بورصة مدربي كأس أمم إفريقيا: «بلماضي» و«سيسي» يؤكدان علو كعب المدرّب المحلي..«ديبوي» ينقذ المدرسة الفرنسية وفشل بقية المدارس

شهدت النسخة 32 من كأس أمم إفريقيا تعدد المدارس الكروية بحثا عن التألق وقيادة المنتخبات الـ24 المشاركة لتحقيق حلم اللقب حيث كان الصراع

كبيرا بين مختلف المدارس التي تواجدت في «كان مصر» من أجل التأكيد بأنها الأفضل في القارة السمراء وذلك يمر عبر التتويج أو تحقيق انجاز غير مسبوق للمنتخبات المشاركة في كأس أمم إفريقيا الحالية.
تعددت المدارس التي حضرت في «الكان» بين المدارس المحلية الإفريقية وبين المدرسة الفرنسية التي كانت الأكثر حضورا بـ7 مدربين فيما تواجدت مدراس أخرى على غرار المدرسة الألمانية والبلجيكية والهولندية والصربية والإنقليزية وحتى المكسيكية إلا أن المشهد الختامي المنتظر ليلة الجمعة 19 جويلية الجاري أعلن عن تفوق المدرسة المحلية على بقية المدراس فيما سيكون حوار المواجهة التدريبية بين المدرسة الفرنسية ونظيرتها الألمانية.

التكهنات قبل بداية كأس أمم إفريقيا لم تعط المدرب المحلي القدرات الكاملة ليكون العنوان الرئيسي لهذا «الكان» رغم أن الترشيحات صبت لصالح المنتخب السنغالي الذي يدربه المدرب الوطني «أليو سيسي» حيث توقع الجميع أن يكون لفرديات «أسود التراينغا» الكلمة لا لمسات القائد السابق للمنتخب السنغالي في المقابل كان الجميع يتوقع سيطرة مدربي الخبرة والعارفين بخفايا الكؤوس الإفريقية إلا أن الواقع أكد غير ذلك وأعلن تفوقا كاملا للمدرب الوطني على المدرب الأجنبي.

تفوق المدرب الوطني
شاء الدور النهائي لكأس أمم إفريقيا 2019 في نسخته 32 أن يكون وطنيا بامتياز بما أن مدربي المنتخب الجزائري والمنتخب السنغالي ينتميان للمدرسة المحلية والحديث هنا عن «جمال بلماضي» و«أليو سيسي» اللذين نجحا في هذه الدورة في التفوق على عدة أسماء رنانة في القارة السمراء وصاحبة خبرة واسعة في البطولة الإفريقية إلا أن الثنائي الوطني أكد أنه الأقوى فنيا في النسخة الحالية بعد أن تمكنا من قيادة منتخبيهما إلى الدور النهائي.

«جمال بلماضي» صاحب التجارب الخليجية التي زادت في إشعاعه كمدرب بعد أن كان لاعبا موهوبا وحاسما أكد في أول تجاربه مع المنتخب الجزائري أنه مدرب من طينة الكبار بما أنه حطم عدة أرقام سلبية رافقت رحلة الجزائر في مختلف كؤوس إفريقيا حيث عاد المنتخب الجزائري إلى النهائي بعد 29 سنة.
«أليو سيسي» لم يسبق له أن قاد ناديا وكانت له التجربة مع منتخب الأواسط السنغالي لينال الفرصة في «الكان» السابق إلا أنه لم يتمكن من قيادة المنتخب إلى تحقيق الهدف المرسوم لكن نجح في تأهيل المنتخب السنغالي إلى كأس العالم والمردود المحترم المقدم في «المونديال» جعله يواصل قيادة «أسود التراينغا» ليتمكن من الوصول إلى النهائي والبحث عن دخول التاريخ بتحقيق أول لقب في «الكان» للكرة السنغالية منذ تأسيسها.

