تونس - مدغشقر (3 - 0): «نسور قرطاج» في نصف النهائي

كسر المنتخب الوطني التونسي حاجز التعادلات التي ميزت ظهوره في النسخة 32 من كأس أمم إفريقيا بعد أن تجاوز منتخب

مدغشقر بثلاثية نظيفة جمعت بين الإقناع والإمتاع ليعلن منتخبنا العودة من جديد إلى نصف نهائي «الكان» الذي غاب عنه طويلا.
منتخبنا صال وجال في مواجهة الأمس وحقق انتصارا غاب عن النسور منذ مدة في مباراة تألق فيها تقريبا كافة العناصر الوطنية وخاصة القائد يوسف المساكني ووهبي الخززي دون نسيان نجم المواجهة فرجاني ساسي الذي كان سببا في افتتاح شريط أهداف «نسور قرطاج».

صراع تكتيكي
سيطر الحوار التكتيكي الفرنسي لكل من مدرب المنتخب الوطني ومواطنه مدرب منتخب مدغشقر على حسابات الدقائق الأولى حيث انحصر اللعب في وسط الميدان مع خوف المنتخبين من قبول اللعب خاصة مع الحلول الهجومية التي يمتلكها كل من نسور قرطاج ومنافسهم منتخب مدغشقر لتعلن الربع ساعة الأولى غياب الفرص السانحة من الجانبين.
أولى فرص المواجهات جاءت عبر متوسط ميدان المنتخب الوطني الفرجاني ساسي الذي سدد بقوة إلا أن الدقة غابت عن محترف الزمالك المصري لتمر الكرة بجانب المرمى في فرصة أعلنت دخول المنتخب الوطني رسميا في لقاء الدور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا حيث سيطر منتخبنا على وسط الميدان إلا أن غياب التناسق وخاصة السرعة في هذا الخط جعل منتخبنا لا يترجم سيطرته التكتيكية على منافسه الذي اختار التحفظ الدفاعي ولعب الهجوم المعاكس لعله يباغت زملاء القائد يوسف المساكني الغائب عن فعاليات الشوط الأول.

فرص بالجملة لـ«نسور قرطاج»
حاول منتخبنا تجاوز التكتل الدفاعي الكبير لمنتخب مدغشقر الذي يبدو أنه وضع إستراتيجية الدفاع عكس مواجهاته السابقة ليقع منتخب رئيس «الكاف» أحمد أحمد في فخ المخالفات التي كادت أولاها أن تعلن أول أهداف نسور قرطاج عبر وهبي الخزري إلا أن الحارس «أدرين» تألق وحول الكرة إلى ركنية لم تأت بالجديد في المواجهة...غياب المنتخب الملغاشي عن فعاليات الشوط الأول جعل منتخبنا يحاول الاختراق عبر الجهتين إلا أن التكتل الدفاعي أجهض أماني زملاء الخنيسي الذي كان قريبا من زيارة الشباك بنفس سيناريو هدف غانا بعد عمل مشترك مع كشريدة إلى أنه عجز هذه المرة عن الاهتداء إلى الشباك وواصل منتخبنا الضغط واستغلال بعض هفوات المنافس حيث أعلنت الدقيقة 42 فرصة جديدة للمنتخب الوطني بعد تسديدة من غيلان الشعلالي تألق الحارس مجددا في إنقاذها. ولم يتأخر الرد الملغاشي والذي كان عبر التسديدة التي لم تقلق راحة الحارس معز حسن الذي تصدي إليها.
ما يعاب على المنتخب الوطني اللمسة الأخيرة والضياع الذي ميز مردود قائده يوسف المساكني فيما كان البطء الكبير للجهة اليسري عاملا إضافيا في عجز نسور قرطاج عن ترجمة السيطرة الميدانية في الشوط الأول.

هدف مرفوض والنيران الصديقة في الخدمة
ترجم المنتخب الوطني سيطرته الكلية على الشوط الأول منذ بداية الفترة الثانية حيث أعلنت الدقيقة 46 أول أهداف نسور قرطاج إلا أن الحكم المساعد رفضه بعد تواجد الخزري في وضعية تسلل في لقطة أعلنت الفرحة والغضب لدى الإطار الفني والعناصر الوطنية وأعلن الهدف المرفوض هيجان تونسي حيث عرفت الدقيقة 50 أول الأهداف الرسمية للمنتخب الوطني بعد تمريرة حاسمة من المساكني الذي انتفض في الشوط الثاني حيث وصلت الكرة إلى الفرجاني ساسي الذي سدد لتلمس الكرة المدافع «فونتان» وغالطت الحارس الملغاشي الذي انحنى لرغبة نسور قرطاج بالتقدم في النتيجة في لقطة أعلنت فرحة هستيرية سواء في مقاعد الاحتياط أو المدرجات.

المساكني يطمئن
لاحت الصدمة على لاعبي منتخب مدغشقر بعد الهدف الأول للمنتخب الوطني حيث لم يقو على التماسك وهو ما جعل المنتخب الوطني يواصل هيجانه الهجومي لتعلن الدقيقة 60 ثاني أهداف المنتخب بعد فرصة من الخزري إلا أن الحارس تألق لتعود الكرة أمام المساكني الذي أسكنها الشباك وأعلن هدف الأمان والاطمئنان للمنتخب الوطني التونسي الذي استغل هذه المرة فترة قوته وترجم سيطرته الكلية على المباراة متوجا العمل الجماعي الكبير والقراءة الفنية الممتازة للمدرب الفرنسي «ألان جيراس» الذي عرف كيف يتعامل مع خصال المنافس.

السليتي ورصاصة الرحمة
تحكم منتخبنا في التقدم المحقق بهدفين خاصة مع التغييرات التي قام بها الناخب الوطني والتي أثرت على مردود نسور قرطاج خاصة خروج غيلان الشعلالي إلا أن الثقة التي ميزت مردود زملاء الخزري جعلتهم يتحكمون في المباراة رغم التراجع البدني وبحث المنافس عن تذليل الفارق. خصال لاعبي المنتخب الهجومية قالت كلمتها في الوقت البديل بعد عمل ثنائي بين الخزري والسليتي الذي ترجم المباراة الكبيرة لنسور قرطاج بهدف رصاصة الرحمة في جسد المنتخب الملغاشي الذي استسلم أخيرا لرغبة نسور قرطاج في التواجد في نصف النهائي.

رقم من المباراة: 1
شاءت الأقدار أن يكون أول انتصار للمنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا من بوابة الدور ربع النهائي وبثلاثية نظيفة جمعت بين الإقناع والإمتاع ليكسر منتخبنا حاجز التعادل الذي رافقه في مواجهات دور المجموعات والدور ثمن النهائي.

نجم المغرب: فرجاني ساسي
أكد متوسط ميدان المنتخب فرجاني ساسي أنه الحلقة التي افتقدها المنتخب في مواجهات دور المجموعات حيث تألق محترف الزمالك المصري وكان السبب في افتتاح النتيجة وأعلن الرغبة التونسية في الفوز وبثلاثية نظيفة.

للأرشيف:
تشكيلتا المنتخبين:
تونس: معز حسن - وجدي كشريدة- أسامة الحدادي- ياسين مرياح - ديلان بروان – الياس السخيري- غيلان الشعلالي - فرجاني ساسي – يوسف المساكني- وهبي الخزري- طه ياسين الخنيسي.
مدغشقر: ملفين أدرين - باسكال - رومان منيتز- توماس فنتان- جيروم منيز- ماركو – أنسات – أبراهيم أمادا- كرلوس أندريا- فينفيان- ليليانا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115