تتجه الأنظار اليوم الجمعة إلى مصر حيث تنطلق النسخة 32 من كأس أمم إفريقيا 2019 وستعرف البطولة مشاركة أبرز منتخبات القارة السمراء وتشارك 5 منتخبات عربية في النهائيات وهي تونس ومصر والمغرب والجزائر وموريتانيا
وتعد نسخة هذا العام استثنائية بكل المقاييس فهي البطولة الأولى التي يتنافس على لقبها 24 منتخبا بل ستكون النسخة الأولى التي تتأهل فيها المنتخبات من دور المجموعات إلى الدور ثمن النهائي بعد أن ظلت لسنوات تتجاوز هذا الدور عبر خوض الدور ربع النهائي مباشرة.
ولم يقتصر الاستثناء على مشاركة 24 منتخبا بل عرفت النسخة الحالية مشاركة ثلاثة منتخبات لأول مرة وهي منتخبات موريتانيا ومدغشقر وبوروندي دون نسيان منتخب تنزانيا الذي يحضر من جديد للمرة الثانية في تاريخه بعد 39 عاما من الغياب.
مشاركة قياسية للعرب
لم يسبق لكأس أمم إفريقيا منذ دورتها الأولى أن عرفت تواجد عربيا لافتا كما يحصل في النسخة التي ستعطي ضربة بدايتها اليوم الجمعة حيث ستعرف البطولة التي ستقام في مصر مشاركة 5 منتخبات عربية هي منتخب مصر المنتخب المضيف وثلاثي المغرب العربي المنتخب التونسي والمنتخب الجزائري والمنتخب المغربي بالإضافة إلى الوافد الجديد منتخب موريتانيا لتبقي الآمال كبيرة أن يتمكن أحد المنتخبات العربية من التتويج يوم 19 جويلية المقبل.
أخر لقب عربي في كأس أمم إفريقيا حققه المنتخب المصري وذلك سنة 2010 لتغيب المنتخبات العربية عن منصة التتويج لـ7 سنوات كاملة مما جعل كل عشاق الكرة العربية يتمنون أن يكون اللقب عربيا خاصة مع تواجد 5 منتخبات في النسخة الحالية مما ما يزيد في فرص التتويج.
مصر مرشح قوي
لا يوجد شخص واحد لا يرشح المنتخب المصري للفوز باللقب القاري فجميع المعطيات والأرقام تزكي هذا المنتخب كمرشح قوي لرفع اللقب وعلى مر التاريخ نظمت مصر أربع نسخ وأهدرت مرة واحدة عاملي الأرض والجمهور لرفع اللقب وذلك في نسخة 1974 فيما حققت اللقب في نسخ: 1959و1986و2006 ففي 22 مشاركة فاز المنتخب المصري بسبعة ألقاب كما لعب ست مرات الدور نصف النهائي وحاز على المركز الثالث ثلاث مرات.
ويمتلك المنتخب المصري مجموعة من نقاط القوة أبرزها ضمه لجيل ذهبي يتقدمه محمد صلاح المنتشي بفوزه برابطة الأبطال الأوروبية وتبقى نقاط ضعف هذا المنتخب الذي يدربه المكسيكي خافيير أغيري كبر سن بعض اللاعبين وقلة خبرة بعض الأسماء بسبب الاعتماد الكلي على لاعبي الدوري المحلي (15 عنصرا).
المغرب رغم التخبط
قبل أسبوعين من البطولة كان الجميع يرشح المنتخب المغربي كواحد من المنافسين الأقوياء للمنتخب المصري والسنغالي والنيجيري لكن الظروف التي ميزت الاستعدادات عبر مغادرة ثالث أفضل هداف في العالم هذا العام عبد الرزاق حمد الله تؤكد أن الأمور ليست جيدة في منتخب أسود الأطلس حيث كثرت الصراعات بين اللاعبين
ويلعب المغرب للمرة 17 في كأس أمم إفريقيا وفاز باللقب مرة واحدة أما آخر نهائي خاضه فكان في 2004 وسافر المنتخب المغربي إلى مصر بمعنويات مهزوزة بسبب قضية حمد الله هداف النصر السعودي وأيضا بسبب لعنة الإصابات التي لاحقت عدد من اللاعبين لكن تبقي لغة الأرقام التي تلعب لصالح مدرب الأسود الفرنسي هيرفي رونار الذي من عادته حصد الهزائم في الوديات ورفع الذهب في الرسميات.
تونس بخبرة الجيل الحالي
يلعب المنتخب التونسي البطولة بلاعبين شباب إذ لا يتعدى متوسط أعمار لاعبي منتخب «نسور قرطاج» 24 سنة حيث يعتبر أصغر فريق في البطولة ويتطلع المنتخب التونسي الذي خاض 18 نسخة إفريقية إلى العودة من مصر بثاني ألقابه القارية بعد اللقب الأول في 2004 على حساب المغرب.
ولم يتخل المنتخب التونسي عن المدرسة الفرنسية التي حققت لقب 2004 وذلك بالتعاقد مع الخبير في كأس أمم إفريقيا الفرنسي «ألان جيراس» وظهر المنتخب في أحسن ظروفه في التحضيرات إذ فاز على وصيف بطل العالم منتخب كرواتيا قبل أن يتبعه بفوز على منتخب بوروندي دون نسيان انتصاره على العراق كما إن مشواره في التصفيات كان مثاليا.
الجزائر بنسخة جديدة
«سنسافر إلى مصر من أجل الفوز باللقب» هكذا عنون مدرب الجزائر جمال بلماضي هدفه من المشاركة رقم 18 في كأس إفريقيا ولم تتوج الجزائر إلا مرة واحد بلقب «الكان» وذلك على أرضها في عام 1990 على حساب نيجيريا.
ما يقال عن المغرب يقال أيضا عن الجزائر إذ إن هذا المنتخب الذي ضم على مدار السنين أجيالا ذهبية ظل يحصد الخيبات في البطولات القارية بسبب سيطرة الأسلوب الفردي على العمل الجماعي.
لكن بلماضي يرى أن هذا الجيل قادر على محو انكسارات الماضي إذ لم يلعب النهائي منذ 29 سنة ويبدو من كلام بلماضي أن الجزائر ستنافس بقوة للتتويج بلقب كأس إفريقيا معتمدة على جيل يتمناه أي مدرب في القارة السمراء كالقائد ونجم مانشستر سيتي الإنقليزي رياض محرز والهداف بغداد بونجاح وقائد الدفاع عيسى ماندي خصوصا أن المنتخب الجزائري يسعى لتعويض خيبته الأخيرة بفشله في التأهل إلى مونديال روسيا 2018.
موريتانيا الضيف الجديد
خمسة أعوام كانت كافية للفرنسي «كورينتين مارتنيز» لتأهيل موريتانيا لخوض كأس أمم إفريقيا للمرة الأولى في التاريخ وسيلعب المنتخب الموريتاني دون ضغوط إذ سيسعى إلى كسب تجربة أخرى قد تفيده في هدفه الأول بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى وذلك في نسخة 2026.
وأوقعت قرعة البطولة موريتانيا ضمن المجموعة الخامسة مع منتخبات أنغولا ومالي وتونس ويضم منتخب موريتانيا نجما واحدا سيلفت إليه الأنظار وهو لاعب بلد الوليد الإسباني حسن العيد الذي بات أول لاعب موريتاني يلعب في «الليغا»وفي مشاركته الإفريقية الأولى قرر المدرب مارتنيز الاعتماد على 18 محترفا لتحقيق الفوز الأول في «كان».