري بإحرازه على اللقب القاري لاعبا ومدربا ورغم ذلك فإن تجربته مع تدريب منتخب نيجيريا انتهت في جويلية 2015 اي تقريبا قبل سنة من وفاته.

سيسيه لم يحرز اللقب كلاعب ويطمح لرفعه كمدرب
قاد اليو سيسيه المنتخب السنغالي الى التأهل الى نهائي كأس إفريقيا للأمم حيث سيواجه غدا المنتخب الجزائري من اجل إحراز أول لقب في تاريخه وعلى خلاف الجوهري وكيشي فإن سيسيه (43 عاما) لم يتسن له التتويج ببطولة الأمم الإفريقية كلاعب ويطمح الى تعويض ذلك بدخول التاريخ كمدرب.
في مسيرته الدولية كلاعب، نجح سيسيه في التأهل الى الدور النهائي من كأس إفريقيا للأمم في نسخة مالي 2002 وواجه المنتخب الكاميروني ولئن انتهت المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي فإن ضربات الترجيح أنصفت «الأسود» الكاميرونية (3 - 2) كما شارك في كأس العالم 2002 وبلغ منتخبه آنذاك الدور ربع النهائي. بعد 5 سنوات من ضياع حلم التتويج كلاعب تسلم سيسيه المقاليد الفنية لـ«أسود التيرنغا» في 2015 وقادهم الى التأهل الى مونديال روسيا 2018 حيث انتهت التجربة عند الدور الاول بعد فوز وتعادل وهزيمة. وفي النسخة الحالية من بطولة إفريقيا للأمم يأمل سيسيه في قيادة فريقه الى التربع على عرش القارة السمراء بعد مشاركة جيدة حيث تأهل الى ثمن النهائي في المركز الثاني خلف المنتخب الجزائري. وفي الدور الثاني، تغلب على أوغندا بهدف لصفر، ثم ازاح البينين في ربع النهائي بهدف دون رد قبل أن يلاقي المنتخب التونسي في نصف النهائي ومرة أخرى يفوز بالحد الأدنى (1 - 0) وهذه المرة بنيران صديقة بعد اصطدام الكرة بمدافع نسور قرطاج ديلان برون.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115