الكرة الطائرة: بطولة إفريقيا للأندية البطلة غياب الفرق الوطنية يتواصل فهل باتت الأندية المصرية عقبة يصعب تجاوزها؟

أعطيت منذ أمس في مصر ضربة البداية لمنافسات بطولة إفريقيا للأندية البطلة التي يستضيفها النادي الأهلي مجددا حتى 11 أفريل الجاري،

منافسات سجلت فيها مشاركة اثنين وعشرين فريقا من مختلف بلدان القارة السمراء باستثناء فرقنا التي كانت ابرز متغيب وتخلفت مجددا مثل ما كان الحال في النسخة الماضية باعتبار أن الترجي الرياضي الذي أعلن في وقت سابق عن مشاركته تراجع بعد خسارته لتاج النسخة الأخيرة من البطولة العربية للأندية البطلة للمرة الثانية على التوالي.

تجلّى الى حد الان أن فرقنا لم يعد بمقدورها تجاوز الأندية المصرية في مقدمتها ناديا الجيش ونادي الأهلي الذي أحكم سيطرته على تتويجات النسختين الأخيرتين وحصيلته مرشحة للارتفاع في المنافسات التي يستضيفها حاليا الى 14 لقبا، تتويجات فرقنا توقفت عند 2014 حينما نظم الناجم الساحلي تلك النسخة وفاز بلقبها الأهلي المصري ومنذ ذاك الحين لم تقدر على استعادة المقدمة ففريق باب سويقة اكتفى في 2015 و2016 بمركز الوصافة مثل ما كان الحال مع فريق جوهرة الساحل في نسخة 2017 الذي استسلم الى الهزيمة أمام الأهلي و»الطائرة» التونسية ستخسر لقبا جديدا كان بالإمكان من خلاله تأكيد النتائج التي حققتها مختلف المنتخبات الوطنية.

تحجج أكثر من فريق منذ 2017 بحجة أن بطولة إفريقيا للأندية البطلة لا فائدة من المشاركة فيها ما دامت لم تعد مؤهلة لبطولة العالم للأندية ولكن تلك الحجة تبقى مجرد مطية لإماطة اللثام عن تراجع مستوى الكرة الطائرة التونسي وفوز منتخب الأكابر بتاج «الكان» الأخيرة لا يمكن أن يحجب النقائص الموجودة فيها، لم يتحول الترجي الى مصر بعد خسارته للقب العربي رغم بلوغه للنهائي وفوزه بكافة بقية المواجهات التي كانت في مجملها في المتناول والنجم الساحلي تركيزه منصب على البطولة والكأس محليا والنادي الصفاقسي يعيش أكثر من مشكل في الاونة الأخيرة ونتائجه تبقى دون المأمول في موسم غير فيه الى حد الان الإطار الفني في ثلاثة مناسبات وقام فيها بأكثر من انتداب قيم وهذا دليل اخر على أن فرقنا فقدت الكثير من مستواها والثقة في الذات التي تمكنها من مقارعة الأهلي والجيش المصريين خاصة ونادي سموحة أيضا الذي بات منافسا لا يستهان به.

البطولة عقبة أولى
تراجع مستوى الفرق في الاونة الأخيرة والسبب الرئيسي يبقى البطولة الوطنية التي باتت المنافسة مقتصرة فيها على اللقب بين الثلاثي الترجي الرياضي والنجم الساحلي وبدرجة أقل النادي الصفاقسي الذي فقد الكثير من مستواه منذ 2013 بعد الرباعية التاريخية، وضعية لا يمكن ان تسمح لفرقنا بالمنافسة على أي لقب سواء كان قاريا أو عربيا والدليل غيباها للمرة الثانية على التوالي عن بطولة افريقيا واكتفاؤها بمركز الوصافة في البطولة العربية على الرغم من أنها أقيمت في بلادنا بما ان الفرق العربية ت في مرتبة متقدمة بفضل العمل الكبير الموجود فيها على كل المستويات.