السيطرة على النجوم
يملك ثنائي النهائي المنتخب الجزائري ونظيره السنغالي فيلقا من النجوم الذين ينشطون في أقوى الأندية الأوروبية وعلى سبيل المثال ثنائي الدوري الإنقليزي رياض محرز مهاجم «مانشستر سيتي» بطل الدوري الإنقليزي و«ساديو ماني» مهاجم «ليفربول» الإنقليزي بطل رابطة الأبطال الأوروبية دون نسيان النجوم الأخرى المتواجدة في المنتخبين إلا أن الثنائي «جمال بلماضي» و«أليو سيسي» تمكن من التعامل مع النجوم والسيطرة عليهم بل أكثر من ذلك بما الكل يحترم ويطيع أوامر الثنائي. وهناك عامل مشترك بين «بلماضي» و«سيسي» إذ أنهما لعبا مع المنتخبين وكانا من النجوم في الحقبة التي تواجد فيها مع المنتخب السنغالي والجزائري بل أنهما كان قائدان على عدد من النجوم الأخرى ليساعد هذا المعطي في قيادة المجموعة الحالية والسيطرة عليها.

«ديبوي» الاستثناء الفرنسي
لم يتوقع أشد المتفائلين أن تكون النسخة 32 من كأس أمم إفريقيا شاهدة على منتخب يصنع المفاجأة رغم النظام الجديد الذي اقره الاتحاد الإفريقي حيث كانت التوقعات أن تكون القوى التقليدية في الكرة الإفريقية في الموعد وهو ما ترجمه الدور نصف النهائي إلا أن المسيرة التي حققها منتخب مدغشقر تبقي استثنائية وتستحق الإشادة والثناء خاصة أن المنتخب «الملغاشي» شارك لأول مرة في تاريخه في كأس أمم إفريقيا ولا يملك الخبرة المطلوبة ليكون الخروج المبكر متوقعا إلا أن المنتخب «الملغاشي» قلب التوقعات وكان العلامة المضيئة في النسخة الحالية.

وتصدر منتخب مدغشقر مجموعته أمام المنتخب النيجيري دون أي هزيمة كما أنه عبر الدور ثمن النهائي أمام منتخب الكونغو الديمقراطية ليسقط في ربع النهائي أمام المنتخب الوطني بثلاثية نظيفة أنهت مسيرة الحصان الأسود للدورة ومدربه الفرنسي «نيكولاس ديبوي» الذي كان أفضل مدربي الجالية الفرنسية في أمم إفريقيا 2019 بعد أن قاد منتخبه المغمور إلى الدور ربع النهائي دون أن يملك نجوم كبيرة أو تحضيرات مميزة حتى أنه اشتكي من الظروف القاسية التي عرفها المنتخب قبل الذهاب إلى مصر إلا أنه عرف التعامل مع المباريات وإدارة لاعبيه ليحققوا نتائج مبهرة جعلت الجميع يحترم المنتخب «الملغاشي» ويقع تكريمه في مدغشقر رسميا وشعبيا.
الجالية الفرنسية التي تواجدت في «الكان» كانت تمني النفس برفع اللقب وتأكيد تفوقها التاريخ إلا أن الواقع أكد أن المدرب الوطني قد انتفض وحقق الامتياز.

عجز بقية المدراس
عرفت النسخة الحالية من كأس أمم إفريقيا تواجد مدراس تدريبية مختلفة غير الوطنية والفرنسية حيث سجلنا حضور المدرسة البلجيكية والهولندية والصربية والإنقليزية والألمانية وحتى المكسيكية لكن جميعها فشل في الوصل إلى المباراة النهائية وعجز عن تحقيق حلم المنتخبات التي يشرفون عليها بل أكثر من ذلك بما أن عدد منهم تم إقالته من مهامهم في انتظار أن يتم الحسم في مستقبل الأخر بعد نهاية المسابقة. وبحثت مختلف المدراس على تأكيد نجاح الكرة البلجيكية بعد تتويج الكاميرون في النسخة الماضية إلا أنها فشلت وتركت المجال واسع أمام تتويج جديد لمدربي الكرة الوطنية بما أن اللقب سيعود أم للجزائري «جمال بلماضي» أو السنغالي «أليو سيسي».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115