يوم أمس استقالته لأسباب مهنية وشخصية ووفقا للبلاغ الصادر عن الفريق أمس، استقالة قد تزيد من تأزم الوضع داخل أسوار فريق باب الجديد الذي يمر بموسم صعب انسحب فيه منذ الدور ثمن النهائي من سباق الكأس وحظوظه قليلة ان لم نقل منعدمة في المراهنة على تاج البطولة.
يبقى النادي الإفريقي الاستثناء من حيث المشاكل والصراعات الداخلية التي يعيشها مقارنة بالثنائي الجار الترجي الرياضي والنجم الساحلي والتي باتت دون حل وفي ازدياد من موسم الى اخر بما أن كل طرف يبحث عن مصلحته الخاصة دون سواها وعن الوصول الى هدفه ولو كان ذلك على حساب الفريق والمهم ان يكون في منصب المسؤول، كل الفرق تعيش مشاكل ولكنها تتجاوزها دون أن تتأثر نتائجها والدليل على ذلك فريق جوهرة الساحل الذي نجح في سياسة التشبيب وتمكن من تكوين مجموعة شابة هي الأفضل حاليا وستكون صعبة المراس في المواسم القليلة القادمة بفضل التفاف كل المحيطين به والسياسة البناءة التي اعتمدها الثنائي أمين الرايس وزياط نطاط والنجم عاد وتوج في الموسم الماضي بالبطولة وفرط في الكأس بصعوبة واليوم سيراهن على استعادة مكانته قاريا من خلال المشاركة التي تنتظره بعد أيام قليلة في بطولة إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس التي سيكون حاضرا فيها الترجي الرياضي الذي عرف بدوره كيف يتدارك مشاكله الداخلية ويلملمها بسرعة وينقذ الموسم بتاج الكأس ويمضي قدما في خطوة اخرى على درب النجاح كانت انعكاساتها ايجابية والدليل النتائج الطيبة الحاصلة الى حد الان.
«بن صالح» سبب في ما يعيشه الإفريقي اليوم
اعتبر أكثر من طرف في وقت سابق أن المشاكل الحاصلة في الافريقي سببها الرئيس السابق سليم الرياحي ولكن «الرياحي» رحل و«دار لقمان ظلت على حالها» ولم يتغير شيء مع الهيئة المديرة الجديدة بقيادة اليونسي بل ازداد الوضع تعقيدا وكثرت المشاكل داخل الفرع بعد أن بات سبب طموح أكثر من طرف وغنيمة تريد بعض الأطراف ملكيتها وملاذا لثلة من المتمعشين، سفيان بن صالح حقق نتائج طيبة في 2015 بعد أن توج معه الفريق «بالدوبلي» وبطولة إفريقيا و»السوبر» وخاض المونديال والأجواء كانت ممتازة بما أن الأمور المادية كانت في أحسن حالاتها ولكن الوضع تغير في 2017 بسبب مشكل التجديد للاعبين المنتهية عقودهم وهم عبد الحق بن صالح وأمين بنور ومكرم سلامة وأسامة حسني ومحمد السوسي وخالد الحاج يوسف وهذه المجموعة قررت الرحيل بعد استحالة تسوية الوضعية التي كان سفيان بن صالح سببا من أسبابها المباشرة بما أنه منح اللاعبين عقودا خيالية تجاوزت الـ250 مليون من مليماتنا مقارنة بما هو موجود في البطولة الوطنية ووضع الفرع عنوة في دوامة من المشاكل كان في غنى عنها ظلت تلازمه الى اليوم.