قد تحتاج الفرق الموجودة في البطولة الوطنية إلى عدة مواسم حتى تصبح قادرة على مجابهة أي منافس وتجاوزه بما في ذلك الترجي الذي لم تكن نتائجه في المستوى على الرغم من أنه يضم أفضل العناصر بطولة ومنتخبا، أكثر من فريق اكتفى في كل موسم بخوض البطولة لمجرد أنه متواجد فيها وأكثر من ناد كان في وقت ما منافسا عتيدا بات يبحث من عام الى اخر عن ضمان البقاء مثل ما حدث في الاونة الأخيرة مع الأولمبي القليبي ونادي حمام الأنف واتحاد النقل الصفاقسي وأيضا مستقبل المرسى والأكيد أن هذا لن يسمح بالذهاب بعيدا ما لم تتحسن الأمور خاصة من الناحية المادية التي باتت أكثر من عقبة مؤكد ستكون نتائجها أكثر من سلبية مستقبلا في حال لم يتم تدارك الوضع وهذا يبدو صعبا مبدئيا على أكثر من واحد فيها بما أن الجامعة المسؤول الأول الذي يجدر به أن يمد يد العون مثل ما تم الوعد به زمن الحملة الانتخابية بدوره في حاجة الى من يدعمه حتى يتخطى عقبة المشاكل الغارق فيها على اكثر من صعيد.

المنتخب أول متضرر
سيستضيف المنتخب الوطني بداية من 20 جويلية المقبل منافسات بطولة إفريقيا للأمم المؤهلة الى المونديال التي سيكون خلالها مجبرا على الحفاظ على اللقب الذي استعاده بعد أربعة عشر سنة من الغياب وعلى تأكيد جدارته بتلك الخطوة صحبة مدربه الايطالي «جاكوب» الذي جددت فيه الجامعة الثقة بعقد في الواقع لا يتماشى أبدا مع ما هو بصدد تقديمه لعناصرنا الوطنية بما أن حضوره يقتصر فقط على التربصات وفي حال كان هناك التزام ومشاركة في منافسة ما وهذا ما حصل فعلا منذ قدومه في الوقت الذي كان يجدر به أن يتابع أبرز المباريات ومواجهات مختلف الفرق حتى ينتقي الأفضل ضمن القائمة الموسعة سيما أن الجامعة باتت تتحدث عن عزمها السير في سياسة التشبيب كل ما تعلق الأمر بتبرير حول اقصاء لاعب ما قائمة المنتخب.

يضم الثلاثي المصري الأهلي والجيش وسموحة أفضل العناصر الدولية الموجودة ضمن منتخب «الفراعنة» وهذه الفرق في نشاط متواصل والأكيد أن ذلك سيخدم مصلحتها أكثر بدنيا وفنيا وسيقدم لها الإضافة المطلوبة حتى تكون جاهزة كما يجب لاستحقاقات المرحلة القادمة في مقدمتها «الكان» التي ستكون المنافسة على تاجها اكثر من صعبة بالنسبة لمنتخبنا الوطني في ظل الاكتفاء بما هو موجود في البطولة الوطنية وعزوف الفرق عن المشاركة في بطولة إفريقيا، «الكان» لن يكون الطريق باتجاهها سهلا في جويلية المقبل فالمنتخب ستكون أمامه عقبة ثانية الى جانب مصر وهي المنتخب الكامروني الذي عرف كيف يبرز ويكون عناصر لها امكانات طيبة بعد أن فتح أمامها باب الاحتراف بعكس الجامعة والفرق الوطنية الذين كبلوا اللاعبين بالقرارات البالية التي صادقوا عليها في الجلسة العامة الخارقة للعادة الأخيرة التي تمت بعيدا عن أعين الإعلام كما أراد لها الرئيس فراس الفالح أن تتم.

سيكون المنتخبان المصري والكامروني عقبة في «الكان» واذا لم توفر الجامعة التحضيرات والمباريات الودية الكافية التي تمكن عناصر المنتخب من جاهزية بدنية وفنية أكبر فانه سيكون من الصعب الحفاظ على اللقب الذي يعني الكثير للكرة الطائرة التونسية في هذه المرحلة ومستقبلا على حد السواء.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115