الحصاد العربي بعد دور مجموعات «الكان»: «الجزائر» مقنع..«مصر» بطل الشوط الأول..«المغرب» في الوقت القاتل «تونس» ملكة التعادلات وحضور مشرف لـ«موريتانيا»

ساد التفاؤل الجميع في النسخة الحالية من كأس أمم إفريقيا مصر 2019 حتى يعود اللقب إلى أحضان العرب مجددا بعد غيابه في النسختين الماضيتين

سيما مع تواجد 5 منتخبات تمثلت في المنتخب المصري والمنتخب الموريتاني المشارك لأول مرة في كأس أمم إفريقيا وثلاثي شمال إفريقيا والمغرب العربي المنتخب التونسي والجزائري والمغربي.
وما زاد في درجات التفاؤل والآمال هو ما أظهره الدور الأول خاصة للثلاثي المصري والجزائري والمغربي الذي اكتسح دور المجموعات وتمكن من تحقيق 3 انتصارات كاملة جعلت الجميع يعتقد ويحلم بأن اللقب القاري قد يكتب بحروف «الضاد» في هذه النسخة صحيح أن الحلم مشروع إلا أن الواقع يبقى وحده سيد القرار في عالم المستديرة التي لا تعترف إلا بلغة الأقدام لكن يبقى الأمل كبيرا أن ينجح العرب في كتابة سطر جديد في نجاحاتهم القارية في النسخة 32 من كأس أمم إفريقيا.
الحصيلة العربية بعد الدور الأول مكنت رباعي من أصل خمسة منتخبات من العبور إلى الدور ثمن النهائي وهو ما قد يجعل الأحلام كبيرة برؤية أحد ممثلي الكرة العربية على منصة التتويج في ملعب القاهرة الدولي يوم 19 جويلية الجاري.

أداء الجزائر مقنع
تمكن المنتخب الجزائري من خطف الأنظار ونال الإشادة والثناء سواء من المحللين الجزائريين أو البقية حيث يعتقد المحللون أن زملاء القائد رياض محرز يملكون منتخبا متكاملا ومنظما سواء جماعيا أو تكتيكيا لتزيد الفرديات التي يمتلكها «محاربو الصحراء» في تزين المشوار الذي قدمه المنتخب الجزائري في دور المجموعات بعد أن حصد العلامة الكاملة بالفوز في المباريات الثالث.

ولم يكتف منتخب المدرب «جمال بلماضي» بالحصيلة المحققة بما أنه تصدر ترتيب أفضل هجوم بالشراكة مع المنتخب المالي برصيد 6 أهداف كما أنه تمكن من التتويج بلقب أفضل دفاع بمعية كل من المنتخب المغربي والمصري والكاميروني وذلك بعد أن ظلت شباك الحارس «رايس مبلوحي» عاصية على منتخبات المجموعة الثالثة ليكون الحصاد الجزائري مقنعا وبأداء متميز يفتح أبواب الأمل على مصراعيه للتتويج ثانية للكرة الجزائرية في كأس أمم إفريقيا.
ما زاد في الثناء على مدرب الجزائر ومجموعته هو الظهور المحترم للبدلاء في المباراة الثالثة حيث جنح «بلماضي» لـ9 تغييرات كاملة لكن المنتخب ظهر بوجه كبير وجعل الجميع يمتدح تركيبة المنتخب الجزائري.

المغرب فريق الوقت القاتل
على غرار المنتخب الجزائري تمكن المنتخب المغربي من حصد العلامة الكاملة في دور المجموعات لكن ظل مردود منتخب «أسود الأطلس» غير مقنع للمحليين رغم أنه تمكن من تصدر ترتيب أفضل الدفاعات رفقة مصر والجزائر والكاميرون إلا أن البعض يرى أن نجوم المنتخب المغربي قادرة على الأفضل في ظل دهاء مدرب المجموعة الفرنسي «أرفي رونار» الذي تمكن من تعديل الأوتار بعد هزائم الوديات ليعلن زملاء «حكيم زياش» عن أنفسهم في الدورة خاصة بعد الانتصارات أمام ساحل العاج وفك النحس أمام جنوب إفريقيا.