تعاقد النادي الإفريقي في وقت سابق مع أكثر من لاعب لم يقدم أية إضافة على غرار مروان بلحاج ويسري الغالي وأنور عياد في الوقت الذي كان من المفروض ان تعطى فيه الأولوية لشبان الفريق والأمر تكرر أيضا مع سفيان بن صالح بتعاقده في الموسم الحالي مع رامي الستي وإبراهيم لاغة اللذين لا مكانة لهما في الإفريقي والأكيد أنه يتحمل المسؤولية كاملة في ما يحصل في الفريق وتبريراته مهما كانت تبقى غير مقبولة بما أنه كان يجدر به ايجاد الحلول اللازمة والدعم المادي الكافي لخلاص مستحقات اللاعبين بدل الدخول في صراع مع أطراف يدرك جيدا في قرارة نفسه أن هدفها ليس خدمة مصلحة الإفريقي.
يدرك جيدا سفيان بن صالح ومسبقا أن العودة لن تكون موفقة وأنه لن يقدر على اخراج الفريق مما يعيشه بما أنه على خلاف مع أكثر من طرف من المحيطين به ومع ذلك عاد، بن صالح فحصد ما زرع سابقا بما انه كان سببا من الاسباب التي أفرغت الافريقي من أبرز العناصر وذاك الفراغ أجبر الفريق على عامين دون تتويجات سبب مشاكل لن يكون بالهين حلها وقد تستمر لمواسم سيما في ظل الصراعات والانقسامات الداخلية الموجودة والمستمرة.
تجربة أخرى دون المأمول لـ«الصانع»
جدد رياض الصانع التجربة مع النادي الإفريقي بعد تجربة أولى كانت في 2013 تمت فيها اقالته بصفة مفاجئة في مدة لم تتجاوز الشهرين والنصف بعد ان عجز الفريق عن المراهنة على تاج بطولة افريقيا للأندية البطلة، الصانع عاد هذا الموسم رغبة منه في تلبية نداء الواجب وتحمل عبء ما هو موجود ومحاولة مد يد المساعدة لفريق كان سببا في بروزه ونجوميته في وقت ما ولكنه نسي ان الكل سيحمله المسؤولية في حال لم تكن النتائج في مستوى الانتظارات وهذا ما حصل بالتأكيد بعد أن بدأ البعض في لومه بعد الخروج من سباق الكأس وخسارة فريق باب الجديد لكل مواجهات الدربي والكلاسيكو التي خاضها الى حد الان.
لم يحقق رياض الصانع ما كان يرنو اليه في هذا الموسم والتجربة تبقى دون المأمول بما أن الأهم يبقى تجاوز الثنائي الافريقي والنجم وليس بقية فرق البطولة المتواضعة الامكانات التي فقد أمامها الفريق الكثير من هيبته و«الصانع» قد يجد نفسه أمام السيناريو ذاته فالوضع لا يبشر بخير وقد يجبر على الاستقالة مثل ما حصل مع «بن صالح».
حماية المجموعة الحالية ضرورة
تجلى الى حد الان أن لا أحد يفكر في مصلحة الافريقي وأن الكل يريد أن يظهر في الصورة بأي شكل من الأشكال ليضمن مصلحة ما متأكد انها ستكون حاصلة لا محالة ما دام متواجدا في فريق في عراقة وقيمة النادي الإفريقي الذي يظل ومهما عصفت به المشاكل عصيا على كل الأطراف المتناحرة، الإفريقي ستشرق شمسه اجلا أم عاجلا وسيستعيد سيطرته اذا عرفت الهيئة المديرة كيف تحافظ على المجموعة الشابة الموجودة حاليا التي تمتلك امكانات فنية وبدنية طيبة وتحميها من «السماسرة» ووكلاء اللاعبين الذين يترصدون وضعا كهذا لنيل مبتغاهم وإفراغ الفريق مما تبقى من عناصر هي امل المستقبل وقادرة على تقديم الإضافة للإفريقي الذي لم يعد يحتمل المسؤولين الخطأ والمزيد من الصراعات التي باتت سمة لكل المحيطين به ولا بد من وضع حدا لها خدمة لمصلحته دون سواها ومن يدرك أنه ليس أهلا للمسؤولية «فل يقيل خيرا أو يصمت» أو يبتعد ويترك المجال لمن هم اهلا بفريقهم.