أكثر المتشائمين يتوقع ان يخرج منتخبنا بتعادل مخيب، كل المؤشرات التي تجلت في الاختبارات الودية كانت تؤكد أن منتخبنا سيحقق الفوز في اول خطوة من مغامرته القارية لكن خرج نسور قرطاج بتعادل مخيب أمام انغولا في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة تجعلهم أمام حتمية الانتصار في مباراة الجمعة القادم أمام مالي للإبقاء على آمال التأهل الى الدور الثاني.
ما يثير الاستياء أن المنافس لم يكن أفضل منا بل كنا قادرين على الخروج بانتصار عريض لكن اختيارات الإطار الفني بقيادة الفرنسي ألان جيراس أثارت الكثير من التساؤلات وجعلت المنتخب يتكبد هدف التعادل بعد خطـإ فادح في التمركز وهفوة قاتلة من الحارس فاروق بن مصطفى. كنا نظن أن المباريات الودية الثلاثة قبل «الكان» كانت كافية لحسم المنتخب لأوراقه ولكن يبدو أن جيراس ظن أنه لازال في مرحلة التجارب فغير مركز أكثر من لاعب وكانت النتيجة منتخبا تائها وأخطاء فردية وفشل في الحفاظ على التقدم. لم يكن من الصعب حتى لغير المتظلّع في عالم الساحرة المستديرة أن يكتشف أن الجهة اليمنى للدفاع كانت احد ابرز نقاط الضعف في التشكيلة في ظل وجود رامي البدوي الذي لم يقدّم الأداء المنتظر منه لكن الناخب الوطني أصر على التعويل عليه في حين أن وجدي كشريدة شغل المركز كأفضل ما يكون في الاختبارات الودية واقنع لكننا وجدنا جيراس يضعه في مركز الوسط ولم يكن ذلك التغيير الوحيد المثير للاستغراب فالياس السخيري لاعب ارتكاز في الوسط وضعه في الجهة اليسرى إضافة إلى التعويل على الخزري كمهاجم إضافة إلى أنه فضل إبقاء العناصر التي تألقت في الوديات على بنك البدلاء على غرار بسام الصرارفي وأيمن بن محمد...وتجدر الإشارة الى أن بعض العناصر كانت خارج نطاق الخدمة على غرار وهبي الخزري أو يوسف المساكني ولكن يبدو أنها تتمتع بحصانة تحول دون تغييرها وقد قام بتغيير غيلان الشعلالي رغم أنه كان أفضل عنصر في خط الوسط وانتهت المباراة دون ان يستفيد من التغيير الثالث والحال ان المنتخب كان في حاجة الى ضخ دماء جديدة. وتجلّى أن الإطار الفني لم يحسن قراءة خصوصيات المباراة والتعامل مع مجرياتها وحسن توظيف رصيده البشري وكأن الأمر يتعلق بمباراته الأولى على رأس المنتخب وقد وجد نفسه عرضة للانتقادات من الجمهور وبعض الفنيين على حد السواء حيث أكد اللاعب الدولي السابق حاتم الطرابلسي في تصريحات تلفزية أن «بعض لاعبي المنتخب التونسي لم يكونوا في مستواهم الطبيعي أمام أنغولا» مضيفا أنه «من ضمن الأسباب التي أدت إلي تعادل تونس مع أنجولا الأخطاء في قراءة الإطار الفني لمجريات اللعب والمباراة بشكل عام». أما الأسطورة طارق ذياب فقد قال في حسابه الرسمي على «الفايسبوك»: «تعادل مخيب للآمال للمنتخب الوطني التونسي، فعلاوة على النتيجة فإن بعض الأمور الفنية والتكتيكية لم تكن في المستوى المنتظر ولا بد من مراجعتها». في حين قال المدرب وجدي الصيد في تصريح لـ«كووورة»: «منتخب تونس قدم مباراة مخيبة للآمال نتيجة وأداء، وذلك بسبب فلسفة آلان جيراس. التشكيلة كانت في غير محلها، والتغييرات التي دفع بها لم تكن في محلها، كما أن الفني الفرنسي لم يستغل إمكانيات اللاعبين جيدا، ولم يوظفهم على النحو الصحيح، وفقا لمهاراتهم». وإذا كان جيراس يعتبر نفسه في مرحلة التجريب فأي دور او رأي للمساعدين ماهر الكنزاري وفريد بن بلقاسم أم هما مجرد موظفين يتقاضيان راتبا فقط للجلوس الى جانب الفرنسي على بنك البدلاء؟
التدارك ضروري امام مالي
يلاقي المنتخب الوطني يوم الجمعة في الثالثة والنصف مساء نظيره المالي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة في مباراة يتحتم خلالها على زملاء نعيم السليتي الفوز للإبقاء على أمالهم في التأهل وسيكون جيراس مطالبا بإيجاد الحلول وتلافي الأخطاء التي ارتكبها في المباراة الأولى خاصة أن النسور المالية أفضل من منتخب انغولا وقد دخلت النهائيات بقوة بعد فوزها في الجولة الافتتاحية على المنتخب الموريتاني برباعية مقابل هدف تجعل مهمة نسور قرطاج صعبة لتحقيق انتصارهم الأول... وأجرت المجموعة أمس حصتين تدريبيتين خصصتا لإزالة الإرهاق واسترجاع اللياقة البدنية قبل ان يدخل الفريق اليوم في التحضيرات الفعلية لمباراة الجمعة.
معلول حاضر بالغياب
لئن سجلت مدرجات ملعب السويس وجود عدد من مشجعي الزمالك الذين حضروا لمؤازرة متوسط الميدان الدولي الفرجاني ساسي الذي أقحمه المدرب ألان جيراس في الشوط الثاني،فإن الظهير الأيسر للأهلي المصري علي معلول كان الحاضر بالغياب بعد استبعاده من تشكيلة نسور قرطاج حيث رفع عدد من المشجعين المصريين لافتات كتبت بالانقليزية مفادها «معلول هو الأفضل» في رسالة مشفرة للإطار الفني...
التعادل التاسع في المباراة الافتتاحية رقم 91
لم يكن التعادل الذي خرج به المنتخب الوطني في المباراة الاولى امام انغولا الاول من نوعه في النهائيات فالتاريخ يشهد ان نسور قرطاج كثيرا ما عانوا المتاعب في المباراة الاولى فمن اصل 19 مباراة افتتاحية لم يتمكن منتخبنا من الانتصار سوى في 5 مناسبات آخرها في دورة 2013 على حساب المنتخب الجزائري بهدف لصفر مقابل 9 تعادلات وخمس هزائم آخرها في نسخة 2017 امام السينغال بثنائية نظيفة قبل ان يتدارك منتخبنا ويفوز في الجولة الثانية على الجزائر ثم الزيمبابوي وتنتتهي مسيرته عند ربع النهائي أمام بوركينا فاسو.
المساكني يدخل التاريخ
رغم انه لم يقدم مباراة كبيرة ولم يكن وفيا لما عود به الجمهور التونسي، فإن متوسط الميدان يوسف المساكني تمكن من دخول التاريخ بفضل هدفه في شباك انغولا من ضربة جزاء حيث بات اول لاعب تونسي ينجح في التهديف في 4 دورات مختلفة: 2012 و2013 و2017 و2019.
كما كان هدفه يوم الاثنين الخامس في رصيده في كأس الأمم الإفريقية.