بعد نهاية المواجهة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله، ليضرب نسور قرطاج موعدا مع مفاجأة الدورة منتخب مدغشقر في دور الثمانية غدا الخميس فيملعب السلام في القاهرة في امتحان جديد سيسعى زملاء يوسف المساكني إلى تجاوزه وتحقيق الهدف المنشود وهو بلوغ المربع الذهبي على الأقل.
في لقاء الاثنين الماضي، تمرّد المنتخب الوطني على لغة التاريخ والأرقام وكذّب التكهنات التي كانت تقول انه سيحزم حقائب الرحيل اثر نهاية مواجهته مع «النجوم السوداء» إلا أنه أول فوز على نظيره الغاني في المواجهة الثامنة بينهما مقابل تعادل وحيد و6 انتصارات غانية،صحيح ان النتيجة على الميدان كانت متكافئة واكتوى منتخبنا بنيران صديقة لكن ضربات الترجيح ابتسم فيها الحظ إلى زملاء الفرجاني ساسي بفضل تألق الحارس فاروق بن مصطفى لصده لإحدى ضربات الترجيح.
تونس والبينين في ربع النهائي بلا فوز
ظل المنتخب الوطني وفيا للتعادلات التي رافقته منذ بداية مشاركته في الدورة 32 من النهائيات القارية لكن ذلك لم يحل دون بلوغه دور الثمانية. بعض الملاحظين تندروا بكون المنتخب بلغ ثمن النهائي بـ3 نقاط فقط في حين توجد منتخبات حققت العلامة الكاملة وتـألقت لكن اثبت نسور قرطاج ان العثرات في الدور الأول ليست الا سحابة صيف عابرة واظهروا الوجه الحقيقي في مواجهة المنتخب الغاني بنجومه في وقت غادرت فيه بعض المنتخبات التي حققت 9 نقاط في الدور الأول بعد أن ظنت نفسها مرشحة فوق العادة لاحتلال المراكز الأولى.
وتجدر الإشارة الى ان المنتخب الوطني الى جانب المنتخب البينيني يبقيان المنتخبين الوحيدين الذين تأهلا الى ربع النهائي دون تحقيق اي فوز وابتسم لهما الحظ في ضربات الترجيح. وتعادل نسور قرطاج في الدور الاول امام كل من انغولا (1-1)، مالي (1-1) وموريتانيا (0-0) قبل ان يتعادلوا في ثمن النهائي مع المنتخب الغاني (1-1) ويؤول التأهل إليهم بضربات الترجيح (5 - 4). أما المنتخب البينيني وهو احدى مفاجآت الدور ربع النهائي فقد اجبر المنتخب الغاني على التعادل في الجولة الافتتاحية (2-2) ثم حقق تعادلين سلبيين مع كل من غينيا بيساو والكاميرون. ووضعت القرعة البينين في مواجهة المغرب في ثمن النهائي وبادر الاول بالتهديف قبل ان يعدل اسود الاطلس غير ان ضربات الترجيح منحت بطاقة التأهل الى دور الثمانية للمنتخب البينيني.
سيناريو البرتغال في البال
أحيا تأهل المنتخب التونسي الى ربع النهائي على حساب نظيره الغاني بضربات الترجيح (5 - 4) امال التتويج باللقب القاري الثاني بعد 15 سنة من الظفر بنسخة «كان 2004» وبات سيناريو المنتخب البرتغالي في كأس الأمم الأوروبية 2016 يراود جمهور نسور قرطاج خاصة بعد البداية المتعثرة لزملاء نعيم السليتي في الدور الأول واكتفائهم بثلاثة تعادلات ويتذكر الجمهور التونسي سيناريو مشابها حصل مع المنتخب البرتغالي في بطولة أوروبا للامم سنة 2016 حيث فشل زملاء كريستيانو رونالدو في تحقيق أي فوز في دور المجموعات واكتفوا بـ3 تعادلات لكن الصورة تغيرت كليا في دور الـ16 حيث تجاوزا عقبة المنتخب الكرواتي، وفي ربع النهائي فازوا على بولندا بركلات الترجيح (5 - 3) قبل ان يواجه نظيره الويلزي في المربع الذهبي وينتصر عليه بهدفين لصفر. وفي المباراة النهائية تغلب على المنتخب الفرنسي صاحب الأرض والجمهور بفضل هدف ايدر لويز في الحصة الإضافية الثانية.
تغييرات أتت أكلها وأعادت الروح إلى المجموعة...
عول الإطار الفني في مباراة الاثنين على اختيارات مغايرة من خلال إقحام كل من الياس السخيري وغيلان الشعلالي والفرجاني ساسي مما افرز كثافة على منطقة وسط الميدان وسمح اعناصرنا الوطنية بالحد من خطورة «النجوم السوداء». في المقابل، عاد يوسف المساكني الى مستواه المعهود وهبي الخزري الذي أقحمه الان جيراس في الشوط الثاني كان وراء نقطة التحول في اللقاء بعد إمداد لوجدي كشريدة الذي ساند الهجوم ومهد لطه ياسين الخنيسي الذي قدم أداء بطوليا توجه بهدف في شباك غانا كما كان مصدر قلق كبير لمدافعي المنافس. خلاصة القول إن اداء المجموعة ككل تغير الى الافضل في مباراة غانا وشاهدنا عزيمة كبيرة واستبسالا من اجل الخروج بورقة التأهل وحتى الهدف المباغت الذي جاء من نيران صديقة بعد خطإ من رامي البدوي في ارجاع الكرة لحارس مرماه لم يمنع المجموعة من مواصلة الظهور بأداء قتالي وأعطى فاروق بن مصطفى دفعا معنويا لزملائه بعد نجاحه في التصدي لركلة جزاء خلال تنفيذ الركلات الترجيحية.
معز حسن والسلوك «المستغرب»
استحسن الجمهور الرياضي تجديد الثقة في الحارس معز حسن بعد خطئه في مباراة مالي والذي اثمر هدفا للمنافس وكان حارس نيس عند حسن ظن الإطار الفني خاصة في مباراة ثمن النهائي امام غانا حيث أنقذ مرماه من أكثر من فرصة. لكن مابناه الحارس طيلة مباراة كاملة من اداء بطولي أصرّ على تحطيمه قبل لحظات معدودة من نهاية الوقت الاضافي عندما قرر الاطار الفني تغيير معز حسن بزميله فاروق بن مصطفى لكن الاول لم يرق له قرار الاطار الفني واحتج على ذلك ولولا تدخل زملائه لتطورت الامور نحو الأسوأ في حركة تدعو الى الاستغراب من حارس محترف وتشير الى عدم احترام زميله الذي عوضه...حركة معز حسن تذكرنا بحادثة مشابهة كان بطلها حارس تشيلسي كيبا قرار مدربه باستبداله في الحصة الاضافية من مواجهة فريقه مع مانشستر سيتي في نهائي كأس الرابطة الانقليزية لكن لم نصرّ على التشبّه بالغرب في المظاهر السلبية والحال ان معز حسن كان من المفروض وفق تكوينه الكروي بعد ان نهل من بحر الاحتراف الصحيح بعيدا عن مثل هذه التجاوزات.