المنتخب المغربي سيكون مطالبا بالتأكيد في الدور ثمن النهائي خاصة أن المجموعة يبدو أنها وجدت ثوابتها وفي انتظار انتفاضة نجم المنتخب «حكيم زياش» الذي يبقي احدى الأوراق المهمة في تركيبة المنتخب المغربي.
وبالعودة إلى مسيرة منتخب «أسود الأطلس» فيمكن التأكيد أنه منتخب الوقت القاتل في دور المجموعات حيث تمكن من تحقيق انتصارين في الرمق الأخير لمواجهتي ناميبيا عبر النيران الصديقة وأمام منتخب جنوب إفريقيا عبر متوسط الميدان «مبارك بوصوفة» ليخطف المنتخب المغربي هذا اللقب.

مصر منتخب الشوط الأول
حقق مستضيف النسخة 32 من كأس أمم إفريقيا العلامة الكاملة بعد الفوز في مبارياته الثالثة في المجموعة الأولى إلا أن الأداء المصري لم يرتق لطموحات عاشق الفراعنة أو المحللين حيث تعيب على تشكيلة المدرب المكسيكي «خافير أغيري» قلة الحلول الهجومية والاعتماد على النهج الدفاعي والتعويل على الهجمات المعاكسة وهذا ما جعل الشكوك تحوم بشأن مردود زملاء محمد صلاح.

المنتخب المصري استغل جيدا عاملي الأرض والجمهور اللذين لعبا لصالح زملاء المتألق «تريزيغه» لتحقيق النتائج الإيجابية المتمثلة في عدم قبول أهداف بالإضافة لتسجيل 5 أهداف كاملة جعل حظوظ المنتخب المصري قائمة في ظل المعطيات التي أشرنا إليها سابقا وأهمها عاملي الأرض والجمهور المصري المؤثر بصفة كبيرة...ويمكن التأكيد أن منتخب «الفراعنة» هو منتخب الشوط الأول حيث لاحظنا أن الأهداف الخمسة التي سجلها المنتخب المستضيف لـ«الكان» جاءت في الأشواط الأولى.

تونس بفضل التعادلات
لم يتوقع أشد المتشائمين أن يكون الظهور التونسي مخجلا بهذه الطريقة في كأس أمم إفريقيا حيث لم يقدم نسور قرطاج ما يشفع لهم لإقناع الجماهير بالعبور إلى الدور الثاني من البطولة القارية زملاء «يوسف المساكني» خارج نطاق الخدمة إلا أن الحظ ابتسم وتواجد المنتخب التونسي في الدور ثمن النهائي دون أن ينتصر في أي مباراة بل أكتفي بـ3 تعادلات.
الانتقادات كانت كبيرة للمدرب الفرنسي «ألان جيراس» ومجموعته خاصة أن الجميع توقع أن يشهد نسخة جيدة لنسور قرطاج في ظل ثقل الأسماء إلا ان الواقع أكد غير ذلك وأظهر بالكاشف قيمة محترفي الكرة التونسية ولاعبي البطولة التونسية ليبقي الأمل أن ينتفض زملاء نعيم السليتي في الدور ثمن النهائي.
والغريب أن سيناريو المنتخب التونسي ألهم عددا من عشاق الكرة التونسية بما حققه المنتخب الإيطالي في كأس العالم 1982 والمنتخب البرتغالي في كأس أمم أوروبا 2016 حين حقق الثنائي 3 تعادلات في دور المجموعات إلا أنهما فازا باللقب في نهاية المطاف.

موريتانيا ضيف الشرف
اكتفى المنتخب الموريتاني الذي يشارك في أمم إفريقيا لأول مرة في تاريخه بالمشاركة الشرفية بعد تقديم عرض طيب أمام مالي في الجولة الافتتاحية رغم الخسارة بأربعة أهداف مقابل هدف ثم التعادل مع أنغولا سلبيا في الجولة الثانية وتعادل سلبي جديد أمام المنتخب الوطني في الجولة الثالثة رغم المردود الغزير لزملاء «إسماعيل دياكيتي» لتكون التجربة الأولى لـ«المرابطين» في كأس أمم إفريقيا غير سيئة رغم الخروج المرير بعد الظهور المحترم في الجولتين الثانية والثالثة إلا أن الحصيلة كانت تعادلان وهزيمة مع قبول 4 أهداف وتسجيل هدف يتيم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115